رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجريم حرق القرآن فى الدنمارك.. الاعتداء على معتقدات الآخرين ليس حرية تعبير

الدنمارك
الدنمارك

رحبت الأوساط العربية والإسلامية بإقدام حكومة الدنمارك على سن تشريع يجرم الاعتداء على المقدسات الدينية بعد سلسلة من حوادث حرق القرآن الكريم في الأماكن العامة وأمام سفارات الدول الإسلامية بشكل يضر بالأخوة الإنسانية ويزيد من مشاعر الكراهية.

وتقدمت الحكومة الدنماركية بمقترح لحظر إحراق المصحف في الأماكن العامة بعد أن أثارت عمليات لإحراقه احتجاجات في الدول الإسلامية. وقال وزير العدل، بيتر هوميلجارد، إن مثل هذه الأعمال تضر بالدنمارك وتهدد سلامة الدنماركيين.

وبموجب القانون المزمع سيصبح التعامل بشكل غير لائق مع المصحف أو الإنجيل جريمة جنائية يعاقب عليها بالغرامة والسجن لمدة تصل إلى عامين. وقالت حكومة يمين الوسط إنها تريد إرسال إشارة إلى العالم.

وقال الأمين العام للجمعية النرويجية للعدالة والسلام طارق عناني، إن هذه الخطوة تصحيح لوضع كان معوجا طيلة عقود سابقة، فهناك فرق كبير بين حرية التعبير وبين الاعتداء على معتقدات الآخرين وإهانتهم.

القضاء على الكراهية

وأضاف عناني لـ"الدستور"، أنه لمواجهة الإرهاب والقضاء على خطاب الكراهية يجب علينا التكاتف جميعا، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العمر أو الأصل، لأنها معركة الإنسانية ضد التخلف والرجعية والارتداد على مبادئ حقوق الإنسان السامية.

وقال وزير الخارجية، لارس لوك راسموسن، إن الدنمارك شهدت 170 مظاهرة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك حرق المصحف أمام السفارات الأجنبية.

وحذر جهاز المخابرات العامة الدنماركي من أن الأحداث الأخيرة أدت إلى تفاقم التهديد الإرهابي.

وشهدت السويد المجاورة أيضا سلسلة من عمليات حرق المصحف، وحذرت أجهزتها الأمنية من تدهور الوضع الأمني. وفي يوليو، أضرم محتجون النار في السفارة السويدية في العراق.

لكن كلا من الدنمارك والسويد ترددت في الرد على عمليات الحرق بسبب قوانينها الليبرالية المتعلقة بحرية التعبير، وألغت السويد قوانين التجديف في السبعينيات.

وأكد وزير العدل على أن التغيير المقترح في القانون لا يستهدف التعبيرات اللفظية أو المكتوبة أو الرسومات الساخرة. لكنه قال إن حرق النصوص الدينية لا يخدم أي غرض سوى إثارة الانقسام والكراهية.

التصرف بشكل صحيح

وقال نائب رئيس الوزراء جاكوب إليمان ينسن، إن حجر الزاوية في ديمقراطيتنا هو أن يكون لك الحق في التعبير عن نفسك، عليك أيضا أن تتصرف بشكل صحيح.

وأضاف أن الدنمارك لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي عندما يكون لمثل هذه التصرفات عواقب سلبية على أمنها.

وقال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، إن ستوكهولم لن تتخذ نفس الخطوة التي اتخذتها جارتها، لأن ذلك قد يتطلب تعديل الدستور.

ومن المتوقع أن يضاف الحظر إلى قسم من القانون الجنائي يحظر الإهانة العلنية لدولة أجنبية أو علمها أو أي رمز آخر.

العراق يثمن

وثمّن نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، اليوم السبت، موقف الدنمارك بتقديم قرار يُجرم حرق القرآن الكريم.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ثمّن موقف الحكومة الدنماركية وخطوتها القانونية التي قامت بها، عبر تقديم قرار يُجرم حرق القرآن الكريم أو إهانته وكذا الحال مع الكتب السماوية الأخرى.

العسومي يرحب

ورحب عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، بالقرار، لاسيما بعد أن شهدت الدنمارك خلال الفترة الأخيرة جرائم حرق نسخ من المصحف الشريف، وهي الجرائم التي أثارت غضب الملايين من المسلمين حول العالم. 

وأعرب العسومي عن تطلعه لأن يساهم هذا القرار بشكل إيجابي نحو الحد من الجرائم المشينة التي شهدتها الدنمارك مؤخرا بحرق نسخ من المصحف الشريف، مطالبا السويد والدول الأوروبية بشكل عام أن تحذو حذو الدنمارك في هذا الشأن، كما طالب البرلمان الأوروبي باعتماد قانون مماثل على المستوى الجماعي، يضمن عدم الإساءة إلى المقدسات والرموز الدينية.