رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبدع في صناعتها الرهبان.. كيف تطورت "المسارج" من المصري القديم وحتى العصر القبطي؟

المسارج قديمًا
المسارج قديمًا

ابتكر المصري القديم، كل شئ يساعده على بناء حضارته وتطورها على مر العصور، واستطاع أن يبدع في صناعة الأدوات اللازمة لاحتياجاته من الفخار، مثل أواني الطعام وتخزين الحبوب وغيرها، كما ابتكر "المسارج" لتوفر له الإضاءة التي تساعده على الرؤية والعمل ليلاً.

المسارج

وابتكر المصري القديم المسارج بشكل بدائي، لتحقق له حلم "الإضاءة" التي تساعده على العمل العمل والإنجاز في وقت متأخر من الليل، وكانت المسارج تصنع من مواد مختلفة ولعل أكثرها شيوعًا الفخار، فكانت مسارج الزيت تصنع من الطمي أو الفخار.

وكان الفخار يصنع من الطين الذي يتم تشكيله باليد أو على العجلة أو في قوالب ثم يُجفف ويُسوى في فرن خاص، وزخرفته تكون عادة بالنقش بألوان مختلفة، أو بالزخارف المختلفة، أو بصبه في قوالب خاصة، وعلى الرغم من أن الفخار المطلي بسيط المظهر ورخيص الثمن إلا أنه يتميز بأنه أحد المكونات الهامة في الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر القديمة وعلى مدار عصور مختلفة.

ما شكل المسرجة البدائية؟

 هي عبارة عن صحن مملوء بالزيت والملح يطفو فوقه الفتيل، وفي بداية صناعة هذه المسرجة بشكل يدوي، عكف المصري القديم على تشكيلها بدون فوهة، وكانت المسارج أحيانًا ما تُطلى بعد ذلك بطبقة من الزجاج.

ونقش المصري القديم فنه، حتى على هذه المسارج البسطية الشكل، من خلال رسمه عليها بشكل مختلف بصور من الحياة اليومية، وصور حيوانية، وزخارف نباتية محوَّرة، مع وضع زيت للإضاءة بداخلها من الفتحة الوسطى، ثم الفتيل من الفتحة الأمامية، وقد صنعها من مواد مختلفة، لكن أكثرها شيوعًا هو الفخار. 

أشكال وأنواع المسارج

ووفقًا لقطاع المتاحف، فإن المسارج تشابهت في أشكالها في كل من الفن القبطي والمصري القديم والروماني، وامتدت صناعتها حتى العصر الإسلامي، ولكنها اختلفت من حيث الزخارف فكانت في العصرين اليوناني والروماني يُزين سطحها بصورة بارزة تمثل أشكالاً آدمية وآلهة وأساطير، في حين كانت تُزخرف المسارج ببعض الرموز والعلامات التي ترمز للدين المسيحي مثل رسوم الصلبان وأوراق وعناقيد العنب في العصر القبطي، بالإضافة إلى رسوم الحيوانات والطيور.

 وكانت تتم صناعتها بواسطة الرهبان في الورش الفنية الملحقة بالكنائس والأديرة، وكانت المسارج تضاء بواسطة الزيت والفتيل الذي يوضع في فتحة مخصصة لذلك، وفي بعض الأحيان قد تصل إلى سبع فتحات.