"تبرع بمكتبته لجمعية الشبان المسيحية".. التفاصيل الكاملة لمرض مجيد طوبيا
قال الكاتب محمد جبريل، في كتاب "ناس من مصر" هناك التفاصيل الكثيرة في حياة الكاتب والروائي مجيد طوبيا، فخلال فترة مرضه، لم يكن المرض قد بدأ تسلله إلى جسد مجيد، لما فرض على حياته الشخصية ما يشبه العزلة فهو يمضي معظم وقته في البيت يقرأ ويشاهد أفلام القنوات الفضائية ويتابع الأخبار ويكتب.
قصة مرض مجيد طوبيا
وتابع جبريل:"إذا كان ظروف المرض الطارئ قد أثرت على مجيد طوبيا المبدع ذي الموهبة الروائية القصصية الفاسدة فإنها لم تؤثر على موهبة حكاء عظيم شاهد وعرف الحقائق واتسعت أمامه بانورامية المشهد وتأمل المنمنمات الصغيرة التي حاول أصحابها مداراتها لكن عينها الناقصة ثبتت ما في الذهن والوجدان وروها شهادة على جيل بأكمله".
وأوضح أنه حين لزم المرض مجيد طوبيا تبرع لمؤسسة مجدي يعقوب بعد أن ينتقل إلى ما هو حق وخير بالمتبقي من ماله ومنقولات شقته فضلا عن حقوقه المالية لدى دور النشر من قيمة إعادة طبع أعماله كما تبرع بمكتبته الخاصة لجمعية الشبان المسيحية بالمنيا تعبيرا عن امتنانه لمكتبة الجمعية في الإعارات التي أضافت إلى حصيلته الجمالية والمعرفية.
واستكمل جبريل:" ويجلس إلى أصدقاء ندوة عبد القادر القط الأسبوعية في الإمفتريون والتي تواصلت بعد رحيل القط باسم الأستاذ الجامعي محمد عبد المطلب ثمة عبد الناصر حسن، حامد أبو أحمد، أحمد الشيخ، محمد الشافعي، أحمد سويلم، هشام قاسم، وغيرهم".
سبب ابتعاد مجيد طوبيا عن التجمعات الثقافية
وأضاف جبريل، كان يقول لي طوبيا أنا أفضل الابتعاد عن التجمعات الثقافية التي لا تدور فيها حوارات جادة، فحوارات المثقفين للأسف تدور في حلقات مفرغة من القضايا التي لا تستهدف غاية مجرد ثرثرات عقيمة لا جدوى حقيقية أو مكررة، لذلك فإن العيش في الإبداع قراءة ومشاهدة وكتابة أشد جدوى.
لماذا فضل مجيد طوبيا العزلة؟
وأشار إلى أنه إذا كان اختيارمجيد طوبيا العزلة فقد أسئ تفسيره بأنه يرفض الصداقة فإن من لامسوا وجدانه بصدقات حقيقية يخصهم بصداقة تدرك المعنى وتحرص على الفهم والتعاطف والتكافل ذلك ما نتبينه في مواظبة طوبيا لسنوات طويلة على حضور جلسات الإمبريون حتى المجاملات الاجتماعية مثل التهنئة بالمناسبات الدينية يحرص عليها دون تقيد بأسلوب المقايضة الذي يشترط أن تكون التهنئة ردا على تهنئة مماثلة سابقة.
وتابع:"والعزلة الشخصية لها صلة لها في رأي طوبيا بآرائه السياسية وإن وصف بحر السياسة والتعبير له بأنه عميق وربما أسهمت الثقافة والإبداع بخاصة في توعية المجتمع وتنويره وتحقيق الانتماء بين مواطنيه على اختلاف أطيافهم بأكثر مما تسهم السياسة".
رأى مجيد طوبيا في جمال عبدالناصر
وقال جبريل:"بالمناسبة يجد طوبيا في الرئيس جمال عبد الناصر زعيما وطنيا مخلصا وهزيمة يونيو 1967 لها بواعثها التي يصعب أن يتحملها عبد الناصر وهو ما يعبر عنه المصريون في المظاهرات الرافضة للتنحية وأشار إليه مجيد في فيلم أبناء الصمت، وكان يقول لي عبد الناصر زعيمًا شريفًا حارب بمفرده في حين انشغل من حوله بنزواتهم الخاصة.
سبب حب مجيد طوبيا للزعيم محمد نجيب
وأوضح جبريل، أن مجيد قد أحببت محمد نجيب أكثر منه لسبب شخصى هو أن محمد نجيب كانت له ملامح أبى، ويعد مجيد طوبيا شاهدًا على جيل الستينيات من استطاعوا أن يحققوا مكانة أتاحتها قيمة إبداعاتهم ومن اعتمدوا على الأساليب الخاصة دون أن يمتلكوا قدرات فعلية.
اقرأ ايضًا:
كان "الأمفترون" مقهاه المفضل.. حكايات ومواقف من حياة مجيد طوبيا
