رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

براعة الفراعنة.. لماذا توقف المصريون القدماء عن بناء الأهرامات؟

الأهرامات
الأهرامات

أكدت مجلة "لايف ساينس" الأمريكية، أن الأهرامات تعتبر رمز قوة مصر المميزة، وتعكس تطور الفراعنة القدماء وبراعتهم التكنولوجية التي لا تزال تهيمن على التاريخ المصري.

وتابعت أنه تم بناء أول هرم في مصر على يد الفرعون زوسر الذي حكم منذ ما يقرب من 4700 عام، وبعد أكثر من ألف عام، تم بناء آخر هرم في مصر القديمة للفرعون أحمس الأول منذ حوالي 3500 عام، وبعد ذلك تم دفن حكام مصر في مقابر تحت الأرض في وادي الملوك.

وأضافت أنه تم بناء الأهرامات المصرية القديمة في الفترة ما بين حوالي 2700 قبل الميلاد، و1500 قبل الميلاد، وهذا يجعل أقدم الأهرامات في نفس عمر ستونهنج تقريبًا وهو معلم تذكاري من عصور ما قبل التاريخ في سهل سالزبوري في ويلتشاير بإنجلترا، حيث تم بناؤه في البداية قبل ما بين 4000 إلى 5000 عام، لكن الأهرامات أقدم بكثير من الهياكل القديمة الأخرى.

سر بناء الأهرامات

وأشارت المجلة إلى أن هرم زوسر يتكون من ست طبقات وتم بناؤه في الأصل كنوع من المقابر المستطيلة المعروفة اليوم باسم المصطبة قبل توسيعها إلى هرم مدرج.

وتابعت أن النقوش القديمة تشير إلى أن رجلاً يُدعى إمحوتب هو الذي أشرف على بناء الهرم المدرج، وقال مارك فان دي ميروب، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا: "عادةً ما يُعتبر إمحوتب أول مهندس معماري في مصر يبني بالحجر، ويُنسب إليه الفضل في بناء مجمع هرم زوسر المدرج".

وأضاف فان دي ميروب: "هناك نقش باسمه ممزوجًا باسم زوسر يُطلق عليه اسم رئيس النحاتين. وفي مصر القديمة اللاحقة كان يُعتبر حكيمًا".

وأوضحت المجلة، أنه لا يزال الباحثون غير متأكدين بالضبط من سبب اختيار الفراعنة استخدام الأهرامات لدفنهم، وربما كان أحد الأسباب هو توفير حماية إضافية ضد لصوص المقابر.

وفي أوقات سابقة، نهب اللصوص مقابر الفراعنة المنخفضة الارتفاع عن طريق الاختباء من الأعلى، كما كتب عالم المصريات ريج كلارك في كتابه "تأمين الخلود: حماية المقابر المصرية القديمة من عصور ما قبل التاريخ إلى الأهرامات".

وكتب كلارك أن الهرم المدرج، بطبقاته الست فوق بعضها البعض، كان سيوفر الحماية من هذه الطريقة، حيث اقترح العديد من علماء المصريات أن الهرم المدرج شكل نوعًا من الدرج ليصعد الملك إلى السماء، لكن من المرجح أن يكون تم بناؤه لأنه الطريقة الأكثر كفاءة والارتكاز على القاعدة الأساسية للهرم.

وأوضحت المجلة أنه من الابتكارات المهمة الأخرى استخدام الحجر لبناء الهرم المدرج، في حين أن المصاطب التي استخدمها الفراعنة السابقون كانت مصنوعة من الطوب اللبن، وأشار كلارك إلى أن هذا كان مهمًا لأن الحجر يصعب اختراقه.

وأضافت أنه ليس من الواضح سبب توقف الفراعنة المصريين عن بناء الأهرامات، لكن المخاوف الأمنية ربما كانت جزءًا من ذلك، وعلى الرغم من أن نهبها أصعب من نهب المصاطب، فقد تعرضت الأهرامات المصرية للنهب في العصور القديمة، وربما كان الفراعنة يأملون في أن يؤدي بناء مقابرهم في وادي الملوك إلى جعل نهبها أكثر صعوبة، بالإضافة إلى ذلك، فإن تضاريس الوادي لها قمة تسمى اليوم القرن (أحيانًا تُكتب الغرن)، والتي تبدو أشبه بالهرم الطبيعي.