رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما الذي نريده من بريكس؟

في موضوع البريكس نحن إزاء فريقيين ..فريق يدعو للتفاؤل وفريق اخر متشائم ..المتشائمون نوعين ..نوع يكره الخير لمصر وان ادعي عكس ذلك ،ونوع وطني يخشي من ارتفاع سقف الاحلام ..انا لست من هؤلاء او من هؤلاء ولكني ادعو للتفاؤل الحذر ،واعتقد ان مدي الاستفادة يتوقف علي براعتنا في التعامل مع هذه المنظمة الواعدة ..اري ان كل فرصة تتعلق بتوقيتها ..وتوقيت الانضمام بالنسبة لنا اكثر من مثالي ..تقديري اننا إزاء فرصة تاريخية واشعر اننا سنجيد استخدامها ..خذ عندك اول تصريح لمسئول مصري حول البريكس وكيف تم استخدامه ..صرح د مصطفي مدبولي رئيس الوزراء ان الانضمام للبريكس يتيح لمصر فرص الحصول علي تمويلات ميسرة ..المتربصون قالوا ان هذا يعني ان الحكومة تسعي لمزيد من الاقتراض .. انا لم اقرأ الامر كذلك ..لديك أقساط ديون واجبة السداد ..هذه الديون كلها لمؤسسات مالية غربية ..هذه المؤسسات لم تراع الازمات التي مر بها العالم ورات ان عليك ان تدفع في الموعد وبالمليم ..وفي الطريق لهذا قدمت قائمة مطالب مثل تخفيض سعر العملة وخصخصة الأصول ..الخ ..اذا انضممت للبريكس ستحصل علي تسهيلات في التمويل تسدد بها القروض للمؤسسات الغربية ..من الواضح انها ستكون بفوائد اقل ودون اشتراطات من تلك التي تفرضها المؤسسات المالية الغربية ولا يتحملها الواقع الغربي .. هل التخلص من قرض مزعج بقرض اخر اقل ازعاجاً  شيء جيد ؟ نعم شيء جيد جدا لأنك لن تصبح تحت رحمة احد ،ولن تكون مضطرا لتحمل سخافات بعض من يقدمون عروضاً لشراء اسهم بعض الشركات المصرية ..ولن تضطر لتحمل من ينتظر تخفيض عملتك مرة بعد مرة حتي يشتري بالسعر الذي يراه هو مناسباً ..الانضمام للبريكس يعفيك من كل هذا الضغط ،ويمنحك فرصة لتدبر امورك ،ولا يجعل المؤسسات المالية الغربية في وضع احتكاري تحاول ان تتحكم به في دول لا تقبل التحكم وتضع اعتبارات عدم زيادة معاناة الناس في الاعتبار الأول ..ليس سرا ان مصر رفضت طلبا بتعويم الجنيه منذ عدة اشهر واننا مضينا في تدبير الدولار من مواردنا المحلية ...هذا أيضا امر يدعو للتفاؤل ولكن التفاؤل الحذر ..في العام الجاري كسرت مصر لأول مرة حاجز الثمانية مليار دولار كايراد سنوي لقناة السويس ..ثم تم الإعلان عن اننا بتنا نحقق مليون دولار كل ساعة او ٢٤مليون دولار يومياً..رقم كبير لكنه نقطة في بحر احتياجات مصر والمصريين ..الانباء تقول ان إيرادات القناة مرشحة للزيادة طوال العام القادم والسبب مشاكل تمر بها قناة بنما (توأم قناة السويس ومنافسها )نتيجة أسباب طبيعية ..هذا سيدفع المزيد من السفن للمرور من قناة السويس ويعني ايضاً مزيداً من الدخل بالعملة الصعبة .. الحظ يقف بجانبنا أخيرا بعد سنوات صعبة ..الطبيعة ساندتنا ايضاً في مجال السياحة ..الزلزال العنيف الذي مرت به تركيا في أوائل العام ادي لتزايد عدد السياح الذين يقصدون مصر ..نستهدف مضاعفة عدد السياح في خمس سنوات من ١٥ الي ٣٠ مليون ..هذا ادي لاقبال عدد من المستثمرين علي بناء مزيد من الفنادق في مصر وهو يعني بالضرورة استثمارات مباشرة وتشغيل لقطاع البناء ثم لقطاع السياحة ..نحتاج ان نسابق الزمن وان ننتهي لننتقل لاستهداف ٣٥مليون سائح سنوياً كما في بلاد كثيرة اقل منا في الإمكانات ولكن شعوبها اكثر مهارة في التعامل مع السائح .. مرة اخري نحن إزاء حالة تفاؤل حذر ..نجاح يدعو للارتياح ولكنه يدعو للقلق لان علينا ان نحافظ عليه وان نحوله من حالة طارئة بسبب ظروف الآخرين لحالة دائمة نبني عليها ونحلم بالمزيد والمزيد .. حزمة التسهيلات التي اعلنها الرئيس لجذب الصناعة تدعو للتفاؤل ..ولكن لابد من ربطها بوثيقة ملكية الدولة وبحل مشاكل المصنعين والمصدرين ..وجهة نظري ان الرئيس يجب ان يتولى ملف الصناعة والقطاع الخاص بنفسه ، القطاع الخاص بامكانه إضافة الكثير والكثير لملف الاستثمار الصناعي والاستثمار بشكل عام ...التاريخ لايعيد نفسه ..والجميع يتعلم من اخطائه وعلينا جميعاً ان ندخل في مرحلة جديدة يكون فيها الاخذ بقدر العطاء والاستفادة للجميع في اطار المصلحة الوطنية ... اذا نجحت جهود ادخال ثلاثة مليون فدان للخدمة في وقت مناسب مع زيادة إيرادات السياحة والقناة ..فان لدينا ما  يدعو لبدء التفاؤل الحذر خلال عام او عامين ..مع الاخذ في الاعتبار ان اثار الازمة قد تمتد لعدة سنوات اخري قد تصل للخمسة ..المهم ان نطمئن اننا نسير في الطريق الصحيح ..وانا اظن ذلك .