رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طاقة نور|عائد من الموت.. "أحمد" فَقَد ذراعيه وحقق بطولات رياضية: أتينا الحياة لنترك أثرًا (فيديو)

أحمد
أحمد

«قلب توّقف.. وأنفاس انقطعت.. وجسد صار رخوًا كما لو كان الموت انتزع روحه».. هكذا كان أحمد في حين من الزمن.. لحظات مُفجعة كانت سببًا لفقد ذراعيه، لكنها أصبحت بداية جديدة لتخلق من بعدها بطلًا رياضيًا يضرب مثالًا في الإرادة.. هُنا كتب ابن محافظة المنيا حكاية أخرى مُلهمة.


اثنا عشر عامًا منذ وقع حادث غيّر حياة أحمد مجدي، الذي أصبح الآن طالبًا في كلية الحقوق جامعة المنيا..  حكاية يروي كواليسها بنفسه قائلًا: تعود قصتي إلى أحداث ثورة 25 يناير.. كنت في الصف الثالث الابتدائي حينها، وكنا صغارًا نلعب بجوار كابلات ضغط عالي بالقرب من منزلنا، وكانت الكابلات ساقطة على الأرض.. كانت جديدة ولم يكن بها كهرباء وقتها، لكن حدثت سرقات كثيرة وقتها، وقرر المسئولون تشغيل الكهرباء بها دون أن يُخبروا أحد.


«جئت في اليوم الثاني لألعب كالعادة، وحينما أمسكت الكابل تعرضت لصعقة كهربائية وسقطت فاقدًا الوعي.. كنت شِبه ميت.. كان القلب متوقف.. لكن خِبرة عمي في التمريض أعادتني للحياة.. ظل يضغط على القلب بيديه حتى عاد لينبض من جديد، وعُدت للحياة، لكن كانت يدي اليُسرى بُترت بالكامل بسبب الصعقة الكهربائية، بينما يدي اليُمنى بحالة جيدة، ولم يكن سوى جُرح بسيط، لكن حدث إهمال في علاجه داخل أحد المستشفيات، فتلوّث وأحدث "غرغرينا"، وحينما ساءت الأمور جرى تحويلي إلى مستشفى أخرى، وبُترت يدي اليُمنى هي الأخرى» ـ يروي الشاب.


عاد أحمد إلى منزله للمرة الأولى فاقدًا ذراعيه، وحينها جلس معه والده ليُحددا أشياءً هامة في حياته: أخبرني والدي أنهم معي في أي قرار اتخذه.. سواء سأُكمل التعليم أم لا.. أخبرته بأنني سأُكمل تعليمي، لكن لم أكن أخرج للشارع.. كنت ملازم للمنزل، فكان أهلي يُشجعوني على الخروج، وأنني لست أقل من أي أحد.. ومنذ ذلك الحين اقتنعت بهذا، وأكملت مسيرتي التعليمية وكنت متفوقًا في دراستي.. رفضت أن ألتحق في مدارس الدمج للحصول على مميزات بحذف جزء من المناهج، وأكملت في مدارس أسوياء وكنت أكتب عن طريق طرف صناعي لدي.. وحصلت على 80% في الثانوية العامة ثم التحقت بكلية الحقوق جامعة المنيا.. وبدأت مشواري الرياضي، رغم رفض عائلتي لممارستي للرياضة وقتها، وكانت نصائحهم ليّ بالتركيز في التعليم.

نقطة فارقة في حياة أحمد

 


يُتابع ابن المنيا حكايته: عندما التحقت بالجامعة بدأت أعرف الألعاب الرياضية وأُتابع رياضيين، ثم اتجهت إلى رياضة ألعاب القوى عدو 100 متر و200 متر، وحصلت على المركز الأول جمهورية في أول بطولة التحقت بها، ثم تدرّبت أكثر ولعبت بطولة أخرى حققت فيها 11.80 ثانية في الـ 100 متر، وحصلت على المركز الأول في التصنيف الخاص بيّ، وكان رقمي من ضمن أفضل ثلاثة أرقام في البطولة، وكنت حديث هذه البطولة لأنني أصغر لاعبيها، وكانوا يقولون إنه رقم لبطل قادم بقوة، ومستقبل مصر، وأنني سوف اُحقق الكثير.


خلق أحمد من مُصابه طاقة نور دفعته ليُحقق أشياءً لم يكن يتوقعها، لكنه صدّق نفسه وآمن بحلمه.. «استكملت طريقي وأخذت أُطوّر من نفسي كل يوم، ودائمًا أتعلم الجديد، وأستغل أن قريتي تبعد نصف ساعة مع القرية المجاورة في محافظتي المنيا؛ وأسير هذه المسافة مشيًا على الأقدام، ثم أذهب إلى تدريب في صالة كمال الأجسام.. كل مرة أشعر فيها بالتعب؛ أقول لنفسي إنه من رحم المُعاناة يُولد الأبطال.. مستمر في طريقي وسأصل إلى ما أُريد.. مع الإصرار والعزيمة سنصل إلى أهدافنا.. أكملوا وضعوا أهدافكم أمامكم.. لا تلتفتوا إلى رسائل المحبطين.. اجعلوا من كلامهم دافع لتحققوا ما تريدون.. نحن لم نأتِ الحياة هباءً.. نحن أتينا لنترك أثرًا فيها.