رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحيي ذكرى القدّيس بطرس الذهبيّ الكلمة

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس بطرس الذهبيّ الكلمة، الأسقف ومعلِّم الكنيسة، ولد في نحو عام 380 في ايطاليا. انضم الى الأكليروس ثم أختير أسقفاً لمدينة رافِنَّا. اهتم برعاية رعيته بالوعظ وأعمال البر والإحسان. توفي في نحو عام 450.

 وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها:  على مَن "يطلب اللآلئ الكريمة" أن يطبّق هذا الكلام: "اِسأَلوا تُعطَوا، أُطلُبوا تَجِدوا... لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يَنال، ومَنْ يَطلُبُ يَجِد". إذًا، ما هو المقصود بـ "اطلبوا" وبـ "مَن يطلب يجد"؟ فلنقل ذلك بلا تردّد: إنّ المقصود هو اللآلئ، وخاصّة اللؤلؤة التي حصل عليها الإنسان الذي أعطى كلّ شيء وخسر كلّ شيء. بسبب هذه اللؤلؤة، قال القدّيس بولس: "مِن أَجْلِه خَسِرتُ كُلَّ شَيء وعدَدتُ كُلَّ شَيءٍ نُفايَة لأَربَحَ المسيحَ". بكلمة "كلّ"، قصد اللآلئ الكريمة؛ وبعبارة "أربح المسيح"، قصد اللؤلؤة الفريدة والثمينة.

ثمين جدًّا هو الضوء بالنسبة إلى مَن هم في الظلام ويحتاجون إليه حتّى شروق الشمس. ثمين جدًّا أيضًا المجد المتألّق على وجه موسى، وعلى وجه الأنبياء الآخرين. من الممتع رؤية هذا المجد لأنّه يساعدنا في التقدّم حتّى نتمكّن من تأمّل مجد الرّب يسوع المسيح الذي شهد له الآب قائلاً: "هذا هُوَ ابنِيَ الحَبيبُ الَّذي عَنه رَضِيت". "فإِنَّ ما مُجِّدَ لا يُعَدُّ مُمَجَّدًا من هذه الجِهَة، بِالنَّظرِ إِلى ذلك المَجدِ الفائِق". نحن بحاجة أوّلاً إلى مجد قابل للاختفاء أمام ذلك "المجد الفائق"، كما نحن بحاجة إلى "معرفة ناقصة"، "فمَتى جاءَ الكامِل زالَ النَّاقِص".

حينئذٍ، كلّ نفس ما تزال في مرحلة الطفولة وتسير نحو "التعليم الكامل" بحاجة إلى التعليم والإحاطة والمرافقة حتّى يكتمل فيها "إتمام الزمان"... وفي النهاية، ستبلغ رشدها وستحصل على إرثها، أي اللؤلؤة الثمينة، "فمَتى جاءَ الكامِل زالَ النَّاقِص"، وستكتسب الكنز الذي يتخطّى كلّ شيء: معرفة المسيح.. ولكنّ كثيرين لا يفهمون جمال لآلئ الشريعة و"المعرفة الناقصة" المنتشرة بين جميع الأنبياء؛ فهم يتخيّلون بغير حقّ أنّهم بدون الشريعة وبدون فهم الأنبياء، سيجدون اللؤلؤة الثمينة الوحيدة... : فهم كامل للإنجيل وكلّ ما تعنيه أعمال الرّب يسوع المسيح وأقواله.