الأمراض النفسية في فترة الطفولة.. أسباب الإصابة بها وأهمية التشخيص المبكر
تشهد حالات الاضطرابات النفسية في فترة الطفولة والمراهقة ارتفاعًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، حيث يعاني العديد من الأطفال والمراهقين من اضطرابات نفسية تتسبب في تأثير كبير على صحتهم العقلية والعاطفية، وقد تؤثر أيضًا على حياتهم الاجتماعية والأكاديمية.
في هذا الصدد أوضحت الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أنه توجد عدة عوامل تساهم في زيادة حالات الاضطرابات النفسية لدى هذه الفئة العمرية، ولذا يعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب أمرًا لا بد منه للتعامل مع هذه المشكلات.
السبب وراء زيادة إصابة الأطفال بالأمراض النفسية
عوامل الأسرة والتربية: تلعب البيئة الأسرية والتربية الدور الأكبر في نشوء الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين، حيث تشمل هذه العوامل الضغوط الأسرية، التعرض للعنف المنزلي، الانفصالات الأسرية والتوتر الأسري العام.
العوامل الوراثية: يمكن أن يكون للوراثة دور في تطور الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين، وقد يكون لدى بعض الأفراد تعديلات وراثية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية مثل الاكتئاب أو القلق.
التعرض للضغوط النفسية: يعاني الأطفال والمراهقون من تحديات عديدة في حياتهم مثل المشاكل المدرسية، والضغوط الاجتماعية، والتحولات الجسدية والعاطفية، وقد يؤدي التعرض المستمر لهذه الضغوط إلى اضطرابات نفسية.
أهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب:
أكدت "عبد السلام" أن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يؤدي إلى تحسين حالة الطفل أو المراهق، وتحسين جودة حياتهم اليومية، ويمكن أن يساعد العلاج المناسب في تعلم استراتيجيات تحسين المزاج والتعامل مع التحديات النفسية.
أوضحت استشاري الصحة النفسي، إذا تم تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية في مرحلة مبكرة، فإن هذا قد يساعد في منع تطور المشاكل النفسية الأكبر فيما بعد مثل الاكتئاب المزمن أو الانفصام.
وقد يكون للأمراض النفسية تأثير كبير على الأداء الأكاديمي للأطفال والمراهقين، ومن خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تحسين التحصيل الأكاديمي والتركيز العقلي، وبالتالي تقديم الدعم اللازم لنجاحهم الأكاديمي.
يعد الارتفاع في حالات الاضطرابات النفسية لدى الأطفال والمراهقين قضية هامة يجب التحدث عنها، فمن خلال فهم أسباب هذه الزيادة والعمل على التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب، يمكن تقديم الدعم والرعاية اللازمة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية في فترة الطفولة.
