رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رأس نفرتيتى 2"| سقطت بفعل مرور الزمن.. تفاصيل عن العين المفقودة للملكة

رأس نفرتيتي
رأس نفرتيتي

شغل رأس نفرتيتي العالم في الفترة الأخيرة، وسط أسئلة كثيرة مثل كيف خرجت من مصر؟، وكيف تم هذا الاكتشاف؟، والكثير مما سيكشفه الدكتور شريف شعبان، الخبير في الآثار المصرية القديمة، المحاضر بكلية الآثار.

يقول الدكتور شريف شعبان: “من بين ألغاز رأس الملكة، تلك العين المفقودة التي أثارت الكثير من الجدل، فمع اكتشاف التمثال النصفي لأول مرة، لم يكن هناك بؤبؤ العين اليسرى كما هو الحال في العين الأخرى، ولم يتم العثور عليها على الرغم من البحث المكثف حينها وعُرضت مكافأة كبيرة بقيمة ألف جنيه إسترليني في مقابل العثور عليها أو الحصول على معلومات تتعلق بمكان وجودها، وفتحت العين المفقودة العديد من التكهنات التي تميل للخرافة مثل أن نفرتيتي ربما تكون قد عانت من التهاب في العيون وفقدت عينها اليسرى في الحقيقة، وما ينفي هذا الأمر هو وجود بؤبؤ في تماثيل أخرى لها”. 

 

سؤال مهم حول رأس نيفرتيتي

وأضاف شعبان: "وطرح لودفيج بورخاردت العالم الألماني الشهير مكتشف الرأس سؤالاً هاماً، إذا ما كان تجويف العين اليسرى الخالي يضم بقايا لتطعيم العين، حيث قال: “لا يوجد أي أثر على وجود وسيلة ربط بتجويف العين، كما أن أرضية العين مصقولة وليست على عمق يسمح بوجود تطعيم، فيبدو أن العين اليسرى لم تحتو على تطعيم للعين أبداً، ولكن خلال تلك الفترة المبكرة من الاكتشاف، ماذا كان بورخاردت يعلم عن تجويف العين إن كانت تتضمن تطعيماً أم لا، وكيف تم استخدام أداة لاصقة بالتجويف دون فحص علمي دقيق آنذاك؟؟”.

وأوضح: “أما ديتريش فيلدونج مدير متحف برلين السابق فيرى أن الرأس ما هي إلا نموذج صمم لطلبة النحت في عصر العمارنة كي يصنعوا على غراره مختلف التماثيل والنقوش وتعليمهم كيفية نحت قاع العين، وبالتالي لم يهتم تحتمس بتفاصيل العين، وهي نظرية خاطئة تشير الدهشة والسخرية معاً، فكيف لفنان عبقري أن يصنع عمل فني متكامل من الدقة والبراعة في الألوان والتفاصيل أن يترك تفصيلة صغيرة مثل تلك دون الاهتمام بها؟!”.

وأكمل: “قد أشارت الفحوصات المختلفة لعين نفرتيتي إلى وجود طبقة من شمع العسل، وبما أن الشمع مادة عضوية، فإنه تم فحص عيني نفرتيتي عبر أسلوب تحليل C-Isotope، حيث تطور هذا الأسلوب على يد ليبي W.F.Libby في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، ولا يمكن تطبيق أسلوب ليبي إلا من خلال إضافة 5 جرامات على الأقل من الكربون النقي والذي يفوق القدر المتاح من اللون المأخوذ من عين نفرتيتي. ولكن باستخدام تقنية AMS التي تطورت عبر السنين الماضية، فإنه يمكن تحديد عمر القطعة حتى من خلال استخدام كميات ضئيلة من العينات، وأرى أنه من المحتمل أن العين المفقودة كانت موجودة بالفعل لكنها سقطت مع مرور الزمن”.