رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انطلاق محاضرات الدورة التدريبية لأعضاء اتحاد إذاعات "التعاون الإسلامي" بأكاديمية الأوقاف

الدورة التدريبية
الدورة التدريبية

انطلقت محاضرات الدورة التدريبية الدولية الرابعة لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان: "أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني"، في إطار دور وزارة الأوقاف الريادي وحرصها على نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها.

وعقدت المحاضرة الأولى للدكتور عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقًا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: "المسئولية في إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي"، وبحضور الدكتور أشرف فهمي مدير عام التدريب.

وفي محاضرته رحب الدكتور عبد الله النجار بمنسوبي اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وبزملائهم المصريين المشاركين في الدورة، مؤكدًا أن هذه الدورات غاية في الأهمية ففيها يتم تبادل الرؤى والخبرات، مقدمًا الشكر للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ذلك العالم الذي ابتكر طرقًا ومسارات جديدة في مجال الدعوة إلى الله (عز وجل)، وارتقى بالأئمة والواعظات عقليًّا وفكريًّا، فهو من المخلصين في الدعوة إلى الله (عز وجل) فكان على ثغر عظيم في هذا المجال فخاض حربًا ضد من يتاجرون بالدين بغية مصالح دنيوية.

وأوضح أن الزيادة في طلب العلم أمر دعا إليه الإسلام، قال تعالى: "وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، مبينًا أن آيات الله في الكون تترا ولا يوجد في آراء الفقهاء ولا في كتبهم ما يدل على التعامل معها وإنما وردت المبادئ والقواعد التي ترشد إلى التعامل مع هذه الأمور وما يستجد منها.


الفضاء الإلكتروني ساحة إعلامية ضخمة ومفتوحة 

وأكد الدكتور عبدالله النجار، أن موضوع الفضاء الإلكتروني غاية في الأهمية، وأصبح حقيقة واقعة، وسلوكًا يمارس بما ينطوي عليه من وسائل مستجدة، وإن ممارسته يمكن أن تترتب عليها أمور أو نتائج، منها: النافع، وهذا لا يثير تساؤلًا فيما يتعلق بثماره، ومنها: الضار، وهو الذي يثير مشكلات فادحة فيما بين الفاعلين والمتضررين؛ لأن الضرر فيه ليس محصورًا بنوع معين أو مصلحة محددة، ولكنه يجتاح عددًا من المصالح المفردة أو المركبة، وقد يصل إلى حد سلب الحياة، أو التعدي على الأعراض والأموال والأديان والحضارات الإنسانية في أماكن وجودها، ومن المؤكد أن المساءلة في تلك الحالة لها ملابسات تستوجب الملاءمة بين الضرر والتعويض، ومراعاة الظروف الدولية وإجراءات التنفيذ، وينبغي على الإعلامي الحصيف أن يكون على دراية بكل ذلك.

وأشار الدكتور عبدالله النجار، إلى أن الاستخدام الرشيد لهذا الفضاء ليس أمرًا سهلًا، وأن الفضاء الإلكتروني مساحة إعلامية ضخمة ومفتوحة، والاستثمار الأمثل للفضاء الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من التدريب والجهد، فالإنسان يعرف الفضائل كلها ويعترف بها إلا أن الالتزام بها هو الشيء الذي لا تجده عند الجميع وقد لفت الله نظرنا لهذا الأمر في قصة ابني آدم (عليه السلام )في قوله تعالى: "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، فمن قتل يعرف جيدًا أن القتل حرام ولكنه رغم ذلك قتل أخاه، ومن هنا يتبين لنا أن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أمر يحتاج إلى مقاومة وجهد حتى نصل بأنفسنا إلى الاستخدام الرشيد لهذه المواقع والاستثمار الأمثل إعلاميًّا للفضاء الإلكتروني.

وفي محاضرته أكد الدكتور أحمد بهي الدين أهمية الاستفادة من الاستثمارات الثقافية، خاصة لمن يقومون بمهمة مخاطبة الآخرين في عالم سريع التغير، مع أهمية مراعاة المصطلحات وتغيرها عبر العصور والثقافات، وأنه لابد من الاهتمام بثقافتنا الأصيلة في حياتنا اليومية، مع اعتبار التنوع بينها وبين الثقافات الأخرى، وأن المرء ينبغي أن يتنبه في تعامله مع الثقافات الأخرى، حيث إن من البلاغة تخير اللفظ في حسن الإفادة، فنتخير أنماط الحديث عند التعامل مع الثقافات الأخرى.

الذكاء الاصطناعي وفر زخمًا من المعلومات عن الثقافات الأخرى للشعوب 

وأشار الدكتور أحمد بهي الدين، إلى أن التنوع الإنساني قيمة اعتبرها الدين الإسلامي، فالإسلام يدرك اختلاف طبائع الناس واختلاف اللغات واللهجات، والدين لا يخالف الثقافة، بل يدعو لنشر الثقافات والقيم الراقية، يقول الله (عز وجل): "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ".

وأكد الدكتور أحمد بهي الدين، أنه لابد أن نقف على كل موضوع أو فكرة قبل الحديث عنها من الأساس في وجود أشخاص أصحاب ثقافات تخالف ثقافتنا، فنعتمد على القيم النبيلة المشتركة فيما بيننا، فنحن في حاجة إلى الاهتمام بما يجمع ولا يفرِّق وأن نهتم بالجوهر بدلا من المظهر.
مبينًا أننا في حاجة إلى استثمار ثقافتنا وتراثنا وليس محاربته، إذ إن ثقافتنا انتجت أنماطًا من السياقات الشعبية المتنوعة، والثقافة العربية في الماضي كان لها أنماط عديدة لا بد من فهمها فهمًا جيدًا.

وقد وفر الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي زخمًا من المعلومات عن الثقافات الأخرى للشعوب التي يجب أن نغتنمها في توطيد علاقات وخلق فرص من التناغم والعيش المشترك، فأصبح من السهل معرفة طبائع الناس ومعتقداتهم ومقدساتهم.