منها «بلادى بلادى».. سيد درويش صاحب تأثير وطنى ممتد فى أغانيه الوطنية

الفنان الراحل سيد درويش، كان من أكثر المنشغلين من أبناء جيله بهموم مصر، وكان فنه نابعًا من الشعب وإلى الشعب، وكان له دور وطني في فنه من خلال أغانيه ونشاطه وامتد تأثيره حتى الآن مع النشيد الوطني "بلاد بلادي".

مئوية سيد درويش

النشيد الوطني "بلادي بلادي" كتب كلماته العبقرية الشاعر محمد يونس القاضي، ولحّنه فنان الشعب سيد درويش، فبعد سنوات طويلة للغاية قاربت على قرن من الزمان، أصبحت ألحان فنان الشعب في النشيد الوطني هي الأكثر قدرة على التأثير في الوجدان المصري حين تسمعه، وهو مشتق من كلمات ألقاها مصطفى كامل في إحدى أشهر خطبه عام 1907، والتي قال فيها: «بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي.. لكِ حياتي ووجودي، لكِ دمي، لكِ عقلي ولساني، لكِ لُبّي وجناني، فأنتِ أنتِ الحياة.. ولا حياة إلا بكِ يا مصر» وما زالت تلك الكلمات خالدة حتى اليوم.

ويبقى الأثر.. سيد درويش حياة قصيرة ومسيرة إبداع طويلة

كانت ثورة 1919 من أهم الأحداث المصرية التي أثرت في مجال الأغنية الوطنية والحماسية على مدار التاريخ، وكان سيد درويش من الأيقونات خلال تلك الفترة، حيث استطاع من خلال ألحانه وأغانيه أن يحافظ على الهوية المصرية ويلهب الحماس ويعطي الأمل في مقاومة الاحتلال وعبر عن مطالب الثورة بأغنيات مثل "بلادي بلادي وقوم يا مصري" و"أنا المصري كريم العنصرين" وكانت أغنياته من أهم العوامل التي جعلته مطاردا وهدفا من قبل الاحتلال الإنجليزي خلال هذا التوقيت.

وفي تلك الفترة، قدّمت أعمال مثل "سالمة يا سلامة" فقدمت الأغنية في خضم الأحداث الممهدة للثورة وقدمت لأول مرة بعد شهرين من اندلاعها وكانت كلمات وألحان سيد درويش وخيري بديع، وقبل فنان الشعب سيد درويش، لم يكن هناك نشيد قومي بالمعنى الواضح يعرفه أبناء الشعب المصري حتى كانت رائعة "قوم يا مصري" من كلمات بديع خيري في عام 1919، حيث دعا من خلالها الجماهير العريضة للمشاركة.

كان سيد درويش في صدارة صفوف الجماهير فى قلب المسيرات والمظاهرات، وكان ملاصقا لبديع خيرى، وهو يهتف بصوته بحياة الوطن والشعب والاستقلال التام للبلاد، فجاءت أغنياته كهتافات أطلقت في الشارع المصري خلال تلك الفترة حتى أصبحت من أهم كلمات الشارع.