رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مختار نوح: «رابعة» لم يكن اعتصامًا بل مخطط لإنشاء دولة داخل الدولة

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز مع مختار نوح

- الإخوان أنشأوا برلمانًا فى «رابعة» لـ«تدويل» القضية وتقسيم الوطن

- الجماعة عادت عبدالمجيد محمود لنجاحه فى كشف أسرار تنظيمها السرى

- يحيى موسى هو العقل المدبر لاغتيال هشام بركات وأكثر من نصف المشاركين فى العملية أزهريون

واصل مختار نوح، المحامى والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، الكشف عن أسرار وخبايا هذه الجماعات، فى واحدة من أهم وأصعب الفترات فى تاريخ مصر الحديث، التى تلت عام ٢٠١١.

وروى «نوح» فى الجزء الثانى من لقائه فى برنامج «الشاهد»، الذى يقدمه الإعلامى الدكتور محمد الباز على فضائية «إكسترا نيوز»، كيف تسبب قيادات «الإخوان» فى موت محمد مرسى داخل السجن بـ«السكتة القلبية»؟.

كما كشف عن تفاصيل عملية اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات، والسبب الذى دفع الجماعة الإرهابية لتنفيذها، ومن أين أتى تمويلها، وأسماء القيادات المتورطة فى التخطيط والتمويل والتنفيذ.

■ بداية.. كيف رصدت اعتصام رابعة من البداية حتى لحظة الفض؟

- ٨٠٪ من الموجودين فى «رابعة» آثمون وجهلاء فى نفس الوقت، و٢٠٪ آثمون فقط، لأنهم يعلمون ما يحدث، و«رابعة» هى تكرار لنموذجى السودان وليبيا، فقد طلب الغرب من «الإخوان» إنشاء «دولة جديدة» فى سيناء أو «رابعة»، لا يهم المكان لكن المهم أن تكون له مقومات الدولة. 

وبالفعل بدأ «الإخوان» فى تدشين مقومات «الدولة» تلك، فى ظل أن القانون الدولى يسمح بالتدخل عند وجود «مشروعيتين» متنازعتين، هنا فقط يحق للمجتمع الدولى التدخل، وكان هذا هو الاتفاق مع الأجانب ككل، وليس مع الولايات المتحدة فقط، فقد وافقت عليه كل الدول الغربية.

ولتنفيذ هذا المخطط أنشأت الجماعة «مجلس شورى» و«برلمانًا» داخل اعتصام «رابعة»، وكانوا يريدون إصدار قوانين، ضمن خطتهم لإنشاء «دولة متنازعة» تسمح بالتدخل الدولى، وبالتالى لم يكن مجرد اعتصام لتنفيذ طلبات معينة، بل مخطط لإنشاء «دولة داخل الدولة».

والمشكلة فى رأيى كانت تمكن فى الـ٢٠٪ الذين يديرون الاعتصام ويضعون الخطط الخاصة به، لأنهم يعلمون أن الاعتصام تكليف من «الدول المشغولة بمصر»، والراغبة فى إقامة «مشروعيتين».

والجيش لم يفصح عن هذا المخطط، لأنه الوحيد الذى فهم خطوات هذا «التكتيك»، الذى كان تنفيذه يتطلب تمويلًا، وهو ما دفع الجماعة إلى فتح باب التبرعات داخل اعتصام رابعة، بالتزامن مع محاولة إنشاء «شكل تنفيذى» فى هذا المكان.

لذلك كله عندما جاء الأسطول الأمريكى إلى مصر، وفقًا لما رددوه وقتها، صاحوا فى الاعتصام قائلين: «الله أكبر»، واعتبروا أن هذه بشرى للتدخل الأمريكى.

■ وماذا عن فض الاعتصام؟

- هنا جاء التدخل المهم جدًا من الجيش، الذى لم يفصح عنه، وتمثل فى الوقوف ضد تنفيذ مخطط «الإخوان»، ولم يكن الأمر مجرد فض اعتصام فحسب، بل كان من الضرورى فضه فى هذا التوقيت تحديدًا، منعًا لتنفيذ المخطط الدولى الذى أشرت إليه.

لذلك لم يكن غريبًا أن يرفض «البرادعى» فض الاعتصام، لأنه كان يعلم بمخطط «الإخوان» لإنشاء «دولة موازية»، كما أنه هو مَن وقف وراء فكرة «محاكمة السيسى» عالميًا، من خلال استخدام مصطلح «الاختفاء القسرى» المعروف فى القانون الدولى، الذى لقنه «البرادعى» لمعظم الحقوقيين فى هذه الفترة، وسعى من خلاله إلى تلك المحاكمة.

وأعتقد أن توقيت فض الاعتصام من قبل السلطات المصرية الشرعية كان متقنًا جدًا، لأنه كانت هناك أيام فقط تفصلنا عن مشروع «الدولة الموازية»، التى تسعى وراءها «الإخوان»، بعدما كونوا برلمانًا كما ذكرت سابقًا، وبالتالى البدء فى «تدويل» القضية المصرية وتقسيم الدولة عبر قوى ومؤسسات خارجية.

كل ذلك كان يعلمه قيادات اعتصام «رابعة»، الذين كانوا يجلسون مع «الأمريكان»، وهلل المعتصمون بأنباء قدوم الأسطول الأمريكى، تمامًا كما رحب ليبيون بقدوم الفرنسيين إلى ليبيا للإطاحة بالقذافى، وبالتالى «الإخوان» عبّروا عن خيانتهم بهذا التهليل للأسطول الأمريكى، ولذلك أرفض تسمية «رابعة» بـ«الاعتصام».

■ لماذا ترفض ذلك؟

- كان خطة لتقسيم مصر بدءًا من «رابعة»، وأى شخص يمكنه ملاحظة أن الهدف من الاعتصام ليس كما كان يُقال، أو أن «مرسى راجع» مجرد هتاف، وأن ما يحدث مجرد توجيه شتائم لقيادات «الداخلية» والجيش.

لذا لم يفصح التنظيم السرى لجماعة «الإخوان» عن أى طلبات، وحتى محمد البلتاجى وعصام العريان، على سبيل المثال، لم يعلما بالأهداف الحقيقية للاعتصام، لأنهما كانا مستبعدين وبعيدين عن هذا التنظيم السرى، الذى ليست له قوانين، وعصابة مكونة من ٦ أشخاص تسيطر عليه، وتضم على غزلان وخيرت الشاطر.

وإجمالًا لكل ما سبق، أؤكد أن «رابعة» كانت عبارة عن خطة لتقسيم مصر، والجيش أدرك هذه الخطة، وتدارك المسألة قبل تجاوزها حد «السلمية»، ولم يكن يريد أن نصل إلى إسالة الدماء.

■ الجيش المصرى أدرك خطة «الإخوان» وأدار المسألة قبل لحظة الفض، ومحاولات فض هذا الاعتصام سلميًا كان غرضها إنهاء الأزمة، وأعتقد أن الجيش وجميع رجال الدولة كانوا لا يرغبون فى أن يكون الفض بهذه الطريقة، لكن الحديث الآن عن المواطنين الذين تابعوا الفض.. كيف رصدت فى هذا السياق خطاب «رابعة»؟

- خطاب منصة «رابعة» كان يُصدّر الوهم بصورة كبيرة للمواطنين، فقد كان «الإخوان» ينادون من خلاله بـشعارات إسلامية، دون أن يكون لديهم وعى كافٍ بما يقولون، وكان كل هدفهم تنفيذ حكم الإسلام من خلال السياسة، فقط لتحقيق أغراضهم الشخصية، رغم أن الجماعة لا تدرك نهائيًا قوانين وشريعة هذا الدين.

وأنا على اقتناع تام بأن المُبالغ فى السنن يشك فى قدرته على تطبيق الأخلاق الإسلامية الأولية، وأن الاهتمام بالشكل والمظاهر الإسلامية البحتة عند «الإخوان»، كان من أجل إقناع المواطنين بحكمهم، وهم لا يعرفون شيئًا عن حقيقة الإسلام.

وأرى أن ما كان يرفعه «الإخوان» من شعارات بصورة مبالغ فيها، يشبه تمامًا لاعب الكرة الذى يتعمد شرب الماء أمام الكاميرات وهو جالس، كى يتظاهر باهتمامه بالسنن، وهو ما كان يفعله «الإخوان» قبل وبعد توليهم الحكم.

■ «الإخوان» دخلت الانتخابات الرئاسية بأمر من «الأمريكان»، ودعوا إلى اعتصام «رابعة» بأمر من الغرب، وهنا تتجلى فكرة أن «الإخوان» ورقة يستخدمها الغرب لتقسيم الوطن، فهل هذا صحيح؟

- نعم، جماعة «الإخوان» الإرهابية خاضت الانتخابات الرئاسية بأمر من الولايات المتحدة، ودعت للاعتصام فى «رابعة» أيضًا بتوجيه من الولايات المتحدة والغرب، وهنا تتجلى فكرة أن الجماعة أداة يستخدمها الغرب لتفتيت الوطن، وهذا ما سيتم الكشف عن أسراره بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.

■ هل «الإخوان» السبب فى مقتل محمد مرسى بطريق غير مباشر؟

- محمد مرسى أراد «تقييم» التجربة الإخوانية فى الحكم، أثناء وجوده فى السجن، لكن خيرت الشاطر غضب كثيرًا من هذا الطلب الذى تقدم به «مرسى»، بعدما علم جيدًا أن هذا التقييم غرضه المراجعة.

لذلك يمكن اعتبار أن الرئيس المعزول محمد مرسى هو ضحية المجموعة التى كان معها داخل السجن، ورحيله بـ«سكتة قلبية» أمر طبيعى لما عرفه من خفايا هذا التنظيم الذى كان يرأسه.

والتنظيم الإخوانى سرى للغاية، وكان يتم استغلال الموالين له، لذا يمكن القول إن الإخوانى صفوت حجازى مجرد مُتسلق كان يريد أن يكون رئيس وزراء فقط، والإخوانى أيمن نور سلك نفس مسار صفوت حجازى، وسبق أن كشف عن خفايا اجتماع عمرو موسى مع خيرت الشاطر لتحقيق أهدافه الشخصية.

■ لا نستطيع فصل عملية اغتيال المستشار هشام بركات عن اعتصام «رابعة»، لكن هناك ربط قديم قائم على أن «الإخوان» يسيرون وفق مبدأ تصفية الحسابات القديمة، هل هذا الربط سبب اغتيال الشهيد هشام بركات؟

- علاقة «الإخوان» بالقضاة تختلف من عصر لآخر، فبعض أعمال الجماعة كانت تسير بواسطة أفراد لهم فى القضاء خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فآنذاك كانت للجماعة أيادٍ داخل منظومة القضاء. 

فى المقابل، كان هناك عداء بين «الإخوان» وبعض عناصر القضاء، وعلى رأسهم المستشار عبدالمجيد محمود، الذى يعد أول رمز قضائى مُعادٍ للجماعة، ونجح فى الكشف عن أسرار تنظيمها السرى، بعد نجاحه الكبير فى معرفة تفاصيل قضية «سلسبيل».

فوقتها اعتقد خيرت الشاطر أن الكمبيوتر جهاز جديد غير متداول فى مصر، ووضع أسماء التنظيم السرى للجماعة على الجهاز بكلمة سر لا يعرفها أحد غيره، ولهذا استعان القضاء بدكتور جامعى أمريكى لحل هذه الكلمة، ومعرفة المعلومات التى يحملها الجهاز، وهو ما حدث بالفعل، وتم التعرف على كل أسماء التنظيم السرى بنجاح.

■ هل يحيى موسى هو القاتل الأول فى واقعة اغتيال المستشار هشام بركات؟

- نعم، يحيى موسى هو القاتل الأول فى واقعة اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وهو الذى ضحى بجميع العاملين معه، بمن فيهم شقيق زوجته الذى كان يبلغ من العمر ١٨ عامًا فقط، والشخص الذى يتخلى عن شقيق زوجته ويضع رقبته على منصة الإعدام لا نستطيع أن نقول عليه سوى إنه عديم التقوى والمبادئ.

وجميع العاملين مع يحيى موسى اعترفوا وكشفوا عن أماكن مخازن الذخيرة وتركيب القنابل، من بينهم مساعدته الدكتورة «بسمة»، زوجة الضابط ياسر عرفات، التى كشفت عن تفاصيل مخطط «الإخوان»، لهذا تم القبض عليها، ولم تُعذّب داخل السجون على الإطلاق مثلما يقول البعض.

واعترفت «بسمة» على زوجها، وقالت إنه منحها ورقة وطلب منها تسليمها إلى النيابة، قال فيها إنه كان يساعد عناصر «الإخوان» على المرور من كمائن الشرطة، لكن انتابه الشك فى الجماعة، عندما علم بأنهم يعدون أمرًا فى الطريق الذى يسير عليه الشهيد هشام بركات، ونتيجة هذه الورقة التى منحها لزوجته، خُففت عقوبته من الإعدام إلى المؤبد.

والمجموعة التى نفذت عملية الاغتيال اعترفت بتأجير مزارع وتحويلها إلى مخازن للذخيرة وتركيب القنابل، كما أن الأشخاص الذين أجروا لهم المزارع اعترفوا بالأمر، وكان هؤلاء المؤجرون ليسوا من «الإخوان».

■ مَن هو ممول العملية؟

- الدكتورة «بسمة» مساعدة يحيى موسى هى ممولة عملية اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، فقد كان «الإخوان» يستخدمون السيدات فى التمويل، وكانت كلمة السر: «فودافون قريب ولّا بعيد؟».

قضية اغتيال هشام بركات لم تكن بحاجة إلى إثبات ولا شهود أكثر للتأكد من أن «الإخوان» هم منفذوها، لكن مع ذلك تحاول الجماعة إدخال الجميع فى دائرة الشك، بشأن تنفيذها هذه العملية.

■ لماذا قتل الإخوان هشام بركات؟ 

- كل الجرائم التى نُسبت لجماعة «الإخوان» حقيقية، منذ بداية رش الزيت على الكبارى، حتى قضية مقتل النائب الأسبق هشام بركات، الذى اغتالوه لإجهاضه خطة التنظيم السرى فى «رابعة». 

هشام بركات وعبدالمجيد محمود قصتاهما متماثلتان بالنسبة لكراهيتهما من قِبل «الإخوان»، فهشام بركات، النائب العام آنذاك، هو مَن أجهض خطة التنظيم السرى فى «رابعة»، بإعطائه شارة بدء فض الاعتصام، وعبدالمجيد محمود، المحامى العام الأول آنذاك، هو مَن كشف قضية التنظيم السرى و«سلسبيل».

وهشام بركات استطاع حماية الدولة، بعدما اختار التوقيت المناسب لإجهاض خطة التنظيم السرى لجماعة «الإخوان»، وساعد القضاء و«لم الدور» بمنتهى السرعة فى النيابات، وبالتالى يمكن اعتباره هو مَن أفشل خطة التنظيم السرى فى «رابعة»، لذلك تعمد «الإخوان» قتله، مع العلم أن المجموعة التى قتلته كلها من التنظيم السرى، وأقصد بـ«المجموعة» هنا المجموعة الكبيرة وليس الأولاد الذين تم إعدامهم.

وكذلك فعل عبدالمجيد محمود، الذى أفشل خطة التنظيم الخاص فى «سلسبيل»، وكان حازمًا لأقصى درجة، ولديه معلومات جيدة جدًا عن هذا التنظيم الخاص للجماعة، وسبب قلقًا رهيبًا لها وللتنظيم.

لذلك قضية عبدالمجيد محمود مع «الإخوان»، بعد توليهم الحكم، هى قضية ثأر وانتقام، ونفس الأمر بالنسبة لمقتل النائب العام الأسبق هشام بركات، فقتله أيضًا كان بدافع الانتقام، واتضح ذلك فى الطريقة التى قُتل بها، فلم يكن الغرض قتله فقط، بل «تدشين مدرسة للعنف والقتل والإجرام» يتم تدريسها بعد ذلك.

■ ما تقييمك لتجربة الجماعات الإسلامية؟ 

- تجربة هذه الجماعات التكفيرية أثبتت أنه لا توجد جماعة، أو تنظيم، يمكنها الانتصار على الدولة، وأن الدولة هى الباقية، وإن كان هناك بعض هذه الجماعات مستمر فإن هذا سببه أن الدولة تواجه الجماعات أمنيًا فقط. 

يتم إجهاض ما هو ممكن فى حدود مسئولية الجيش والشرطة، فى حين لم تلعب بقية قطاعات وأذرع الدولة دورها المنوط بها فى مواجهة أفكار هذه الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها وزارات الثقافة والسياحة والتعليم.

وعملت هذه الجماعات على زرع فكرة «عدم الانتماء» فى أعضائها، ودرستها منذ الطفولة، على سبيل المثال، فى كتاب «الولاء والبراء» يتبرأ الشاب من وطنه. 

لذلك، فإن تعزيز الانتماء للوطن هو الطريق الذى يمكن من خلاله قطع أى محاولة لهذه الجماعات للعمل واستئناف نشاطها، خاصة أنها تعمدت نزع حب الوطن من داخلنا من خلال «شعارات مقدسة». 

 

■ كيف نفذت الجماعة عملية اغتيال الشهيد هشام بركات؟

- أكثر من ٥٠٪ من المشاركين فى اغتيال الشهيد هشام بركات أزهريون، وكما قلت كان يحيى موسى هو العقل المدبر لاغتيال هشام بركات، وهو أيضًا أستاذ فى الأزهر، ومساعدته الدكتورة «بسمة»، التى كان تمويل العملية يأتيها من الخارج، كانت أيضًا تعمل فى الأزهر.

وبدأت العملية بتشكيل لجنة خاصة لرصد ومتابعة حركة هشام بركات يوميًا، وعندما غيّر خط سيره كتبت اللجنة ذلك، وعندما واجهتها مشكلة الكمائن استعانت بزوج الدكتورة «بسمة»، وهو الضابط ياسر عرفات، الذى عرّفته زوجته على يحيى موسى بالتليفون، وقالت له إنه أستاذها فى الجامعة.

بدأ يحيى موسى فى طلب خدمات من زوج «بسمة»، وقال له إن هناك زائرين قادمين له من الوجه القبلى، وهم بحاجة إلى مساعدة لتعريفهم ببعض المناطق التى يجهلونها فى القاهرة، فما كان من الضابط ياسر عرفات إلا أن يكون هذا العون، قبل أن يلاحظ بعد «التوصيلة الرابعة» لهم بأنهم ليسوا فى حاجة إلى عون، وأنهم يتواجدون ويقفون كل يوم فى منطقة بعينها فى مدينة نصر، يسير فيها النائب العام هشام بركات.

وفى إحدى المرات نزل هؤلاء الأشخاص من السيارة لإجراء جولة، وتبقى شخص كان مسئولًا عن التصوير، سأله الضابط ياسر عرفات عمّا يفعلونه، فقال له: «عشان هشام بركات»، فرد «عرفات»: «وأنتم ما لكم ومال هشام بركات؟»، فقال له: «هذا الرجل أذانا كثيرًا»، فسأله: «هل أنتم الأربعة فقط؟»، فرد عليه بأنه لا يستطيع أن يفصح له عن أكثر من ذلك. 

عندما اشتم ياسر عرفات رائحة خديعة، كتب ورقة فى آخر خروج له، وأعطاها إلى زوجته «بسمة»، وقال لها: «الأسماء الموجودة فى هذه الورقة أنا شاكك فيهم، وإذا لم أعد وصليها إلى الأمن»، وخرج الزوج ولم يعد. 

وأرى أن الأمن استطاع أن يلملم نفسه سريعًا فى قضية اغتيال الشهيد هشام بركات، وظهرت قوة الأمن فى هذه القضية من خلال قدرته على أن يلملم نفسه فى ساعات معدودة، والقبض على مرتكبى الجريمة وتابعيهم.

ونجح الأمن فى معرفة المزرعة التى كان يتم فيها تصنيع المتفجرات المستخدمة فى الاغتيال، كما أنه تمكن من معرفة مرتكبى عمليات وجرائم أخرى لم يكن معروفًا مرتكبوها، مثل قضية «أبوكبير».

واغتيال الشهيد هشام بركات تعتبر قضية مليئة بالأسرار، ويجب أن يتم تدريسها، وتقديمها فى أفلام، وقيادة مصر مؤمنة بأن هذه القضايا لا بد أن تُدرس وتروى فى أفلام، وهو ما ظهر مثلًا فى مسلسل «الاختيار».

لذلك أطالب بتقديم فيلم عن الشهيد هشام بركات، وآخر للشيخ الذهبى، الذى يعتبر الوحيد الذى تصدى، بصدق، لجماعة «التكفير والهجرة»، وأصاب شكرى مصطفى فى مصداقيته، بالاشتراك مع حسن الهلاوى، الذى كان فى تنظيم «الجهاد»، وعندما خرج منه طرح شرائط كاسيت ضد التنظيم.

■ كيف هو حال التنظيم السرى لجماعة «الإخوان» الآن؟

- التنظيم السرى مُشتت بعد حبس خيرت الشاطر، ويعمل بنظام «اللجان النوعية»، ومحمد كمال هو مؤسس هذه اللجان بعد فض اعتصام «رابعة»، وعمل على فصل عملها عن المكاتب الخاصة للتنظيم السرى.

وكان من ضمن أهداف حركة يناير ٢٠١١، واقتحام أمن الدولة فى مارس ٢٠١١، حرق الملفات الخاصة بجماعة «الإخوان» لدى أمن الدولة، وأثناء حرق ملفات أمن الدولة فى دمنهور اكتشف «الإخوان» أن منهم مَن يعمل مع الجهاز.