رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرض الكنوز.. القاهرة تخفى أعظم وأكبر ألغاز وأسرار مصر القديمة

تمثال بسمتيك الأول
تمثال بسمتيك الأول

أكدت صحيفة "إكسبرس" البريطانية، أن أرض مصر تخفي الكثير من كنوز الحضارة الفرعونية، ولكن يبدو أن العاصمة القاهرة تحوي أعظم هذه الكنوز.

وتابعت أن العالم الغربي لم يدرك مدى أهمية وعظمة حضارة مصر القديمة حتى أواخر القرن التاسع عشر، ففي ذلك الوقت، بدأ عالم المصريات الإنجليزي ويليام ماثيو فليندرز بيتري مجموعة أعماله الواسعة في البلاد، بمساعدة الخبراء المحليين والحفارين.

 

أعظم اكتشافات الفراعنة تحت أرض القاهرة

وأوضحت الصحيفة أن الاكتشاف الرئيسي الأول لعام المصريات الإنجليزي، عندما كشف عن أجزاء من تمثال ضخم لرمسيس الثاني، أحد أعظم الفراعنة المصريين، وبعد ما يقرب من 100 عام، قام فريق من علماء الآثار بالحفر في أحد أحياء شمال شرق القاهرة التي كانت في السابق موطنًا لرمسيس، ليجدوا اكتشافًا آخر عظيمًا في العاصمة النابضة بالحياة.

وتابعت أنه مع اقتراب نهاية فترة التنقيب التي دامت خمس سنوات، لم يجد الفريق سوى القليل في طريق أي شيء مهم- ولكن فجأة تغيرت الأمور، وعثر الفريق على معبد عمره 3 آلاف عام بناه رمسيس الثاني، وقبل إعلان انتهاء الحفر، اصطدم أحد الحفارين بشىء صلب في الأرض، وما تم اكتشافه في النهاية تم توثيقه خلال الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان، "الأسرار: الفرعون في الضواحي".

قال الدكتور ديتريش راو، المدير المشارك لمشروع هليوبوليس: "فجأة أخبرنا العمال أن هناك حجرًا كبيرًا، وبعد إزالة الطين، بدأ تمثال عملاق في الظهور ببطء، وسرعان ما اتضح أن العمال كانوا يقفون على قمة المجد".

وتابع: "أولًا، تم الكشف عن جذع كبير، مصنوع من الكوارتزيت، أحد أثمن المواد في مصر القديمة، ثم تم اكتشاف رأس عملاق".

وأشار راوي الفيلم الوثائقي إلى أن "علماء الآثار أدركوا أنهم توصلوا إلى اكتشاف الحياة، حيث كان يجلس التمثال العملاق لفرعون".

اعتقد الباحثون في البداية أن التمثال يخص رمسيس، حيث أشار الحجم وحجر الكوارتزيت والتفاصيل المعقدة للنحت إلى أنه ينتمي إلى أحد الملوك العظماء في مصر القديم، ومع ذلك، كشفت سلسلة من الكتابة الهيروغليفية في سطح التمثال أنه ملك مختلف وليس رمسيس الثاني العظيم.

وقال الدكتور راو: "وجدنا أربعة حروف هيروغليفية، جودة النقش رائعة، وكأنها حفرت على قطعة زبدة وليس حجرًا صلبًا للغاية، وكان من أصعب الأحجار التي تم نحتها في مصر القديمة".

وأوضح أن الفرعون لم يكن معروفًا بصورة كبيرة خارج دوائر علم المصريات وهو بسمتيك الأول، حيث كان يُعتقد إلى حد كبير أن بسمتيك كان فرعونًا صغيرًا نسبيًا، لكن حجم التمثال يشير إلى أنه كان يلعب دورًا أكبر بكثير في التاريخ مما كان يُفهم سابقًا.

وأكدت الصحيفة أن فترة حكم بسمتيك الأول لا تزال غامضة بالنسبة للعلماء، ولكن الباحثون توصلوا مؤخرًا إلى أنه حكم مصر لمدة 54 عامًا، بداية من عام 664 قبل الميلاد ، وهو الوقت الذي فقدت فيه مصر مكانتها كقوة عظمى وبدأت في الانحدار البطيء إلى الفقر.

وقال الدكتور كريس نونتون، عالم المصريات: "لم تعد هذه أيام المجد، فلم تكن مصر غنية كما كانت، ولم تسيطر على نفس المنطقة، ولم يكن لديها نفس الإمبراطورية، وبالتالي فإن إمكانية بناء الفرعون لمثل هذا التمثال الضخم في الوقت الصعب لا يزال لغزًا بالنسبة لعلماء المصريات، لأن هذا التمثال الضخم يعني أنه عاش فترة رخاء وليس فقرًا".