رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبيرة تربية تحذر من خطورة المقارنة بين طلبة الثانوية العامة بسبب النتيجة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ينتظر طلبة الثانوية العامة نتيجة الامتحانات على أحر من الجمر، حيث إنها من أهم المراحل في حياتهم، فهي التي تحدد مصير مستقبلهم.

تعتبر المقارنة بين طلبة الثانوية العامة بأقاربهم وأصدقائهم على وجه التحديد هي مسألة تغذية عاطفية تفاعلية يتعرض لها الكثيرون من الطلاب خلال فترة الامتحانات، ففي هذه الفترة الحرجة، تتحول النتيجة إلى شاهد على قدرات الطالب وتحقيقه لتوقعات الآخرين، مما يزيد من الضغط النفسي على الطلبة ويؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والعاطفية.

ففي هذا الصدد أوضحت الكاتبة وخبيرة الإرشاد التربوي والنفسي، ميادة عابدين، أنه يمكن أن تؤدي المقارنة بين النتائج الدراسية للطلاب مع أقاربهم أو أصدقائهم إلى تخفيض مستوى الثقة في النفس والشعور باليأس والفشل، فعندما يشعرون بأنهم لم يحققوا نتائج مشابهة لأصدقائهم أو أفراد عائلتهم، تبدأ الشكوك في التسلل إلى ذهنهم وتؤثر على تصورهم لقدراتهم الشخصية.

 

خطورة المقارنة بين طلبة الثانوية العامة بسبب النتيجة                                  

نوهت "عابدين" أن المقارنة المستمرة والتنافس غير الصحي يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاعر الضغط والقلق والاكتئاب، إذ قد يُجبر الطلاب على وضع معايير قاسية لأنفسهم ويشعرون بالرغبة في إثبات أنفسهم أمام الآخرين، وهذا قد يؤدي إلى العمل الزائد وتضييع الوقت والتفكير السلبي، مما يؤثر على التركيز على دراستهم الجامعية ويمنعهم من الاستمتاع بنجاحاتهم الحقيقية.

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي المقارنة المستمرة وعدم التحقق من التوقعات الشخصية إلى انخفاض رضا الشباب عن أنفسهم وحياتهم بشكل عام، حيث يبدأ الشعور بعدم الثقة في النفس في النمو، ويكون التركيز على العوامل السلبية بدلاً من التفكير في الإيجابيات الموجودة في حياتهم.

وأكدت "عابدين" أن هذه المرحلة أصبحت الرعب الأكبر سواء للطلبة أو أولياء الأمور فهي بمثابة كابوس يعاني منه المجتمع بأكلمه، مشيرة إلى أنها تناولت هذه الكارثة النفسية في كتابها "المفاجيع" حيث أن الأهالي هم السبب الأكبر في هذه الكارثة فاهتمامهم بنظرة المجتمع ومقارناتهم الدائمة بباقي أفراد العائلة.

ولتجنب تأثيرات المقارنة السلبية، ينبغي على الطلبة أن يتذكروا دائمًا أن النجاح لا يقاس فقط بالنتائج الدراسية، حيث يجب أن يتمتعوا بالقدرة على قياس إنجازاتهم ومساراتهم الشخصية، وأن يواجهوا التحديات بطريقة صحية وتعزيز ثقتهم في أنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يفيد البحث عن مصادر دعم قوية من الأصدقاء والعائلة والمتخصصين النفسيين للتعامل مع الضغوط النفسية وتجاوز المقارنة الضارة.