رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأقباط الكاثوليك يحيون ذكرى القديسة المكرمة باولا ريناتا كاربوني

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم بذكرى المكرمة باولا ريناتا كاربوني، وبهذه المناسبة اطلق إعداد الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إن ولدت باولا في 21 فبراير 1908م في مونتيفالكون أبينينو في مقاطعة أسكولي بيتشينو بإيطاليا، وكانت الرابعة بين ثمانية أطفال، وكان والدها رافائيل كاربوني وهو طبيب جراح، وأمها تدعى روزا مايسكي. 

المعاداة للدين ورفض المعمودية

على الرغم من أن الدكتور كاربوني، كان عادلاً وصادقًا من الناحية الإنسانية، وكان مشهوراً في الجامعات في ذلك الوقت، لكنه لم يكن ملحداً فحسب، بل كان أيضًا معاديًا للدين، لذلك أقنع زوجته الشابة بأفكاره لذا رفضت الأسرة تعميد أطفالها أو بالسماح لهم بالذهاب الى الكنيسة. 

وكانت أخت الأم تدعى جوزيبينا مايسكي تعيش حياة مسيحية حقيقية وكانت ترفض تصرف وتفكير اسرة أختها برفضهم الإيمان المسيحي. فقامت خالة الأطفال بتعميدهم سراً دون علم الأسرة في 22 يونية 1910م .وبدأت في تلقينهم مبادي التعليم المسيحي، وكان عمر باولا عندما قبلت سر العماد المقدس أربعة عشرة عاماً. 

وفى شهر يوليو من نفس العام أنتقلت الأسرة الى مدينة فيرمو بسبب عمل الوالد هناك في إحدى المستشفيات. 

وتم إرسال الأطفال إلى مدرسة داخلية، وكانت تعيش بجانب المدرسة عائلة كاثوليكية متدينة عندما علمت بقصة الأطفال من خالتهم، بدأت تصطحب الأطفال كل أحد لحضور القداس الإلهي. وتناولت باولا القربانة الأولى على يد الأسقف كارلو كاستيلي. وكانت مرجعتها الروحية هي كتاب سيرة القديسة تريزا الطفل يسوع، وانجذبت بقوة الى روحانية الرهبانية الكرملية. 

وبعد فترة أخبرت الأطفال والدهن الذي استمر في الإعتراض على تقبلهم الإيمان المسيحي. وبعد إلحاحهم عليه تقبل الأمر على مضض، وسمح لهم بمواصلة الذهاب الى الكنيسة. وكانت باولا تتمني بأن تكون مبشرة ومرسلة لتبشير بالإيمان المسيحي في الأماكن المتروكة والمهملة. ولكن حالتها الصحية السيئة دائما لأنها كانت تعاني بالتهاب حادة في المرارة منذ كانت صغيرة. فقبلت المرض وألآم كهدية من الله، وبسبب والظروف الأسرية الخاصة لم تستطيع أن تكرس نفسها بالكامل لله كما أرادت.

فقدمت نفسها من أجل اهتداء النفوس الخاطئة وخاصة من أفراد اسرتها، فعملت معلمة في مدرسة كاثوليكية لمدة سنتين، فانضمت الى مجموعة للشابات الكاثوليكيات، وبعد ذلك عينت سكرتيرة لإحدى الأبرشيات. وكانت تأتي إليها الفتيات الصغيرات ويطلبن منها المساعدة في حل مشاكلهن ويطلبن الاستشارة الروحية والنفسية لهن وكانت تنال إعجاب الجميع وساعدت الكثيرات في تغير حياتهن الى الأفضل. 

وكانت تقوم برسالتها بحماس شديد وروح التضحية، وذهبت الى روما في ربيع 1927م مع أختها وحضرت احتفال عيد الفصح في الفاتيكان وقامت بزيارة الكولوسيوم والأماكن المقدسة هناك، وفقامت هناك بنذر البتولية وقدمت حياتها لعريسها يسوع المسيح. وفى أغسطس 1927م وأصيب باولا بحمى شديدة بسبب مرض التيفوس، وكانت توجه المرض والموت بسلام وإبتسامة صافية، مما اثار استياء اقاربها، وخاصة والدها، الذي كان عاجزاً عن إنهاء معاناتها، فقدمت آلمها وصلاتها الدائمة من أجل ارتداد الخطأة وأيضا من أجل والدها الذي كان مازال يرفض تقبل الإيمان المسيحي. 

الذي كانت باولا تأمل أن يقبل والدها الإيمان. فرقدت باولا بسلام في الرب وهي في حالة القداسة بعدما تناولت الأسرار المقدسة. يوم 11 سبتمبر 1927م.وكان عمرها 19 عاماً.  فرفض والدها دخول الكنيسة لحضور جنازتها، لكنه ذهب الى الصلاة في المقابر وقال "هي الآن مع إلهها" وبعد بضع سنوات اعتناق والدها الإيمان المسيحي الكاثوليكي وتقبل سر العماد المقدس. وتم إعلان باولا ريناتا كاربوني مكرمة في الكنيسة الكاثوليكية في عام 1993م على يد البابا يوحنا بواس الثاني.

 وتم نقل رفاتها الى كنيسة العذراء مريم سيدة الرحمة في فيرمو بإيطاليا. وتمت الموافقة على عملية تطويبها، التي بدأت في 16 أغسطس 1951 في فيرمو، من قبل مجمع قضايا القديسين وأسفرت عن الاعتراف بالاحترام.