رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التراث الحضارى وغياب التنسيق.. بماذا وصف يوسف نوفل المشهد الثقافى؟

يوسف نوفل
يوسف نوفل

يوسف نوفل أديب وناقد وشاعر مصري، ويعد واحدًا من أبرز الشخصيات في النقد العربي الأدبي الحديث، له مؤلفات عديدة وآراء كثيرة من أجل خدمة المشهد الثقافي.

وفي كتاب "ناس من مصر" للكاتب محمد جبريل، الذي رصد فيه حياة أكثر من ثلاثين شخصية ومن بين هؤلاء الشخصيات تحدث عن صداقته بالكاتب يوسف نوفل وسرد بعض آرائه.

وقال جبريل: أما المشهد الثقافي العربي عامة ففي رأي يوسف نوفل أنه ينبغي الاهتمام بصيغة خطاب ثقافي عربي جديد، وبلورة فكرة عربي جديد اللغة والتراث الحضاري من مقومات وحدة المنهج الفكري في أية حضارة غير أن الواقع الحضاري المرير الذي يعيشه الوطن العربي أسقط النظرية وأطاح بها.

وتابع: فعلى الرغم من وجود الركيزتين الأساسيتين وحدة اللغة ووحدة التراث فإن الواقع الثقافي في وطننا العربي لم يحقق النتيجة المرجوة من وجود هذين العاملين، فلا يمكن الدعاء بأن هناك وحدة فكرية بين أبناء الوطن الواحد، حتى الحد الأدنى من الاتفاق في الوحدة الفكرية الذي يسمح بتعدد الآراء مفقود كذلك فقدًا تامًا، فلابد إذًا من أن نطرح السؤال: ما سر غياب الوحدة الفكرية بين ملايين الشعب العربي؟ 

وأشار جبريل إلى أن النقطة الثانية في رأي نوفل تتمثل في غياب التنسيق بين أوجه النتائج الفكرية في بيئات الوطن العربي المترامية، ولكن يوضح نوفل فكرته، فهو يضرب مثلًا بدراسة الأدب العربي المعاصر، الناقد التونسي يكتب عن الأديب التونسي، والمصري يكتب عن المصري، نجد في الوقت نفسه أن كلًا منهما يكاد لا يعرف شيئًا عن أدب البيئة الأخرى.

فعلينا إذا أن نطبق ذلك على أدبنا العربي المعاصر بحيث تتضافر الجهود لتقديم الصورة الكلية المعبرة عن هذا الأدب العربي بوجه عام، وهو ما لا يتنافى ولا يتعارض مع العناية بالأدب المحلا.
وأما النقطة الثالثة فتتمثل في غياب أو قلة الملتقيات الإقليمية التي تجمع أكثر من قطر عربيًا محورية تجمع بين تلك الجهات ومن ناحية ثانية نجد أن التوقيع في تجمعات متجاورة تحت شكل مؤسسي يضر بالخطاب العربي الموجود أقصد بذلك الاتجاه الذي تم منذ سنوات في مجلس التعاون الخليجي الذي أراه انسلاخًا من جامعة الدول العربية التي ظهر سكونها وسكوتها بشكل جلي في العقود الأخيرة الأمر الذي يحتم تطوير هذا الشكل المؤسسي وعدم السماح بازدواجيته على أي نحو. عساه يكون رابطًا فكريًا يوجه الخطاب العربي. 

والنقطة الأخيرة في رأي نوفل المتصلة بالخطاب العربي الإعلامي، فالخطاب الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والسلمي والحربي ينفصل عن الإعلام، ومن الواضح أنه لا يوجد خطاب إعلامي موحد للأقطار العربية. 

ويشار إلى أن يوسف حسن نوفل من مواليد بورسعيد 1938 تخرج في كلية دار العلوم سنة 1964، ونال درجة الماجستير في 1969 فالدكتوراه في 1973 ترقى في المناصب الأكاديمية حتى يتولى عمادة كلية التربية ببورسعيد وتدين له بفضل إنشائها، ثم امتدت إسهاماته إلى أقطار الوطن العربي.