رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رأس نفرتيتي (3).. كيف أهان أطباء مستشفى برلين الملكة المصرية؟

رأس نفرتيتي
رأس نفرتيتي

شغل رأس نفرتيتي العالم في الفترة الأخيرة، وسط أسئلة كثيرة مثل كيف خرجت من مصر؟، وكيف تم هذا الاكتشاف؟، والكثير مما سيكشفه الدكتور شريف شعبان، الخبير في الآثار المصرية القديمة، المحاضر بكلية الآثار، وفي هذا التقرير تحدث سعبان كيف تعرض رأس الملكة لإهانات كبيرة.

رأس نفرتيتي

يقول:" من التجارب الغريبة وغير المنطقية التي أجريت لرأس الملكة نفرتيتي انه قرر متحف برلين عام 1992 إخضاع الرأس للكشف بالأشعة المقطعية عن طريق أطباء بمستشفى Charite القريبة ببرلين

لمعرفة ماداخلها من طبقات جصية أو حجرية، وتمت إعادة التجربة عام 2006 بشكل أكثر دقة واحترافية. وتوصل الباحثون إلى نتائج أكثر غرابة، حيث أثبتوا وجود وجه حجري آخر أسفل طبقات الجبس الملونة التي تغطي التمثال وهي مختلفة بعض الشيء عن الملامح التي نعرفها عن نفرتيتي، حيث وجدوا تجاعيد طفيفة عند أركان الفم وحول العينين ووجود نتوء عند الأنف بالوجه الحجري، وهو ما يرجح أن أحداً قد أمر بعمل تعديل بين طبقتي الحجر والجص عندما قام تحتمس بتخليد ذكرى زوجة الملك إخناتون منذ 3300 عام، من أجل إخفاء مثل تلك الملامح التي تظهر تقدم الملكة في السن. وما يدعم تلك الفرضية هو أن تلك الرأس هي مثال للثورة الفنية التي قامت على فكرة الواقعية وهو ما يثبت أنها ملامح الملكة الحقيقية. 

الكشف على الرأس

ويضيف شريف شعبان:" وفي المقابل، كان من الممكن تجنب تعريض الرأس للكشف بالأشعة المقطعية إذا ما استعان المتحف المصري ببرلين بنحات محترف لشرح السبب في تنفيذ الطبقة الداخلية للوجه المصنوعة من الحجر الجيري بتلك التفاصيل، حيث يمكن فقط لملامح الوجه على الجبس أن تصل لدرجة الإبداع إذا ما كانت الطبقة الداخلية من الوجه مصممة بهذا القدر من التفاصيل، كما يجب أن تكون الطبقة الداخلية منفذة بشكل كامل حتى تتوازن مع الخطوط العامة وشكل طبقات الجبس. فكيف يمكن للمتحف المصري ببرلين أن يسمح لأطباء بالحكم على جودة عمل فني فريد من نوعه سواء التغييرات السلبية والإيجابية على الوجه الخارجي له؟! وهل يمكن الاستعانة بنحات أو فنان عند إجراء تجارب علمية على مومياء؟! 

أسوأ التجارب

ويواصل الدكتور شريف شعبان:" أما عن أسوأ التجارب التي طالت الرأس، هو ما قام به ديتريش فيلدونج عام 2003 حين اتفق مع اثنين من الفنانين المجريين وهما أندراس جاليك Andras Galik وبالينت هافاسBalint Havas على صناعة جسم امرأة عارية يتماشى مع رأس نفرتيتي. ومع تصنيع الجسم، قام فيلدونج بأخذ الرأس من المتحف وحمله إلى الاستوديو الخاص بهما ووضع الرأس على الجسد المصنوع وتم تصويره بالفيديو، في حركة قبيحة اعتقد فيلدونج أنه يصنع بها دعايا للرأس وللمتحف مدعياً بأنه اتبع درجات الحذر واستخدام الوسائل والإجراءات المناسبة خلال عملية النقل، وبرر عمله الشائن البغيض بأنه استعراض لالتقاء الفن القديم مع الفن المعاصر وكسر حدود الزمان والمكان!.

الأوساط الثقافية  

ولكن على عكس ما كان يتوقع وكما تماشى مع المنطق والقيم، اجتاح الغضب الأوساط الثقافية بل وعلى مستوى الشارع المصري والعالمي من تصرف فيلدونج غير المحسوب وتعالت الأصوات المطالبة بإعادة الرأس لمصر خشية عليها من أي عبث جديد، واعتبر المصريون بأن هذا الأمر إهانة بالغة لقطعة فنية فريدة حين تعرض على جسد عار قبيح، بل ولسيرة ملكة عظيمة يتم تشويهها لغرض دعائي رخيص. وفي خضم تلك الأزمة، أرسل زاهي حواس أمين المجلس الأعلى للآثار حينها خطاباً رسمياً شديد اللهجة للحكومة الألمانية إعترض فيه على هذا التصرف غير اللائق وأشار أن وجود الرأس المصري في متحف غير مصري لا يعني أنه يمتلكه، بل هو ملك لمصر ولها الحق في حماية آثارها من أي عبث في إشارة لما قام به فيلدونج.