رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدمة أبدية.. كيف أثرت حرب أكتوبر على إسرائيل حتى الآن؟

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الخمسين لانتصارات حرب أكتوبر 1973 المجيدة، حين نجح الجيش المصري في تحطيم خط بارليف المنيع وعبور قناة السويس.

وألقت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الضوء على اقتراب الذكرى الـ50 لذكرى حرب أكتوبر، وعواقب تلك الحرب على المجتمع الإسرائيلي، سواء خلال اندلاعها أو الآن، وكيف يمكن الاستفادة من دروس الفشل فيها. 

تأثير حرب أكتوبر على إسرائيل الآن

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها، إن حرب 6 أكتوبر تعد واحدة من أسوأ الصدمات التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق، موضحة: "شن الجيشان المصري والسوري هجومًا مفاجئًا وقويًا على جبهتين في نفس الوقت.. ووجد الجيش الإسرائيلي غير مستعد لهذه، وحينها خيم في الأجواء شعور بالتهديد الوجودي الحقيقي".

وحول تأثير حرب أكتوبر على المجتمع الداخلي، كشفت "يسرائيل هيوم" أن الحرب أعطت صدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي، وانخفضت الروح المعنوية في ظل الفشل الذريع وسلوك النخبة السياسية والأمنية، الأمر الذي مهد لتغيير حكومي عام 1977.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية: "حتى اليوم، بعد مرور 50 عامًا، لا تزال عواقب تلك الحرب ترافق المؤسسة الأمنية والجيش الإسرائيلي.. وتقوم شعبة المخابرات بتدريب الضباط الشباب على ضوء دروس الفشل الخطير في حرب أكتوبر".

فشل إسرائيل في مواجهة حرب أكتوبر

وأشارت إلى أن السبب في ذلك واضح، حيث إن جميع المعلومات الاستخباراتية التي كانت موجودة وقت الاستعدادات للحرب في مصر وسوريا، كانت في أيدي الجيش الإسرائيلي، ولكن فشلت المواجهة في الحرب.

وأضافت: "مع ذلك، فإن كبار مسئ،ولي منظومة الأمن في إسرائيل، بقيادة اللواء إيلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان) خلال الحرب، كانوا أسرى المفهوم الذي دفعهم إلى القول بأن (احتمالات الحرب منخفضة)".

وأكدت أن التقييم الذي قدمه زعيرا، ومساعدوه، والذي خدر القيادات السياسية والعسكرية العليا في إسرائيل أمام مواجهة الخطر الوشيك، تم قبوله على رغم أن الجيش السوري كان يستعد لحالة طوارئ، وكانت الجبهة المصرية تشهد تصعيدًا غير مسبوق وذلك عبر الصور التي تم رصدها لإعداد وتعزيز واسع النطاق لبطاريات المدفعية.

أفكار القادة العسكريين الإسرائيليين 

وتابعت «يسرائيل هيوم»: "عشية الحرب، كانت لدى إسرائيل أيضًا معلومات حقيقية عن تقدم الطائرات الهجومية السورية والمصرية إلى مناطق أكثر تقدمًا، وعن إجلاء عائلات المستشارين السوفييت، بالإضافة إلى التحذيرات التي حصل عليها الموساد".

وشددت على أنه مع كل تلك المعلومات إلا أن زعيرا وعناصر الاستخبارات العسكرية «آمان» أصروا على أن مصر لن تخوض الحرب قبل أن يتم تجهيزها بطائرات قاذفة مقاتلة، والتي ستكون قادرة على الهجوم في عمق إسرائيل، وأن سوريا لن تخوض الحرب دون مصر.

وتابعت: "عمليًا، كان تقييم الاستخبارات بديهيًا، ويرتبط بالطبيعة الشخصية لكبار المسئولين، الذين يجدون صعوبة في تغيير تصوراتهم حتى عندما يتغير الواقع".