رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير: تكتل بريكس ينافس على مجموعة السبع ويهدد هيمنة الدولار

بريكس
بريكس

سلّطت الصحف العالمية الضوء على قرار تكتل دول «بريكس» دعوة ٦ دول جديدة، بينها مصر والسعودية والإمارات، للانضمام للتكتل فى ختام القمة الـ15، التى انعقدت، أمس، فى جنوب إفريقيا، مشيرة إلى تحوله لأقوى منافس لمجموعة السبع الصناعية الكبرى.

قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن التوسع الجديد لـ«بريكس» يعد الأول والأكبر للتكتل منذ انضمام جنوب إفريقيا فى عام ٢٠١٠، ويمثل انتصارًا قويًا للصين التى سعت إلى التوسع السريع للمجموعة قبل القمة من أجل صياغة منافس أكبر لمجموعة السبع، التى تضم الاقتصادات المتقدمة.

فيما أشارت شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية، إلى أن تكتل «بريكس» وافق على عضوية ٦ دول جديدة فقط من بين ٢٣ دولة تقدمت رسميًا بطلب للانضمام للتكتل، مع إعراب لاعبين رئيسيين آخرين، مثل نيجيريا وغانا، عن اهتمامهما بذلك بشكل غير رسمى.

ونقلت عن جوستافو دى كارفاليو، محلل السياسات وكبير الباحثين فى معهد جنوب إفريقيا للشئون الدولية، قوله إن الأعضاء الجدد المحتملين لن يزيدوا من ظهور تكتل «بريكس» فحسب، بل سيوفرون أيضًا فرصة للمشاركين فى التحالف للتجارة مع بعضهم البعض بالعملات المحلية.

وتابع «لا يزال من غير المؤكد ما سيحدث لديناميات المجموعة، ولكن من الواضح أنها توفر مساحة جديدة للتجارة داخل الجنوب العالمى».

وأشار «دى كارفاليو» إلى أن البيان الصادر عن القمة الأخيرة يعكس الصوت الجماعى بشأن الحاجة إلى تغيير المؤسسات الدولية، خاصة المؤسسات المالية، مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومنظمة التجارة العالمية.

أوضحت «سى إن إن» أن دول «بريكس» تبنت نبرة مختلفة بشأن علاقتها مع الغرب، إذ تصاعدت التوترات التجارية والدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، فى حين تعرضت روسيا لموجة من التوترات الغربية عقب اندلاع الأزمة العسكرية فى أوكرانيا.

أضافت أن أعضاء تكتل «بريكس» الجدد يتعاملون، أيضًا، مع تحدياتهم الخاصة، إذ تواجه إيران العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووى، فى حين أثارت الاشتباكات الجديدة فى إثيوبيا مخاوف بشأن الاستقرار الداخلى، بينما تواجه مصر تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، كما قامت الأرجنتين مؤخرًا بتخفيض قيمة عملتها الوطنية «البيزو» بشكل حاد، ورفعت أسعار الفائدة فى أعقاب الفوز المفاجئ فى الانتخابات التمهيدية الذى حققه الليبرالى اليمينى المتطرف خافيير مايلى، بينما يسعى كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بنشاط إلى تحقيق النمو فى القطاعات غير النفطية.

فى الإطار نفسه، قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إنه لطالما دعت الصين إلى توسيع الكتلة لمواجهة المنتديات الغربية المتعددة الأطراف، فى وقت يتزايد فيه الاستقطاب الجيوسياسى فى العالم.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تعد وسيلة لتضخيم صوت الدول النامية، رغم أن بعض الدول الأعضاء أبدت ترددًا فى السابق فيها، وسط مخاوف من أن التحول فى تركيبة التجمع قد يجعل «بريكس» فى خدمة المصالح الجيوسياسية لبكين وموسكو.

ونقلت «الإندبندنت» عن مصدر حكومى هندى قوله: «إن التطورات المهمة بشأن مسألة التوسع جاءت خلال اليوم الأول من القمة، الثلاثاء الماضى، عندما أجرى الزعماء اجتماعًا مغلقًا وسريًا».

وأضاف: «الهند أخذت زمام المبادرة فى التوصل إلى توافق فى الآراء بشأن معايير العضوية واختيار الأعضاء الجدد»، مشيرًا إلى أن هدف نيودلهى فى المحادثات كان دمج الشركاء الاستراتيجيين كأعضاء جدد، خاصة أنه من بين الدول الست المدعوة تعد الإمارات ومصر من أقرب حلفاء الهند.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن السياسة الملموسة الأخرى التى خرجت بها قمة «بريكس» الأخيرة هى الاتفاق على التحول من استخدام الدولار الأمريكى فى التجارة بين دول التجمع إلى العملات المحلية بدلًا منه.

واعتبرت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية، أن التوسع الجديد والأكبر لـ«بريكس» يمهد الطريق أمام عشرات الدول للانضمام للتكتل الأشهر، فى وقت يحفز فيه الاستقطاب الجيوسياسى الجهود التى تبذلها بكين وموسكو لإيجاد توازن عالمى جديد أمام الهيمنة الغربية.

وأضافت: «تكتل (بريكس) بأعضائه الجدد يمثل مجموعة متباينة من المرشحين المحتملين، مدفوعًا إلى حد كبير بالرغبة فى تحقيق تكافؤ الفرص على مستوى العالم، الذى يعتبره الكثيرون هيمنة غربية غير عادلة على الاقتصاد العالمى».

أشارت إلى أن دول «بريكس» الحالية تسعى وراء هدف التكتل، وهو إعادة التوازن إلى الهيئات العالمية التى تهيمن عليها الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الغربية الغنية.

الأمر نفسه أكدته صحيفة «الجارديان» البريطانية، التى قالت إن نتائج قمة «بريكس» الأخيرة كشفت عن الانقسامات العالمية الكبرى، وفشل الغرب فى فرض رأيه على العالم بشأن الأزمة العسكرية الأوكرانية.

وأضافت أن الدعم الكبير الذى تجده روسيا من دول العالم عكس مدى فشل الغرب فى عزلها عالميًا، فحتى حلفاء الولايات المتحدة، مثل جنوب إفريقيا والهند، رفضتا إدانة روسيا رسميًا أو فرض عقوبات عليها.

بينما أكدت صحيفة «ذا هيندو» الهندية، أن قرار توسيع «بريكس» قرار تاريخى، من شأنه تعزيز التكتل وزيادة الثقة فى التوجه نحو نظام عالمى متعدد الأقطاب. 

وأضافت: تم اتخاذ قرار توسيع «بريكس» بعد ١٣ عامًا من آخر توسع للتكتل، بإضافة جنوب إفريقيا فى عام ٢٠١٠، وكان «بريكس» يتألف فى الأصل من البرازيل وروسيا والهند والصين، ومن المنتظر أن تلعب المجموعة دورًا متزايد الأهمية فى بناء النظام العالمى الجديد.