رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يَعقرون ولا يُقتلون.. كيف يمكن حل أزمة الكلاب الضالة؟

جريدة الدستور

تنتشر الكلاب الضالة في مصر حيث أن هناك أكثر من 22 مليون كلب ضال في شوارع مصر، يتعرضون للأذى من مواطنين وكذلك يقوم البعض منهم بعقر أطفال وكبار، لاسيما المسعورين الذي يتطلب العقر منه علاج يطول لمدة تصل إلى 21 يومًا.

وتظل تلك الأزمة بلا حل يضمن لكلاب الشارع حياة آمنة وهادئة وفي نفس الوقت لا يتضرر مواطنين من العقر، أو ممن يعانون من فوبيا الكلاب وهي احد المشكلات النفسية الشائعة وهي الخوف الزائد من الكلاب.

كلب يعقر 10 أشخاص ويقتلوه

وفي دلالة على الأذى المتبادل بين الكلاب المسعورة والمواطنين، حدثت واقعة في عزبة البيضاء بالمرج في القاهرة، إذ أصيب 10 أشخاص من كلب مسعور هجم عليهم وشرع في عقرهم واحدًا تلو الآخر، حتى أحدث بهم عدة إصابات متفرقة بالجسد.

وقام الأهالي في منطقة المرج بالسيطرة على الكلب وأقدموا على قتله وإزهاق روحه بعدما تأكدوا أنه مسعور دون علاجه، وتخلصوا من جثته بعدما نقلوا المصابين للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تزيد حالات العقر سنويًا منها ما يصل إلى 80% بسبب الكلاب مقابل 10% بسبب القطط، وفق إدارة الطب الوقائي في وزارة الصحة.

وسبق وتعرض مدرس لعقر كلب في ذراعه الأيمن، أثناء مشاجرة مع صاحب مغسلة في منطقة الحوامدية، ونقل المصاب إلى مستشفى القصر العيني لتلقي العلاج والمصل، ليقوم ذويه بقتل الكلب والتخلص منه.

خبير تنمية محلية: لا بد تحقيق الأمن والسلامة للمواطن والحيوان 

الدكتور الحسين حسان، خبير التطوير الحضاري والتنمية المستدامة، أكثر من 22 مليون كلب ضال في مصر وهناك أكثر لم يتم إحصاءه، ولا يمكن القضاء على الكلاب الضالة بقتلهم مثلما تفعل بعض المحليات رغم زيادة أعدادهم.

يضيف: “الكلاب لا تجد ضالتها في الطعام لذلك تهاجم الإنسان، فلا بد من توفير الطعام لها، وفي مصر هناك قوانين تجرم تربية الكلاب الضالة واقتنائها إلا بعد تطعيمها وترخيصها وهو أمر لا يحدث في بعض المناطق الشعبية”.

وصلت تكلفة توفير الأمصال إلى 146 مليون جنيه في عام 2019 ووصلت إلى 151 مليون في 2022 ومرشحة للزيادة وقد تصل إلى 500 مليون جنيه وفق وزارة الصحة.

مديريات الطب البيطري هي المسؤولة عن تطعيم الكلاب حتى لا ترتفع معدلات العقر من الكلاب للمواطنين وصلنا إلى معدلات عقر سنوية أكثر من نصف مليون وهو عدد كبير، وهو أمر يمثل عبء على وزارة الصحة في توفير أمصال لكل حالات العقر تلك.

ويضيف: “الكلاب الضالة تقوم بعقر المواطنين بسبب الجوع فلم يعد هناك أحد يضع لها طعام سواء في الشارع أو بجانب صناديق القمامة، لذلك تضطر إلى مهاجمة الإنسان في حال عدم توافر الطعام لها في أي مكان”.

في يناير الماضي أعلنت وزارة الصحة أن حالات العقر المسجلة خلال الأعوام الماضية بدأت تتزايد بنسبة 20% سنويًا.

يوضح: “أن ملف القمامة مرتبط بمديريات الطب البيطري والتي تخضع لوزارة الزراعة كإشراف وتبعية، فلا بد من إجراء تشريعي لضبط العملية وعدم تعرض أحد للإيذاء سواء الكلاب أو المواطن، وتحقيق أمن وسلامة الجميع”.

 ويرى أن حالات العقر تزيد في العزب والكفور والنجوع والمدن الجديدة أكثر، وهناك خلل في إدارة الملف لأن الجميع لا يتحرك إلا بعد وقوع حوادث، وكان هناك وعود بأن يتم تطعيم الكلاب من خلال لقاحات معينة حتى لا تعقر المواطنين ولم يحدث شيء إلا في بعض المناطق القليلة ولكن لابد من التعامل بشكل مركزي.