رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطل مصرى.. اعترافات قادة إسرائيل حول دور أشرف مروان فى حرب أكتوبر: خدعنا وأعطانا معلومات مغلوطة

أشرف مروان
أشرف مروان

على مدار السنوات الماضية، لم تتوقف سلسلة الأكاذيب التى تدور حول دور المصرى أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، السكرتير الخاص للمعلومات للرئيس الراحل محمد أنور السادات، فى حرب أكتوبر ١٩٧٣.

وكان آخر الافتراءات ما نشرته إسرائيل، قبل يومين، حول دور مزعوم لـ«مروان» فى مساعدتها على صد الهجوم المصرى- السورى خلال الحرب، مشددة، عبر وثائق مزعومة من الأرشيف، على أنه كان عميلًا للموساد.

وخلال التقرير التالى، تستعرض «الدستور» اعترافات عدد من أبرز القادة الإسرائيليين حول دور أشرف مروان فى الحرب، وكيف سعى ضمن مخطط استخباراتى مصرى لتهيئة الأجواء المناسبة للهجوم المصرى يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣، وتحقيق الانتصار واستعادة الأرض المحتلة.

«زميرا»: أعطانى معلومة وعكسها فى نفس الوقت.. وخدعنى بإنذار كاذب قبل الحرب بعدة أشهر

فى أكتوبر عام ٢٠١٣، استضاف معهد الأمن القومى الإسرائيلى «INSS» تسفى زميرا، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» خلال حرب أكتوبر، وفى هذه الفعالية كشف عن اللقاء الأخير الذى جمعه بأشرف مروان فى لندن، قبل الحرب بنحو ١٦ ساعة.

من يتحدث هنا هو «زميرا» ذاته ولا ينقل أحد عنه، وكلامه هنا وثيقة وليس حديثًا مجتزأ، إذ يروى رئيس الموساد تفاصيل دقيقة للغاية عن الحديث الذى دار بينه وبين «مروان».

حديث «زميرا» كان إجابة عن سؤال طويل وُجه إليه من أحد الحاضرين، كان نصه «قلتَ إن احتمالية الحرب كانت ضعيفة، وإن أشرف مروان قال لك إن نسبة حدوث الحرب ما بين ٣٠٪ و٤٠٪، أى أنه تحدث عن قابلية ضعيفة للحرب، وسمعت منه أيضًا أنه ما زالت هناك احتمالية بنسبة ١٪ بأن يغير السادات رأيه لو حدث شىء ما.. ماذا يمكن أن يكون هذا الشىء؟ هل هو مسار سياسى مثلًا؟ ماذا كان يقصد؟ وهل كان ممكنًا منع الحرب فى صباح السادس من أكتوبر؟».

هذه إجابة «زميرا»، كما قالها: «ماذا كان يقصد.. لا أعلم، والآن أنا أيضًا لا أستطيع أن أسأله للأسف الشديد، كما تعلمون أنا كتبت ما حدث فى كتابى وتناولت فيه طبيعة علاقاتى بأشرف مروان، برغم أنه كان مصريًا وأنا إسرائيلى، وسواء كان مخلصًا لبلده أم لا، هل تشكون أنتم أننى كنت مخلصًا لبلدى؟».

الجزء الأول من إجابة رئيس الموساد السابق وأسلوبه فى الحديث، يثبت دون شك أنه يسعى جاهدًا لتبرير الخداع الذى تعرض له، خاصة بقوله «أنتم لا تشكون أننى مخلص لبلدى»، وهى جملة أراد بها «زميرا» إزاحة تهمة التقصير الشديد الموجهة إليه والفشل خلال الحرب، من على عاتقه. 

أُعيد السؤال الأهم مرة أخرى على «زميرا» لكن بصيغة أخرى، وهى «كان يمكن أن تمنع الحرب يومها.. كيف فهمت ما كان يقوله مروان؟»، ليجيب هو بقوله: «الشىء الذى أكده وقاله هو أنه ستكون هناك حرب، وسألنى كيف لا ترون ذلك؟ كيف لا تعلمون أن هذه التحركات بداية للحرب؟».

وأكمل: «أنا سألته عن الشواهد التى كان متفقًا عليها بينى وبينه بشأن الحرب، فهو لم يكن يعلم الجانب التكتيكى؛ لأنه لم يكن رجلًا عسكريًا، لكنه كان يعلم بالضبط الإجراءات، وسألته ما الإجراءات الداخلية التى تدل على أنه ستحدث حرب».

وتابع: «مروان قال لى تقديره الشخصى، وقال: إن السادات مثل قائد الفرقة الموسيقية الذى يمسك العصا.. هو يستطيع أن يوقف كل ذلك بإشارة منه، وسأقول لك يا زميرا، قد لا تحدث حرب وقد تحدث».

وواصل: «أنا أعترف بأننا أدركنا أنه ستكون هناك حرب منذ عدة أشهر قبل يوم ٦ أكتوبر، وذلك لعدة شواهد ولتحركات الجيش.. لو قرأت المعلومات اليوم ببساطة سأندهش، كيف يمكن أن يحدث هذا؟».

ويبرر أيضًا فكرة أن إسرائيل كانت تعلم أن هناك حربًا قد تندلع قبل ٦ أكتوبر بشهور، ومع ذلك فشلت بشكل واضح خلال معركة العبور، بقوله: «هذه ليست مشكلتى لقد أخطأت تقديراتى فى شهر مايو ٧٣، عندما قلت إن الحرب ستندلع وتم استدعاء تعبئة جزئية، بناء على معلومة حصلت عليها تقول إن المصريين ينوون مهاجمة ضفة القناة فى نفس الشهر».

وأضاف: «هذه المعلومة كانت تشير إلى نوايا محددة وواضحة لدى المصريين، وهى معلومة كاملة تجيب عن أسئلة من؟ وأين؟ ومتى؟ وتوافرت كل المعلومات التى تشير إلى حدوث الحرب لدى، وقدمت تقريرًا عنها، لأنه لو حدثت الحرب وقتها أى فى مايو، ما كنت سأستطيع الدفاع عن نفسى لو لم أكن قد قدمت هذه التقارير».

وتابع: «هذا لم يحدث مساء الخامس من أكتوبر، كانت هناك معلومة عن مجرد نوايا لدى المصريين، ولم تكن هناك معلومة عن تاريخ محدد، أشرف كان يريد أن يلتقى بى فقط، لكن لم يعطنى معلومة كاملة.. وبعدها تبادلت المعلومات مع رئيس الاستخبارات العسكرية آنذاك، لأنه تحدث معى على هاتف الطائرة وأنا قدمت له إفادة عن هذا الأمر».

وقال أيضًا: «لم تكن هناك معلومة كاملة، ويستحيل أن أقدم تقريرًا عن معلومة لا أثق بها، ولا تجزم بأنه ستكون هناك حرب، هذا ما فعلته». 

اعترف «زميرا» بوضوح بأن «مروان» لم يقدم له معلومة كاملة، فكيف تدعى إسرائيل، الآن، أنه كان يتعاون معها؟ ولماذا ترفض الاعتراف بأن «مروان» لم يكن عميلًا لها مثلما تدعى، وأنه استغلها جيدًا وحقق الأهداف الموضوعة بالتواصل معها وخداعها.

وكان الهدف من لقاء لندن بين «مروان» و«زميرا» واضحًا، لم يكن مجرد الحديث أو إيصال معلومات مغلوطة لإسرائيل تريد مصر إيصالها إليها، بل كان خداع العدو وجعله لا يشك بأن الحرب ستقع بعد ساعات، وإقناعه بأن القاهرة لديها حسابات معقدة للغاية تمنعها بنسبة تتعدى الـ٦٠٪ من شن الهجوم.

وتوقيت اللقاء أيضًا كان عاملًا مهمًا وضعته إسرائيل فى حسبانها، فكيف لمدير مكتب الرئيس السادات أن يتم السماح له بجولة أوروبية لإدانة الاحتلال الإسرائيلى لمصر وفلسطين وسوريا فى المحافل الدولية وأن يلتقى «زميرا»، قبل أقل من ٢٤ ساعة فقط من الحرب، بالنسبة لإسرائيل الأمر برمته يؤكد استحالة حدوث الحرب خلال ساعات. 

أوهم «مروان» «زميرا» أنهما مثل الأصدقاء، لدرجة أن رئيس الموساد السابق قال إنه كان يهتم لأمر «مروان» بعيدًا عن السياسة والحرب، وحقق الرجل المصرى ما أراده «السادات» بأن تثق إسرائيل فيما يقدمه لها.

«منديس»: خدَّرنا وأبلغنا بما نريد سماعه فقط

أكد شمعون منديس، العميد المتقاعد فى سلاح الاستخبارات الإسرائيلى ومؤلف كتاب «جهاد السادات»، كذب الرواية التى تسعى إسرائيل لتصديرها حول أشرف مروان ودوره قبل حرب أكتوبر ٧٣.

وأشار، خلال محاضرة ألقاها فى إسرائيل عام ٢٠١٦، إلى أن المسئولين فى إسرائيل يدعون أن جهاز المخابرات الحربية المصرى لم يتعامل مع أشرف مروان قبل حرب أكتوبر، متابعًا: «أشرف مروان كان رجل السادات فقط، كان تحت قيادته ولم يقترب منه أحد آخر، بل ومنحه صلاحيات الرئيس كاملة».

وشدد على أن أشرف مروان كانت مهمته تخدير إسرائيل قبل شن الجيش المصرى الحرب ضد القوات الإسرائيلية التى كانت تحتل الأراضى المصرية، لافتًا إلى أن «السادات» أسس جهاز استخبارات متميزًا لمنح المعلومات للجيش المصرى.

واستشهد بقرار «السادات» تكليف اللواء فؤاد نصار، القائد بسلاح المشاة آنذاك، بتولى رئاسة المخابرات الحربية، قائلًا: «اللواء نصار، بعد ٣ أشهر من الدراسات التى أجراها، أبلغ الرئيس المصرى الراحل أن هناك نقطة ضعف واحدة لدى إسرائيل ويجب العمل عليها، وهى الـ٤٨ ساعة الأولى بعد علمهم بموعد بدء الحرب حتى إتمام التعبئة العامة لديهم.. وقال له إنه فى تلك الحظة يمكننا أن نوجه لهم ضربة».

وأضاف»: «السادات عمل على مسارين فى تأسيس جهاز الاستخبارات، هما استراتيجى وتكتيكى، وكان اللواء نصار يعمل على المستوى التكتيكى، فجند البدو فى سيناء، ومنحهم رتب الضباط ودربهم، وأعطى لهم أجهزة تواصل، وأبلغهم أن ما عليهم فعله هو إبلاغ القيادة عند رؤية أى دبابة إسرائيلية، فى سيناء كان هناك الكثير من هذه العناصر، وقد أُطلق عليهم لقب رادارات بشرية».

وتابع: «على المستوى الاستراتيجى، أشرف مروان كانت مهمته تخديرنا.. نحن كنا نعتقد أنه كان يمدنا بمعلومات، والسادات كان يعلم أن إسرائيل تقارن المعلومات التى تحصل عليها من مصادر عدة، وهو اهتم بضخ معلومات معينة إلى إسرائيل».

وأكمل: «السادات كان يريد توجيه ضربة لإسرائيل، وهو يعلم أن كل تجهيزاته ستراها إسرائيل على مسافة ٢٠٠ متر من القناة، وكما قال أحد العسكريين الذين خدموا فى موقع على القناة إننا كنا نرى كل شىء.. لكن لا تستطيع إسرائيل الرد، لذا كان ينبغى تخديرنا، ومهمة أشرف أنه أعطى الإسرائيليين ما أرادوا أن يسمعوه فقط، ولم يبلغهم بنية مصر الهجوم وبذلك استطاع تخديرهم».

فيلم «جولدا»: ضلل تل أبيب بمعلومات وهمية.. ولجنة أجرانات: خدع قادة «الموساد»

أشرف مروان صفعة تلقتها قادة أجهزة الاستخبارات فى إسرائيل خلال حرب أكتوبر، فتمكن من إيهام رئيس الموساد بأنهم أصدقاء، للدرجة التى جعلت «زميرا» يقول إنه كان يهتم لأمر «مروان» بعيدًا عن السياسة والحرب، ليكتشف لاحقًا أنه خدع إسرائيل.

أهمية أشرف مروان لم تكمن فى كونه رجلًا مصريًا أدى خدمات جليلة للوطن ضد عدوه، ولكن مكانته السياسية أعطته زخمًا متزايدًا، فهو صهر «عبدالناصر» وذراع «السادات» التى طالت عمق إسرائيل دون عناء.

وتشهد إسرائيل حاليًا أزمات عديدة تعصف بها، تجعلها تقترب من حافة الهاوية، لكن الذى يزيد حدة ذلك هى الحرب المعلوماتية للأجهزة، التى يحاول كل منها إثبات فشل الآخر.

ومنذ اندلاع الحرب حتى الآن، تجادل «زميرا» و«زعيرا» قائدا جهازى الموساد وآمان، سواء عبر وسائل الإعلام أو فى التحقيقات التى أجريت عن الإخفاقات التى حدثت فى ملف أشرف مروان.

وظل «زميرا» طوال الـ٥٠ عامًا الماضية يؤكد أنه لم يتلق معلومة كاملة من أشرف مروان يمكنه الاعتماد عليها، ورغم ذلك تحدث مع إيلى زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «آمان» حينها، ويبدو أن «زعيرا» هو الآخر لم يكن لديه سوى المعلومة التى أكدها أشرف مروان بأن احتمال الحرب بعيد.

وتوجه الوثائق الإسرائيلية عن حرب أكتوبر أصابع الاتهام دائمًا إلى المستوى السياسى والعسكرى بالفشل الذريع فى التعامل مع التهديدات الموجودة بالحرب، وأن هذه المستويات كانت لديها شواهد تجعلها على الأقل فى حالة تأهب، لكن المعلومات وذكاء التحرك المصرى على كل المستويات جعل قادة إسرائيل مثل العميان.

«كتاب الأكاذيب» الذى أصدره الموساد الإسرائيلى مؤخرًا بعنوان «ذات يوم.. حين يكون الحديث مسموحًا»، والذى يتحدث فيه عن أشرف مروان، هدفه إلقاء الفشل على الاستخبارات العسكرية والمستوى السياسى حينها.

وذلك الكتاب يعيد التركيز على الخلافات بين الاستخبارات العامة والعسكرية فى إسرائيل، وقالت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» إنه «رسالة دفاع عن الادعاءات التى وجهت ضد الموساد فى السنوات الأخيرة فيما يتعلق بحرب أكتوبر، وتطرق فى المقام الأول إلى السؤال عن سبب تأخر تلقى التحذير»، مؤكدةً أن الكتاب لم يجب بشكل قطعى عن السؤال. 

أما وثائق محاضر الاجتماعات التى تصدر عن الجيش الإسرائيلى كل عام، والتى تعد «رصاصات صديقة» موجهة للموساد، فتتهمه بأنه المسئول الأول عن فشل إسرائيل فى الحرب، وعجزه عن الحصول على معلومات أو تقييم ما حصل عليه بشكل صحيح، وهذا ينم عن حرب داخلية تدور فى إسرائيل حول صدمة عمرها ٥٠ عامًا يريدون قلب حقائقها، لكنهم عاجزون عن ذلك أيضًا. أما مستوى التوثيق السينمائى لمذكرات قادة الحرب، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، طرحت إسرائيل منذ أشهر قليلة فيلم «جولدا»، الذى يحكى كيف تعاملت «مائير» مع حرب أكتوبر، أو بالأحرى «كابوس أكتوبر»، وركز على فشل «زعيرا» الذريع، وأنه كان يتعامل بيقين أن الحرب لن تندلع ولم يستجب لتوجيهات حكومته بتفعيل أجهزة التجسس التى تم زرعها فى مصر.

 وتساءل كيف لجهازين يدعيان أن أشرف مروان كان يتعاون معهما ويقدم لهما معلومات دقيقة، بأن يتعاملا بتلك الطمأنينة والعِناد والجزم بأنه لن تكون هناك حرب، وأن «زميرا» كذب على الحكومة لاحقًا بشأن الأمر، وادعى أنه فعّل أجهزة التنصت ولم يكتشف شيئًا، بهدف التغطية على فشله. أحداث فيلم «جولدا» توثق أن أشرف مروان كان يتعامل كـ«عميل مزدوج»، لكنه كان يهدف إلى تضليل إسرائيل فقط وتحديدًا قبل الحرب، حيث حذّر من أن حرب أكتوبر تندلع مساءً وليس ظهرًا. وسعى «زعيرا»، منذ اللحظات الأولى فى الحرب للتغطية على فشله بقوله إن الجاسوس الذى وظفته إسرائيل فى محيط قريب من الرئيس السادات ضلل إسرائيل وحذّر من حرب ستندلع فى عيد الغفران اليهودى فى السادسة مساءً، وليس فى الثانية بعد الظهر وقت أن اندلعت بالفعل. تكونت لجنة أجرانات فى نوفمبر ١٩٧٣ للتحقيق فى فشل الجيش الإسرائيلى خلال حرب أكتوبر، وعقدت أكثر من ١٤٠ جلسة استماع لنحو ٥٨ شاهدًا بمن فيهم جولدا مائير، وموشيه ديان وزير الجيش الإسرائيلى خلال الحرب، وسجلت ١٨٨ شهادة خطية. وبعد ٥ أشهر من التحقيقات، أصدرت تقريرها الأول، وجاء فيه أن شعبة الاستخبارات العسكرية كان لديها الكثير من المعلومات التحذيرية بشأن الحرب المقبلة، لكنها أخطأت فى تقديرها، ومن ثم قررت نقل «زعيرا» من منصبه كمسئول رئيسى، إضافة إلى عدد من المسئولين الذين يعملون تحت قيادته. وألقت اللجنة مسئولية الإخفاقات الاستخباراتية على المستوى العملياتى لقادة قوات الجيش فى القيادة الجنوبية، حيث لم يتمركزوا بشكل صحيح. وبعد نشر التقرير، استقال دافيد إليعازر رئيس الأركان الإسرائيلى من منصبه، وتم فصل «زعيرا» من الخدمة الفعلية فى الجيش، كما استقالت جولدا مائير بعد حوالى أسبوع، لكونها مسئولة عن الحكومة التى فشلت فى مواجهة الحرب.