رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"طه حسين حياته وفكره".. كتاب يكشف الجوانب المجهولة في معركة الشعر الجاهلي

طه حسين
طه حسين

تناولت عشرات الأقلام حياة عميد الأدب العربي د.طه حسين، كتبت عن سيرته ومسيرته الأدبية والصحفية ومن بين هؤلاء الكاتب أنور الجندي الذي ألف كتاب حول حياة طه حسين بعنوان" طه حسين.. حياته وفكره في ميزان الإسلام".

بمناسبة أن هذا العام عام طه حسين، يجرى"الدستور" خلال السطور القادمة قراءة في أحد الكتب التي تناولت حياة طه حسين.

فقد تناول في كتابه حياة طه حسين، منذ كان يدرس في كُتاب القرية، وحفظه للقرآن الكريم في سن مبكر، ثم انتقاله إلى الجامع الأزهر، وسفره إلى فرنسا للدراسة، وتقلده المناصب.

ويتطرق الكاتب إلى موقف طه حسين من قضايا الدين في كتابه الذي نُشر "في الشعر الجاهلي"، بتكذيب القرآن وإنكار نبوّة إبراهيم واسماعيل.
أبواب الكتاب

يضم الكتاب عدة أبواب، تتحدث عن حياته في الطفولة وجامعة الأزهر والجامعة العربية وسغره إلى أوروبا، وكافة ما يتعلق بحياة طه حسين.

بداية سطوع نجم طه حسين
أشار المؤلف إلى أنه قد لمع اسم طه حسين لمعانًا خاطفًا في الثلاثينيات عندما أصدر كتابه "في الشعر الجاهلي" الذي حمل معه مجموعة من الآراء الخطيرة التي تعارضت مع أصول الإسلام ومفاهيمه فأحدثت ضجة ضخمة واسعة المدى في الجامعة والأزهر والصحافة، ثم والي د.طه حسين مهاجمته للرأى العام عن طريق الشك الفلسفي وأثارة قضايا الدين والحضارة والفكر على نحو بدأ معارضًا للأصالة العربية الإسلامية من خلال دعوة جريئة إلى طرح نظريات الفكر الغربي في مختلف المجالات.

بحسب ما جاء في كتاب "طه حسين.. حياته وفكره في ميزان الإسلام"، للمؤلف أنور الجندي، وقد سار الدكتور طه حسين في طريقه ذاك لم يتخلف عنه حتى نهاية حياته فترك ركامًا من الأبحاث والدراسات هى في حاجة إلى إعادة النظر فيها على ضوء الإسلام.

مؤلفات عن الفكر الإسلامي لطه حسين
وأشار إلى أن الدكتور طه قد ألح الحاحًا شديدًا على أنه يصدر عن الفكر الإسلامي ويشارك فيه بأبحاثه عن القرآن وهامش السيرة وتاريخ الصحابة والفتنة الكبرى، وقد جرى في أبحاثه المختلفة مجرى كتاب الغرب واعتمد أساليبهم ومناهجهم في دراسة أدب العرب وتاريخ الإسلام.

شهرة واسعة
أضاف المؤلف والحق أن د.طه حسين قد اكتسب شهرة واسعة وأنتج انتاجًا غزيرًا، وكان له نشاطه الواسع في مجال الجامعة ووزارة المعارف، بالإضافة إلى مجاله في الصحافة والتأليف، ولا نريد أن نتعجل الحكم على الرجل وآثاره وإنما نود أن تضئ الطريق إلى فهمه بتقديم الوقائع والوثائق المتصلة بحياته وفكره على النحو العلمي الصحيح حتى يجئ الحكم عليه منصفًا عادلًا غير مشوب بشئ من التعامل أو التحيز.

الهجوم على طه حسين
وأكد أن طه حسين برز إلى الناس في ثوب من الضجيج الشديد عندما نشر كتابه " في الشعر الجاهلى" وكشف عن تلك الفكرة التي قدمها والتي كانت موضع أخذ ورد شديدين والتي أعطت طه حسين: ذلك الموقف الذي ترد فيه المقفون والباحثون بين الحملة العاصفة على النحو الذي كتب به مصطفى صادق الرافعي والنقد الهادئ الذي كتب به محمد فريد وجدى وكان أخطر ما قاله طه حسين:" للتوراة أن تحدثنا عن إبرهيم وإسماعيل وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ولكن ورود هذين الاسمين في التوارة والقرآن لا يكفى لإثبات وجودهما التاريخي فضلًا عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعًا من الحيلة في اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهود والقرآن والتوراة من جهة أخرى".

هذا أقسى ما كتبه طه حسين: تكذيب القرآن وإنكار نبوة إبراهيم وإسماعيل، ثم صمت طه حسين صمتًا شديدًا ازاء الزوبعة العاصفة التي قامت وأسرع وغادر البلاد حتى تهدأ، ولم تكد تمر شهور حتى كان حديث طه حسين عن تأثير الوثنية واليهودية والنصرانية في الشعر الجاهلى العربي وادعاؤه أن لليهود أثرًا في الأدب العربي، وهى محاولة خطيرة لها دلالتها متصلة بانكار إبراهيم وإسماعيل، ولم يمض وقت طويل حتى كتب مقاله عن الدين والعلم:"عام أو بعض عام".