رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موجات حر قادمة.. إسبانيا تواجه حرائق الغابات وفرار الآلاف من السكان

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في إسبانيا

فر الآلاف من سكان مدينة تينيريفي في جزر الكناري في إسبانيا من منازلهم مع اندلاع حريق هائل اعتبرته السلطات "خارج نطاق السيطرة" والمستمرة لليوم الخامس على التوالي، ضمن سلسلة حرائق الغابات القياسية في البلاد.

وقالت الحكومة الإقليمية لجزر الكناري إنه صدرت أوامر بإجلاء 4 آلاف شخص مساء أمس السبت، وكان هؤلاء بالإضافة إلى 4500 شخص أجبروا يوم الجمعة على مغادرة أماكنهم في الجزيرة الأطلسية التي يقطنها حوالي مليون شخص وهى أيضًا وجهة سياحية شهيرة.

وأكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أنه من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم لأكثر من 8 آلاف شخص تم إجلاؤهم، وربما بشكل حاد.

الجفاف وتغير أنماط الطقس وراء حرائق إسبانيا

وتابعت الوكالة أن جزر الكناري تعاني من الجفاف في معظم السنوات القليلة الماضية، تمامًا مثل معظم أراضي إسبانيا، سجلت الجزر معدل هطول الأمطار أقل من المتوسط في السنوات الأخيرة بسبب تغير أنماط الطقس المتأثرة بأزمة المناخ.

ألقى مسئولو الاتحاد الأوروبي باللوم على ارتفاع درجة حرارة الأرض في زيادة وتيرة وكثافة حرائق الغابات في أوروبا، مشيرين إلى أن عام 2022 كان ثاني أسوأ عام من حيث أضرار حرائق الغابات المسجلة بعد عام 2017.

وعلى جانب آخر، أخلت السلطات اليونانية، أمس السبت، 8 قرى بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا، حيث اشتعلت حرائق الغابات الصيفية الكبيرة وأصبحت خارج نطاق السيطرة، بسبب الرياح القوية.

وأوضحت أن حريق تينيريفي يأتي في الوقت الذي يستعد فيه البر الرئيسي لإسبانيا لموجة حر أخرى، حيث أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية تحذيرًا من أن درجات الحرارة سترتفع في الأيام المقبلة لتصل إلى ما يتجاوز 40 درجة مئوية في أجزاء من البر الرئيسي.

وسجلت إسبانيا رقماً قياسياً حاراً في 2022 وتسجل أرقاماً قياسية جديدة في درجات الحرارة هذا العام وسط جفاف مطول جعل السلطات في حالة تأهب لمواجهة حرائق الغابات.

وقالت خدمات الطوارئ لجزر الكناري في وقت لاحق إن عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم "قد يتجاوز 26 ألف شخص"، وفقًا لحسابات مؤقتة تستند إلى تعداد الجزيرة. 

وأضافت الخدمة أن كل الذين يحتاجون إلى مكان يلجأون إليه سيتم توجيههم إلى الملاجئ، كما قالت حكومة الإقليم إن "الحريق يفوق قدرتنا على إخماده" بسبب الظروف الحارة والجافة والرياح العاتية التي أشعلت النيران العاتية، حيث لم يتمكن رجال الإطفاء من إنشاء محيط حول الحريق الذي استهلك ما لا يقل عن 5000 هكتار (12355 فدانًا).

وكافح قرابة 265 من رجال الإطفاء الحريق بمساعدة 19 طائرة، من بينها وحدات من البر الرئيسي أرسلت للمساعدة، حيث قالت الحكومة المركزية إن المزيد من التعزيزات في الطريق.

يقع الحريق في منطقة جبلية شديدة الانحدار ووعرة بها أشجار الصنوبر، مع وجود عدة بلديات على جوانبها، حيث كان الوصول لرجال الإطفاء صعبًا للغاية.