رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قيثارة الشرق" نجاة الصغيرة تروى كواليس منعها من الغناء بسبب جريمة قتل

نجاة الصغيرة
نجاة الصغيرة

لقبت بــ “قيثارة الشرق”، وتغنت بروائع قصائد كبار شعراء مصر والعالم العربي، لقبت بـ “نجاة الصغيرة”، لتفريقها عن المطربة نجاة علي.

خاضت نجاة تجربة التمثيل رغم الشهرة الطاغية التي نالتها شقيقتها سعاد حسني، إلا أن نجاة حققت نجاحا لا بأس به في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي ناهزت العشرة أفلام، لعل من أشهرها: “الشموع السواء”، “7 أيام في الجنة”، “جفت الدموع”، “ابنتي العزيزة”، “شاطئ المرح” وغيرها.

وحول أطرف المواقف التي مرت بها الفنانة نجاة الصغيرة خلال المرات الكثيرة التي احتفلت فيها بعيد ميلادها، كشفتها بقلمها لمجلة “الكواكب” الفنية في العدد 369، والمنشور بتاريخ 26 أغسطس من العام 1958.

وتستهل “نجاة” حديثها مشيرة إلى أن: أنا من مواليد أغسطس، 11 أغسطس على وجه التحديد، وفي العام الماضي قررنا أنا وزوجي أن نحتفل بعيد يملادي في الإسكندرية، وفرغت من كل أعمالي، وأجلت حفلة كنت سأغني فيها وألغيت أخرى، ورتبت كل شيء للسفر مع زوجي إلى الإسكندرية.

وفي الثامنة مساء، ركبنا أنا وزوجي وابني "وليد" وكان لا يزال صغيرا، سيارتنا وأخذت السيارة تنهب الأرض على الطريق الصحراوي، ووصلنا الإسكندرية في الحادية عشرة مساء، ولم نكد نصل حتى أخذنا نبحث عن فندق نقيم فيه ليلتنا، ونحتفل فيه بعيد ميلادي، وطال بنا البحث، قضينا ساعة ونصفا نبحث عن فندق يستقبلنا بلا جدوى.

كانت الفنادق مزدحمة حتى فنادق الدرجة الثانية والدرجة الثالثة، والشيء الذي ضايقني أنه ليس لي أصدقاء في الإسكندرية يمكن أن نلجأ إليهم لنقضي الليلة عندهم، وبقينا في الإسكندرية ساعة أخرى، ذهبنا إلى أحد الملاهي الكبيرة واحتفلنا بعيد ميلادي، أحضرنا التورتة والعدد المطلوب من الشموع، وعدنا نستقل السيارة عائدين إلى القاهرة، وحرمت على نفسي السفر إلى الإسكندرية بلا ترتيب، تعلمت أن أتصل بالفنادق لأحجز لي مكانا هناك قبل سفري، وإلا فلا.

 

ــ هذا الموقف جعل نجاة الصغيرة تغلي من الغضب

وتمضي “نجاة الصغيرة” في حديثا مضيف: هذه ليلة كما ترون لا تنسى، وليلة أخرى عانيت متاعبها فقد كنت قد اتفقت مع بعض الناس على إحياء حفلة عرس بإحدى القرى القريبة من المنصورة، وحددت معهم موعدا نلتقي فيه عند مدخل مدينة المنصورة، واستأجرنا سيارتين أنا وفرقتي الموسيقية، والتقينا بأصحاب العرس في الموعد والمكان المحددين، وتولوا هم نقلنا بسياراتهم.

وطالت المسافة وكلما سألت قيل لي المكان قريب جدا، وأننا نوشك أن نصل، وقضت السيارات قرابة الساعة، وشعرت بالتعب والإجهاد لأن الطريق لم يكن مرصوفا، وتضايقت وغضبت وطلبت من أصحاب العرس أن يعودوا بي إلى المنصورة ويأخذوا الأجر الذي دفعوه، فأجابوني بخشونة واضطررت إلى السكوت وأنا أغلي من الغضب.

 

ــ بأمر البوليس منع نجاة الصغيرة من الغناء

ووصلنا القرية آخر الأمر، ولكننا فوجئنا بحصار ضرب حولها من رجال البوليس والهجانة، فقد حدثت فيها جريمة قتل في المدة التي تغيب عنها أصحاب العرس ليلتقوا بي في المنصورة، وبالطبع منع رجال البوليس أي إنسان من دخول القرية أو الخروج منها، بل لقد أمروا بفض الاحتفال الذي جئت أغني فيه.

ولم يجد أصحاب العرس إلا التسليم بالأمر الواقع، واضطررت أنا والفرقة الموسيقية إلى العودة بنفس الطريق الوعر المتعب، وعانينا الأمرين لنجد سيارة أجرة تحملنا من المنصورة إلى العاصمة في الليل، ومن ليلتها وأنا لا أتعاقد على إحياء الليالي في الأقاليم خوفا من المفاجآت.