رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسجد الأقمر.. تحفة فنية فى قلب القاهرة الفاطمية يعود إلى الحياة

المسجد الأقمر
المسجد الأقمر

جهد كبير توليه وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في ترميم المساجد التاريخية في مختلف المحافظات، وأحدث حلقة في سلسلة التطوير والترميم الذي يجري العمل به على قدم وساق ستكون، بعد غدٍ الأحد، بافتتاح مسجد الأقمر بمنطقة النحاسين بشارع المعز بقلب القاهرة الفاطمية.

بدأ البناء في المسجد عام 1125م (519 هجرية)، إذ بناه الوزير المأمون البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على، وهـو أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته على تصميم هندسي خاص. 

وبني المسجد في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط.

وسمي المسجد باسم "الأقمر" نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، ويشبه في اسمه مساجد فاطمية أخرى سميت بأسماء منيرة مثل الأنور والأزهر.

والمسجد الأقمر هو الأول من نوعه من حيث الواجهة الموازية لخط تنظيم الشارع بدلًا من أن تكون موازية للصحن، لكي تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح، ولهذا فإن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.

ويضم المسجد صحنًا صغيرًا مربعًا مساحته 10 أمتار مربعة تقريبًا، ويحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي أي في إيوان القبلة.

والأروقة مزينة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة تربطها ميد خشبية.

وزائر المسجد سيلاحظ في عمارته العقد المعشق، الذي انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هذا العقد يوجد العقد الفارسي، وهو منشأ على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه، واستعمل تصميم الجامع المقرنصات، والتي لم تستعمل قبل ذلك إلا في مئذنة جامع الجيوشي.

وبني المسجد الأقمر في الزاوية الشمالية الشرقية للقصر الفاطمي الشرقي الكبير، وقد يكون قربه من القصر أحد الأسباب التي جعلته لا يشمل مئذنة، لكي لا يتسلقها المتطفلون لرؤية ما في قصر الخليفة.

وقام الأمير المملوكي يلبغا السالمي بترميم المسجد عام 1393 أو 1397 وإضافة مئذنة (انهارت عام 1412 وأعيد ترميمها لاحقًا)، بالإضافة إلى أكشاك المتاجر على يمين المدخل، كما قام السالمي بترميم أو استبدال المنبر والمحراب ومنطقة الوضوء.

كما أمر سليمان أغا السلحدار، بتجديد الجامع في عام (1236 هـ ـ 1821 م)، في عهد محمد علي باشا، ليعيده إلى الخدمة مرة أخرى، بعد فترة من الإهمال.

وفي عام 1993، تم تجديد المسجد بصورة كبيرة من قبل طائفة البهرة الداودية، وشمل ذلك استبدال محراب السالمي وعمل محراب جديد من الرخام وإعادة إعمار النصف الجنوبي من الواجهة الخارجية، وجعله مشابهًا للنصف الشمالي الباقي.

ويوصف المسجد الأقمر بأنه "أثر تاريخي ابتكاري ومؤثر" في التاريخ المعماري للقاهرة، بسبب زخرفة واجهته وتصميم الأرضية.