رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بريكس خطوة كبرى تهدد الدولار وتتحدى الهيمنة الغربية وتغير خريطة الاقتصاد العالمى

البريكس
البريكس

لا تزال قمة بريكس الأخيرة حديث العالم، حيث عقدت القمة الـ15 في جوهانسبرج في جنوب إفريقيا التي أعلن فيها الدول الأعضاء: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، عن دعوتها 6 دول للانضمام للتكتل: وهي مصر والأرجنتين والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، في خطوة كبرى جديدة لإنهاء هيمنة الدولار وإعادة التوازن للسوق العالمية في تحد للهيمنة الغربية وتغيير خريطة الاقتصاد العالمي، وإيجاد بدائل عن المؤسسات المالية الدولية.

 

تنمية الجنوب العالمي وإعادة التوازن للمؤسسات العالمية

قال خبير صيني بارز في جنوب إفريقيا إن مجموعة البريكس الحالية تتمحور حول الشعوب، وليس حول السوق، معربًا عن أمله في أن تتم هيكلة الكتلة بطريقة يتفق فيها الأعضاء على القضايا المشتركة، حسبما كشفت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.

وأشار ديفيد مونياي، مدير مركز الدراسات الإفريقية الصينية في معهد كونفوشيوس بجامعة جوهانسبرج، إن الكتلة، في شكلها الحالي، تركز على التنمية.

وقال مونياي إن "مجموعة البريكس الحالية تتمحور حول الناس، وليس حول السوق، البريكس أكثر شمولا بكثير"، مضيفا: "لا يمكن أن تكون البريكس بمثابة نادي النخبة في الجنوب العالمي".

وأوضح أنه يتمنى أن تفكر البريكس بما يتجاوز النخب، وأن تكون منفتحة على الآخرين، وأن يتم تنظيمها بطريقة يتفق فيها الأعضاء على القضايا المشتركة.

واستطرد قائلًا: "نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين للغاية ونفهم ما نقوم به، في اللحظة التي نفهم فيها هذه المفاهيم ونفكر فيها، يصبح من الأسهل العثور على معايير لقبول الأعضاء الجدد".

وأفادت الصحيفة بأنه تمت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في قمة جوهانسبرج التي اختتمت للتو للانضمام إلى البريكس كأعضاء كاملي العضوية، اعتبارًا من الأول من يناير من العام المقبل، وقال مونياي إن الأمر يتعلق بشحذ مجالات التقارب مثل مكافحة الفقر، وزيادة التجارة، وربط البنية التحتية، وفهم الأوبئة، وبناء السلام.

وأوضح مونياي أن خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في القمة كان تاريخيًا وعلى عكس الآخرين، فقد قدم حلولًا عملية، واقترح ضمان عدم انحياز سلسلة القيمة العالمية تجاه دولة معينة، بل تقاسمها الجميع، هذا بالإضافة إلى ضمان أن يكون نظام العملة ديمقراطيًا وشاملًا.

ولفت إلى أن الرئيس شي ينظر إلى الجنوب العالمي بأكمله، حيث تلعب مجموعة البريكس دورًا محفزًا في تحقيق رغبات وتطلعات الجنوب العالمي.

وقال مونياي إن الفكرة التي اقترحها الرئيس شي بشأن التعليم الرقمي والابتكار وكذلك تبادل الاستشعار عبر الأقمار الصناعية أمر بالغ الأهمية، مضيفًا أن "الاستشعار عبر الأقمار الصناعية سيعطي تحذيرات مبكرة لجنوب الكرة الأرضية بشأن الكوارث، ويساعدهم في الزراعة ومجالات أخرى، بما في ذلك التجارة".

وتابع مونياي: "عندما يتعلق الأمر بالبحر والفضاء من بين المناطق الأخرى، فهو الغرب المتوحش - إنه الشخص الذي لديه سلاح كبير الذي يملي على الجميع الآخرين".

وأضاف: "هذه ليست العلاقات الدولية التي نريدها، نريد علاقات يكون فيها توافق في الآراء وشمولية وهذه بداية جيدة للرئيس شي، أعتقد أنها ستكتسب زخمًا، خاصة في إفريقيا، حيث نتمنى أن يذهب شعبنا إلى الفضاء ويتعلم، لا يمكن أن نتخلف عن الركب لأننا فقراء".

وأشاد مونياي بدعوة الرئيس شي إلى كتابة القواعد الدولية والالتزام بها بشكل مشترك من قبل جميع الدول على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بد لًا من أن تمليها الدول التي تتمتع بأقوى العضلات أو أعلى صوت، قائلًا: "ما يحدث حاليًا هو طريقة انتقائية لتطبيق القانون الدولي".

وتابع: "لسنا مناهضين للولايات المتحدةت الأمريكية أو الغرب، نحن مناهضون للمتنمرين وللهيمنة، نحن لسنا مناهضين للدولار، نحن نؤيد تعدد العملات حتى يكون لدينا خيار، يتعين أن يكون هناك المزيد من إضفاء الطابع الديمقراطي على مؤسسات الحكم العالمي، وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون رئيسًا صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أمريكيين وأوروبيين، نحن بحاجة إلى تحول وتغيير عادل".