رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رامى مالك.. نجم «الأوسكار» العاشق لجذوره المصرية وضرورة تكريمه فى وطنه

أحيانًا تستوقفنى بعض الكلمات التلقائية التى تنتقد نقدًا بناءً بعض الأوضاع الاقتصادية التى نمر بها الآن أو بعض الصعوبات أو المشاكل التى أحيانًا قد تواجهنا فى الحياة اليومية.. وأرى أن هذا أمر طبيعى ما دام النقد بناءً ومن منطلق حب الوطن والحرص عليه، أو الرغبة الصادقة فى إصلاح الأمور إلى الأفضل.

وأرى أيضًا أنه أمر طبيعى فى دولة تسعى لتطبيق الديمقراطية وفى ظل وضع عالمى تعانى فيه كل الدول بعد جائحة كورونا وما سببته من صعوبات اقتصادية لكل الدول ولجميع الأعمال والأشغال، وبعد الحرب الروسية- الأوكرانية التى تسببت فى توابع اقتصادية قاسية تعانى منها كل الدول.. وأضف إلى هذا أحداثًا وتغييرات كبرى حدثت فى بلدنا منذ يناير ٢٠١١ وحتى اندلاع ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وما تلاها من أحداث لاستعادة الاستقرار ثم تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد عقب انتخابات رئاسية نزيهة فى ٣ يونيو ٢٠١٤. وحتى الآن وما استطاع أن يقوم به خطوات إيجابية وشجاعة من استعادة الاستقرار والأمان وحماية بلدنا من خطط التقسيم الشيطانية وإعادة بناء مصر على أسس حديثة وإعلاء مكانتها فى العالم.

إلا أننى أيضًا ومن ناحية أخرى أرفض التجريح والهدم وتجاهل كل ما تم إنجازه أو تحقيقه ورفض كل شىء وإلقاء التهم جزافًا دون دليل ودون التأكد من صحتها وبث الفتن ونشر الشائعات الكاذبة هنا وهناك عن كل شىء وعلى أى شخص.. بهدف نشر الفوضى وتدمير كل ما تم إنجازه فى السنوات الـ٧ الماضية والظاهر لجميع المواطنين.. باستثناء جماعات وأشخاص ودول يسعون للتخريب والتدمير ونشر اليأس والغضب فى ربوع الوطن.

ونحن الآن من مسئوليتنا الحفاظ على بلدنا من كل راغبى التدمير الممنهج أو التدمير المقصود، ولدىّ يقين من أن الأحوال الاقتصادية فى مصر ستتحسن قريبًا وستنصلح قريبًا أمور كنا نظنها ستستمر ولن يمكن إصلاحها.

ومن الضرورى أن نعتز بأننا نعيش فى أيام نشعر فيها بالاستقرار والأمان بعد أن عشنا أيامًا صعبة وتغيرات خطيرة وسنة سوداء ظلامية كادت تصل بمصر إلى الدمار والهلاك ولولا دعم الجيش والشرطة لإرادة الشعب فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وقيادة حكيمة استطاعت أن تعبر بنا من الظلام إلى النور ما كنا سنستطيع أن نعيش أحرارًا فى بيوتنا وفى وطننا معززين ومكرمين.

وأنا أتعجب أحيانًا ممن يخلطون بين ضرورة الصمود فى مواجهة الصعوبات الاقتصادية التى ستنفرج قريبًا وبين نشر اليأس والغضب والرفض لكل خطوة تتم فى اتجاه خدمة المواطنين وإقامة مشروعات قومية كبيرة والسعى لتقدم الوطن واستقراره وأمانه ورفعة شأنه. إن هناك فرقًا كبيرًا بين أن تعتز بوطنك فتتحمل بعض الصعوبات والمشاكل التى مصيرها الانفراج والحل، إن شاء الله، وبين أن تهدم وطنك وأن تكون حانقًا وغاضبًا وتشيع الكراهية واليأس والإحباط والهدم من حولك.. وهناك فرق كبير بين حب الوطن وكراهية الوطن.

وانطلاقًا من حبى لمصر ولكل من يحب مصر ويعبر عن حبه هذا بكلمات والمواقف الواضحة فإننى أتوقف هنا قليلًا عند مشاعر الحب والاعتزاز والانتماء لمصر التى يكنها نجم الأوسكار العالمى رامى مالك الذى يلقب بحاصد الجوائز العالمية والتى أعلنها للعالم بعد فوزه بالأوسكار فى التمثيل فى سنه ٢٠١٨ عن أدائه المتفرد والرائع كبطل فى فيلم «ملحمة بوهيمية».

حيث جسد دور المغنى الشهير «فريدى ميركورى» الإنجليزى الجنسية والذى كان نجم الفريق الغنائى «كوين» الذى حقق شهرة عالمية عريضة فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين.. وفريدى ميركورى يعتبر أهم نجم موسيقى عالمى استطاع أن يقوم بتطوير موسيقى الروك تطويرًا سُجل له فى تاريخ الموسيقى الغربية. 

إلا أن ما يجعلنى أتوقف عند رامى مالك ليس أنه فقط ينحدر من أصول مصرية، فأبوه وأمه مصريان وليس لأنه حصد جائزة الأوسكار التى انتزعها من قامات فنية كبيرة كانت مرشحة معه للأوسكار. عن قصة حقيقية لحياة نجم الغناء «فريدى ميركورى».. وإنما ما استوقفنى أكثر هو عشقه لمصر واعتزازه بأصوله المصرية وتأثره بالثقافة المصرية المتجذرة فى داخله وتعلقه بالثقافة وبالفن والغناء المصرى، والذى يعيد التأكيد عليه، إذ إن رامى رغم أنه لم يتجاوز الـ٤٢عامًا من عمره وأنه يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، أى بعيدًا عن مصر، لكن قلبه متعلق بها ويفخر بذلك ويعلنه للعالم فى كل مناسبة، إذ إنه قال كلمات تعد من أروع ما يمكن أن يقال عن حب مصر، حيث قال للإعلام الغربى حينما سألوه عن أصوله وهو الذى يعيش فى لوس أنجلوس ويحصد أعلى قمة النجاح هناك: «الآن ليس هناك ما يسمى الجيل الأول أو الجيل الثانى الذى تمت إزاحته. أنا مصرى، كبرت ونشأت على سماع الموسيقى المصرية، وأحب أن أستمع لأم كلثوم، كما أحب عمر الشريف. فهم ناسى وأنا مرتبط وبشكل رائع بهؤلاء الذين يعيشون فى مصر وبالثقافة المصرية.. وأنا أدرك أن لدىّ تجربة مختلفة.. إلا أننى مرتبط ارتباطًا وثيقًا ومتجذرًا بداخلى بالثقافة المصرية، فأنا نتاج هذه الثقافة».

كما حصد أيضًا جائزة أفضل ممثل للدراما التليفزيونية عن مسلسل «مستر روبرت»، وحصل على جائزة إيمى للدراما عن «ملحمة بوهيمية» وجائزة جولدن جلوب عن «ملحمة بوهيمية» وجائزة بافتا عن «ملحمة بوهيمية».. وجائزة نقابة الممثلين عن «ملحمة بوهيمية».. ورامى مالك ولد فى ٢ مايو ١٩٨١عن أب مصرى هو سعيد الذى توفى وكان يعمل مرشدًا سياحيًا.. أما الأم فكانت محاسبة.. وهو مولود فى مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية وهو يعيش حاليًا فى مدينة لوس أنجلوس.. ويقوم ببطولة الأفلام والدراما وفى نجاح وصعود مستمر ويسعى الإعلام الغربى دائمًا لمتابعة أخباره الفنية والشخصية والتى كان آخرها ظهوره مع نجمة مسلسل «التاج» إيما كورين، حيث يتناول قصة حياة الأميرة الراحلة ديانا ومستوحى عن أحداث حقيقية.

وتبقى كلمات ومشاعر رامى مالك الصادقة عن مصر واعتزازه بمصريته توثيقًا لمشاعر نجم عالمى شهير وقدير، لتذكرنا دائمًا بأننا فى وطن يستحق أن نعبر فى كل لحظة عن حبنا له.

إنه من الوطنية أن نفخر بمصريتنا وبأننا نعيش فى وطن يستحق أن نعتز به.. وأن نحرص على الدفاع عنه وحمايته من كل دخيل أو معتد أو يائس أو خائن أو كاره له.

وفى تقديرى أن رامى مالك نجم الأوسكار ذا الأصل المصرى والمحب لمصر والفخور بمصريته يستحق أن تدعوه الجهات المعنية للحضور إلى مصر وتكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المقبل.