رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة وشيكة.. كيف تتحرك إسرائيل ضد «عمليات حماس» في الضفة الغربية؟ (تحليل)

قوات الجيش الإسرائيلي
قوات الجيش الإسرائيلي

تصاعدت وتيرة عمليات إطلاق النار، التي ينفذها الفلسطينيون ضد المستوطنين خلال الآونة الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، ما دفع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي «الكابينت» إلى تقديم موعد اجتماعه بشكل طارئ، ليتم عقده اليوم الثلاثاء بدلًا من غدًا.

اجتماع الكابينت الإسرائيلي خلص إلى سلسلة قرارات للرد على منفذي العمليات ضد الإسرائيليين، حسبما أعلن مكتب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي. 

وكان من بين سلسلة قرارات الكابينت بندًا مهمًا، حيث تم خلال الاجتماع تفويض نتنياهو، ويوآف جالانت وزير الجيش الإسرائيلي، للتحرك في ذلك الإطار، كما تم تأكيد دعم الجيش وجهاز الشرطة في خطواتهم ضد الفلسطينيين منفذي العمليات.

ماذا تعني قرارات الكابينت الإسرائيلي؟

ويعني هذا التفويض أنه من الممكن أن تشن إسرائيل عملية واسعة «محددة المدة والمدى والأهداف»، مثل ما فعلت في جنين  خلال شهر يوليو الماضي، ولكن هذه المرة ربما تستهدف عدة أنحاء داخل الضفة الغربية، نظرًا لاتساع المحيط الجغرافي الذي تندلع فيه العمليات.

وفي حال شنت إسرائيل مثل هذه العملية فستتمثل أهدافها في اغتيال عدد ممن يخططون للعمليات ضد المستوطنين، وتدمير مخازن الأسلحة، وعرقلة البنية التحتية للعناصر الفلسطينية في أنحاء الضفة بشكل كبير.

نتنياهو في موقع أحد العمليات جنوب الخليل

ورجح مسؤول أمني إسرائيلي كبير هذا الاحتمال، حيث أوضح أن «الجيش ربما يضطر إلى إطلاق عملية واسعة بالفعل في كافة أنحاء الضفة الغربية، وذلك على خلفية تسلسل الأحداث التي وقعت منذ يوم السبت الماضي، وقتل فيها ثلاثة إسرائيليين».

عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة

وتشير التقديرات الأمنية في إسرائيل إلى أن الجيش هناك ربما يتجه لبدء عملية واسعة النطاق لجمع الأسلحة والمنفذين في نفس التوقيت، إذ يعتمد  الفلسطينيين على بنادق وأسلحة مهربة من الأردن، بالإضافة إلى تحويلات مالية كبيرة من إيران وحركة حماس الفلسطينية، بحسب حديث المسؤول الإسرائيلي لموقع «والا».

تواصل حماس مع منفذي العمليات أكدته ما كشفت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم، بأن منفذي عملية «مستوطنة عيلي»، والتي قتل فيها 4 إسرائيليين، كانوا على اتصال مع الحركة الفلسطينية، كما تلقوا تمويلًا منها.

أما من جانب الحركة الفلسطينية، فرحبت بالعمليات التي جرت، كما تحدثت مصادر منها إلى وسائل إعلام لتؤكد أن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت اليوم، جنوب مدينة الخليلة، ينتمون إليها بالفعل.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "منذ بداية العام، تم إحباط مئات الهجمات بإطلاق النار، وكان من المفترض أن تتم معظمها في شمال الضفة، وكل يوم هناك عدد كبير من التنبيهات التي يعدها جهاز الأمن العام (الشاباك) حول تنفيذ الهجمات.. لذلك يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الاعتقالات في محيط الضفة الغربية كل ليلة".

رسالة إسرائيل إلى حماس حول «عمليات الضفة»

وتابع، في حديثه لـ«واللا»، :"الأسلحة التي يتم تهريبها بكميات كبيرة من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط عبر الأردن إلى إسرائيل معظمها يقع في أيدي منفذي العمليات الفلسطينيين، ويتم ضبط جزء صغير منها على الحدود".

هيرتسي هاليفي رئيس الأركان الإسرائيلي في حوارة بعد عملية إطلاق نار

وأشار إلى أن هناك خطوات إسرائيلية كبيرة لتكثيف النشاط العملياتي ضد البنى التحتية للعناصر الفلسطينية داخل الضفة الغربية، وشن حملة متكاملة من قبل عدد من الأجهزة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية وخارجها ضد الأموال التي يتم تحويلها إلى إليهم في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى خطوات إحكام التأمين على منطقة الحدود مع الأردن عبر السياج الفاصل أو إضافة تقنيات ووسائل مراقبة لوقف تهريب الأسلحة.

تصريحات المسؤول الإسرائيلي، وهو في جهاز أمني كبير بحسب «والا»، يعد رسالة مبطنة إلى الحركات الفلسطينية، لا سيما حماس، بأن الحملة التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد أهداف حركة الجهاد الإسلامي داخل جنين مع الحفاظ على عدم جر حماس إلى الصراع، قد تتكرر بشكل أكثر قوة ضد الأخيرة حال عدم وقف تصاعد وتيرة العمليات الحالية.