رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زلزال المغرب| انهيار قرى بالكامل بالرغم من وصول فرق الإنقاذ الأجنبية

زلزال المغرب
زلزال المغرب

انضمت فرق المساعدات والإنقاذ الأجنبية، اليوم الإثنين، للمساعدة في الجهود المستمرة للعثور على أي ناجين متبقين في المناطق المتضررة من  زلزال المغرب.

وقالت السلطات المغربية إنها "استجابت بشكل إيجابي" لعروض المساعدة التي قدمتها فرق البحث والإنقاذ الأجنبية، القادمة من إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، لكنها لم تقبل بعد عروض المساعدة الأخرى من دول أخرى على الرغم من الطبيعة العاجلة للكارثة.

دول تعرض مساعدة المغرب

وعرضت تركيا، التي تعرضت لزلزال مدمر في فبراير الماضي، فرق الاستجابة للطوارئ والمساعدات للشعب المغربي، وقال رئيسها، رجب طيب أردوغان، إنها ستساعد "بكل الوسائل" إذا قبلت الرباط العرض، بحسب صحيفة الجارديان.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي إن فرنسا مستعدة لتقديم مساعدات فورية.

وقالت وزارة الدفاع الإسبانية في بيان لها، إن إسبانيا أرسلت 86 من رجال الإنقاذ وثمانية كلاب بحث إلى المغرب "للمساعدة في البحث وإنقاذ الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب الدولة المجاورة لنا".

وغادرت طائرة مساعدات قطرية، مساء الأحد، قاعدة العديد الجوية خارج الدوحة، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.

وشكر العاهل المغربي الملك محمد السادس الدول الأجنبية على عروض المساعدة التي قدمتها خلال جلسة إدارة الكوارث مع وزارة الداخلية في البلاد، في حين أضافت وكالة الأنباء الرسمية أن "السلطات المغربية أجرت تقييمًا دقيقًا للاحتياجات على الأرض، نظرًا لحقيقة أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية".

دمار كامل بسبب زلزال المغرب


وأجرت الصحيفة البريطانية الجارديان زيارة إلى إحدى المناطق الجبلية يوم الإثنين، حيث كان المشهد دمارًا كاملًا، حتى إنه في قرية تفغيغت، التي كانت موطنًا لـ400 شخص، يقول القرويون إن 90 شخصًا لقوا حتفهم.

وأضاف تقرير الصحيفة: "كل شخص لديه قصة فقدان أفراد من عائلته، بعضهم جميع أفراد عائلته تقريبًا، ونجا أحد المزارعين فقط لأنه وصل إلى الباب بسرعة أكبر من زوجته وأقاربه الآخرين الذين لقوا حتفهم تحت الأنقاض، وقال رجل آخر إنه الناجي الوحيد من عائلته".

 

انهيار قرى مغربية بالكامل

وفي قرية تارويست والتي تضم  12 منزلًا فقط، لم يبقَ هناك أي منزل قائم، وحتى سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى القرية بعد، وقام الجيران هناك باستخراج جثث الأشخاص الستة الذين لقوا حتفهم ونقلوها إلى أسفل الجبل حيث يمكن للسيارات نقلهم إلى المستشفى.

وأظهرت لقطات نشرتها الحكومة المغربية على وسائل التواصل الاجتماعي جنودًا يحفرون بين أكوام الأنقاض الشاهقة ويستخدمون الكلاب على أمل ضعيف في العثور على أي ناجين متبقين، بينما كانت الجثث المغطاة بالبطانيات مصطفة في مكان قريب.

ويخشى الكثيرون من أن الصعوبات المشتركة في الوصول إلى القرى الجبلية النائية، فضلًا عن تأخر الاستجابة لحالات الطوارئ التي تعتمد بشكل كبير على موافقة القصر الملكي، تعيق جهود الإنقاذ.


أضرار الزلزال الكارثية 

ووفقًا للجارديان، تضرر ما لا يقل عن 300 ألف شخص من الهزات الأرضية في مراكش والمناطق المحيطة بها، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وكان الزلزال هو الأكثر دموية في المغرب منذ زلزال عام 1960 الذي دمر أغادير، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص.

ونقلت الصحيفة عن نشطاء مجتمع مدني، قولهم: "الوضع كارثي هنا، لقد انهار العديد من المنازل بالكامل، وبما أن هذه المنازل كانت مصنوعة إلى حد كبير من الطوب اللبن، فكان انهيارها سهلًا مما أدى إلى وجود الآلاف أسفل الأنقاض، مما يجعل إمكانية العثور على أشخاص أحياء أكثر صعوبة، وهناك العديد من القتلى، لكن من الصعب للغاية تقييم عددهم".

 

القرى المعزولة الأكثر تضررًا

وأضافوا أن سكان القرى المعزولة في قمم جبال الأطلس يعتمدون على المساعدات الإنسانية للحصول على المياه والغذاء الأساسيين، وهو الوضع الذي أصبح أكثر تعقيدًا بسبب فقدان موارد الكهرباء والمشكلات المستمرة مع شبكات الهاتف.

وقالوا إن بعض القرى الجبلية مثل طلعت يعقوب، على بعد 60 ميلًا جنوب مراكش، والتي تقع بالقرب من الطريق الرئيسي من المدينة التاريخية، بدأت في فتح الوصول إليها ببطء، لكن قرى مثل الأغبر الواقعة إلى الجنوب لا تزال غير قابلة للوصول تمامًا.

ووصلت خدمات الطوارئ، صباح الأحد، إلى طلعت يعقوب لرعاية الجرحى، بعد أكثر من يوم من وقوع الزلزال.

ودمر الزلزال قرى بأكملها عبر سلسلة جبال الأطلس، حيث واصل القرويون والمدنيون وأفراد القوات المسلحة المغربية بحثهم بشكل محموم عن الناجين وجثث القتلى.