رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محافظون وتجارب «15».. اللبيب عادل لبيب!


ماذا فعل اللواء عادل لبيب فى محافظة قنا، فى كل حديث عن المحافظين السابقين من أصحاب التجارب الناجحة منهم تجد الإجابة الأولى هى تجربة اللواء عادل لبيب فى محافظة قنا. 
وإذا سألت أى مواطن قنائى عن التطورات التى حدثت فى محافظة قنا ستجد عشرات الإجابات كلها تتحدث عن معجزات تحققت فى كل شبر من أرض محافظة قنا فى الإنسان والبنيان. 
فى عام 2004 فازت مدينة قنا بلقب أجمل مدينة عربية، وفى نهاية العام نفسه فازت بدرع المنظمة العالمية للبيئة باعتبارها أنظف مدينة فى العالم العربى.
فى مايو 2012 اختار منتدى المدن العربية، الذى عُقد فى العاصمة القطرية الدوحة، اللواء عادل لبيب كأفضل صاحب تجربة فى التنمية البشرية.
ما القصة إذًا.. وما حقيقة تلك التجربة التى كرمها العالم كله ورعتها الصحافة المصرية وقتها خاصة جريدة الأسبوع التى ينتمى رئيساها الأستاذان مصطفى ومحمود بكرى «رحمه الله» لمحافظة قنا وكانا يتابعان ما يتحقق على أرض محافظة قنا يوما بيوم، ويدعمانه بقوة.
قصة تجربة اللواء عادل لبيب فى محافظة قنا بدأت عام 2000 حين تولى اللواء عادل لبيب مسئولية محافظة قنا، وهو ابن محافظة كفر الشيخ التى ولد فيها عام 1945، قد يرى البعض فارقًا كبيرًا بين محافظتى كفر الشيخ التى تقع شمال الدلتا، وبين محافظة قنا الواقعة فى قلب الصعيد بجنوب مصر. 
لكن تجمع كلا من محافظتى كفر الشيخ وقنا صفة المحافظة الزراعية الريفية، الطاردة للعمالة لندرة الفرص الاستثمارية وانتشار البطالة فيهما، فـ«كفرالشيخ» الأعلى بين محافظات مصر فى تصدير العمالة غير الشرعية لأوروبا، وقنا تنافس جارتيها سوهاج وأسيوط فى الهجرة الداخلية. 
فى كلتا المحافظتين تغيب مظاهرالمدنية الحديثة والطابع الريفى هو الأعم، والريف بالقطع ليس عيبًا، لكن حتى بداية الألفية الجديدة حيث التحديث والتطوير فى كل مدن العالم النامى، بينما تحتفظ محافظة قنا بخصوصيتها ومشاكلها معًا.
فلا كورنيش ولا متنزهات ولا مصانع ولا سياحة، ولا استفادة من وجود جامعة جنوب الوادى التى تأسست عام 1995 وفرع لجامعة الأزهر.
والسؤال: كيف صنع اللواء عادل لبيب معجزة النهوض على أرض محافظة قنا حتى تحصل مدينة قنا على لقب أنظف مدينة عربية، الواقع يقول إن اللواء لبيب استطاع فك شفرة المواطن الصعيدى القنائي، منحه الثقة فى قدراته أولًًا، وراهن عليه فى التحديث والتطوير وتغيير البيئة التى يعيش فيها.
فى بداية تجربته، قام اللواء عادل لبيب بالاجتماع بكبار العائلات ورموز القبائل، أفهمهم أنه آن الآوان للنهوض بمدنهم وقراهم، لم يعتمد الشكل التقليدى للمحافظين بالارتكان على أعضاء الحزب الوطنى الحاكم وقتها، ولكن جعل كل مواطن قنائى شريكًا معه فى التجربة والحفاظ على ما تحقق من إنجازات.
أزال لبيب بيوتًا لكبار العائلات برضاهم وتحت رعايتهم، ثقة منهم فى تطبيق القانون على الجميع  وإيمانًا منهم بضرورة التطوير، توسعت شوارع، وفتحت أخرى، أعاد رصف طرق وأدخل الرصف لأول مرة فى مناطق حرمت لعقود من مظاهر التحضر.
ضحكت مدينة قنا على يديه، واستبشر أهل المحافظة جميعًا بوجوده، وكانت النقلة كبيرة استشعرتها، وأنا ابن محافظة أسيوط عند زيارتى لها عام 2005، وقارنتها بزيارتى لها أول مرة عام 1989، فالفارق كان كبيرًا، هو بالضبط الفارق بين مدينة نائية ومدينة كبيرة تناطح المدن الساحلية وتتفوق عليها.
أصلح اللواء عادل لبيب البنية التحتية، وركز على التنمية الصناعية والسياحية والزراعية، وتشغيل أبناء المحافظة فى أعمال تخدم محافظتهم وتحافظ على طبيعة المحافظة.
نجحت تجارب اللواء عادل لبيب فى محافظات البحيرة والإسكندرية وكوزير للإدارة المحلية وقبلهم حقق نجاحات مهمة فى جهاز الشرطة المصرية، لكن تظل تجربته الأولى فى محافظة قنا هى الأهم والأفضل والأبقى فى ذاكرة الوطن وتاريخ المحافظة ووجدان وحواديت أهل قنا التى يتحاكون ويتباهون بها إلى الآن.