رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة: القمة الروسية- الإفريقية نقطة تحول فى معادلة التوازنات الدولية

نسرين الصباحي
نسرين الصباحي

قالت نسرين الصباحى، الباحثة بوحدة الدراسات الإفريقية في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن توقيت انعقاد القمة الروسية الإفريقية، في نسختها الثانية في مدينة سان بطرسبرج يأتي في سياق دولي متغير وأكثر توترًا واستقطابًا، في ظل احتدام التنافس الروسي الغربي وتمدد مناطق الاشتباك من أوكرانيا وشرق أوروبا إلى نطاق القارة الإفريقية.

وأضافت الصباحي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن انعقاد القمة مهم أيضًا في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية، وتداعيات محاولة تمرد مجموعة فاجنر على مستقبل وشكل وجودها في إفريقيا، وانسحاب روسيا من اتفاقية البحر الأسود لتصدير الحبوب لذلك تُمثل إفريقيا في هذه المرحلة نقطة تحول في معادلة التوازنات الدولية في النظام العالمي الجديد.

 

أجندة أعمال القمة تختلف عن نسختها الأولى 

وتابعت أن أجندة أعمال القمة تختلف عن نسختها الأولى من حيث شمولية الموضوعات ومراعاة التحديات العالمية، وتركز القمة على مجموعة من المحاور الرئيسية وهي محور الاقتصاد العالمي الجديد، والمحور الاجتماعي والإنساني، والمحور السياسي، والمحور الأمني، بالتركيز على قضايا الأمن الغذائي، والطاقة، والأمن المتكامل، والتنمية السيادية، والعلوم والتكنولوجيا. ستعمل القمة على تعزيز أطر التعاون الشامل المتساوي بينروسيا وإفريقيا في كل المجالات، والحفاظ على استمرارية انعقاد القمة.

وقالت "الصباحي" إن مخرجات القمة تصب في الهدف المنوط من انعقادها للجانبين، من خلال عقد شراكات جديدة بين روسيا والدول الإفريقية، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، والمردود الإيجابي لهذه الدول في تحقيق السيادة الغذائية في ظل طمأنة موسكو بشأن توسيع شراكات الغذاء والحبوب. 

وتابعت: «بالإضافة إلى ذلك، يعكس مستوى المشاركة النوعية من جانب القادة الأفارقة في هذه القمة، مدى الاهتمام الإفريقي بسياسة تنويع الحلفاء وعقد الشراكات الجديدة مع روسيا».

وأكدت أن نجاح موسكو في محاولاتها لإثبات أنها ليست في عزلة دولية جراء العقوبات الغربية، والإسهام في وضع قواعد جديدة للنظام الدولي، ومواجهة هيمنة الدولار الأمريكي في المعاملات الدولية باستخدام العملات الوطنية، ويُعزز ذلك مخرجات قمة البريكس القادمة بين اقتصادات الدول الناشئة مع إمكانية توسيع عضوية التجمع بانضمام دول إفريقية. 

واختتمت تصريحاتها قائلة: «سيتوقف مدى تحقيق الأهداف المعلنة ومخرجات القمة على جدية التنفيذ واستمرارية المتابعة لهذه النتائج وأيضًا على الموقف التفاوضي الإفريقي الموحد تجاه الاحتياجات التنموية القارية، وموازنة مقاربات الأقطاب الدولية».