رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زلزال المغرب: قصص مؤلمة من كارثة عاشها الضحايا والناجون

زلزال المغرب
زلزال المغرب

في ليلة 8 سبتمبر 2023، اهتزت الأرض بشدة في المغرب، مخلفة دمارًا هائلًا وآلاف الضحايا. كان زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر قد ضرب منطقة مراكش آسفي، وهي إحدى أكثر المناطق سياحة في المملكة. وفقًا لآخر الإحصائيات، بلغ عدد القتلى 2122 شخصًا، وآلاف الجرحى، بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف من السكان.

كما تضررت العديد من المباني والمواقع التاريخية والثقافية في المدينة الحمراء، التي تعود جذورها إلى القرون الوسطى. يُعتبر هذا الزلزال الأقوى والأكثر دموية في تاريخ المغرب منذ زلزال أغادير عام 1960، وثاني أكثر الزلازل فتكًا في العالم لعام 2023 بعد زلزال تركيا وسوريا، وفي أعقاب هذه الكارثة، تلقى المغرب تضامنًا واسعًا من دول عربية وأجنبية، التي عرضت المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين.

سيدة تفقد كامل أسرتها

وسط هذه المأساة، تبرز مشاهد إنسانية مؤثرة لضحايا الزلزال، التي تظهر حجم المعاناة التي يعيشونها. ففي أحد هذه المشاهد، تظهر سيدة مغربية تبكي بحرقة فتخرج كلماتها ممزوجة بدموع الأسى، بينما تعدد من فقدتهم إثر انهيار بيتهم بسبب الزلزال.
وتقول السيدة: "مات لي أربعة أولاد والرجل (زوجها)، مصطفى، حسن، إلهام، غزلان وإلياس، حيث فقدت زوجها وكل أبنائها ولم يبق لها أحد غير الله"، ونشرت وسائل إعلام مغربية محلية صورة للسيدة وأسرتها السعيدة قبل الزلزال.

 

طفل يروي لحظات الرعب

في مشهد آخر، يظهر طفل صغير مصاب يروي تفاصيل ما عاشه من لحظات رعب أثناء وقوع الزلزال. ويتحدث الطفل بصعوبة بسبب إصابته في جسده ورأسه جراء انهيارات الزلزال. ويقول: "كنت نائمًا في الغرفة مع إخوتي، فسمعت صوتًا قويًا وشعرت بالأرض تتحرك. 

فقمت من السرير وحاولت الخروج من الغرفة، لكن الباب كان مغلقًا، فصرخت بصوت عالٍ لأطلب المساعدة، لكن لم يجبني أحد. فظللت أصرخ حتى جاء رجال الإنقاذ وأخرجوني من تحت الأنقاض. لكن لم أجد إخوتي بين المنقذين. لا أعرف أين هم وماذا حدث لهم، ويظهر فيديو للطفل وهو عالق تحت الأنقاض غير قادر على الخروج.

تضامن واسع للتبرع بالدم

وفي مشهد مختلف، ظهر تضامن واسع من المغاربة مع ضحايا الزلزال، حيث توافدوا صباح اليوم بأعداد كبيرة على مراكز التبرع بالدم استجابة لدعوة أطلقتها السلطات الصحية للمساعدة في علاج المصابين الذين يحتاجون إلى نقل دم. 

وأظهر مقاطع فيديو متداول طوابير طويلة لسكان مدينة مراكش أمام مركز التحاقن بالدم للتبرع.

وقال أحد المتبرعين: "إن هذا واجب إنساني على كل مغربي، فإخواننا في حاجة إلى دمائنا لإنقاذ حياتهم، نحن جميعًا في نفس المركب، ولا نستطيع أن نتركهم يواجهون هذه المصيبة وحدهم".

وأشاد رئيس الحكومة المغربية بالموقف الإنساني للمغاربة، وشكر كل من سارع إلى التبرع بالدم.

 

حالة من الخوف

رغم هذه المظاهر التضامنية، فإن حالة من الخوف تسود أجواء المغرب، خصوصًا بين سكان المنطقة المنكوبة، الذين يخشون من وقوع هزات ارتدادية قد تزيد من الدمار والخسائر.

وقد سجّل المرصد الأورومتوسطي للزلازل عشرات الهزات الارتدادية منذ يوم الجمعة، بعضها بلغت قوته 4 درجات على مقياس ريختر.

وقال أحد السكان: "لا نستطيع النوم في منازلنا، فالأرض تهتز كل ساعة، نخاف على حياتنا وحياة أطفالنا، نحتاج إلى خيامًا ومستلزمات إسعافية وغذائية".

 

ردود أفعال دولية

في السياق ذاته، تلقى المغرب ردود أفعال دولية تعبر عن التضامن والتعزية مع الشعب المغربي في مواجهة هذه الكارثة. وأعلن عدد من الزعماء والمسئ§ولين في دول عربية وأجنبية عن استعدادهم لإرسال مساعدات إنسانية وإغاثية للمغرب.

كما أشادت منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية بالجهود التي تبذلها السلطات المغربية لإنقاذ الضحايا وتخفيف معاناتهم.