رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة القبطية تُحيي ذكراه اليوم.. من هو «أب القلالي»؟

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الجمعة، بذكرى القديس العظيم الأنبا مكاريوس الاسكندري المعروف باسم “اب القلالي”.

وبهذه المناسبة، قال كتاب التاريخ الكنسي المعروف بـ"السنكسار" إن كان هذا الأب معاصرًا للقديس مقاريوس الكبير أب الرهبان، ولهذا أُطلِق عليه اسم مقاريوس الصغير، وهو أحد القديسين الثلاثة باسم مقاريوس (القديسين الثلاثة مقارات). وترهب في أحد الأديرة القريبة من الإسكندرية. ونظرًا لتزايده في النسك فقد صار أبًا ومرشدًا لجميع القلالي القريبة من الإسكندرية ولذا فقد دُعي أب جبل القلالي.

وقد بلغ أتباعه من المتوحدين خمسة آلاف شخصًا ينهلون من فضيلته وقداسته وحكمته. ولما اكتظت القلالي بالرهبان هجرها إلى مركز جديد وهو الإسقيط، وكان اشد وعورة من سابقيه، وتبعه إلى هناك عدد محدود من تلاميذه المقربين له والمعجبين به.

وهو وُلد بالإسكندرية حوالي عام 306 م. من والدين فقيرين، اشتغل خبازًا بضع سنين، وكان محبًا للناس، وكان قصير القامة ليس له لحية، وله شارب رفيع.

تعمَّد في الأربعين من عمره، وبعد ذلك اتخذ قراره بترك كل شيء في العالم، وذهب إلى القديس أنطونيوس وتتلمذ له وترهب بوادي النطرون في أيام الأنبا مقاريوس الكبير. 

بعد ذلك توجه إلى الصحراء المجاورة للإسكندرية إلى سيليا التي كانت قفرًا موحشًا ليس فيها طريق من أي نوع ولا أي أثر لكائنات حية، وكان هذا المكان بين نتريا والإسقيط. يبعد عن نتريا حوالي 15 كيلومترًا، وبينه وبين الإسقيط حوالي 119 كيلومترًا.

قام بعبادات كثيرة وتحلى بفضائل عظيمة وباشر نسكيات زائدة، من ذلك أنه لبث مرة خمسة أيام وعقله في السماء.

و نفاه الملك فالنس الأريوسي إلى جزيرة أنس الوجود بأعلى الصعيد مع القديس مقاريوس الكبير حيث نالتهما عذابات كثيرة مدة ثلاث سنوات بناء على أمر الملك.. وكان أهل تلك الجزيرة يعبدون الأوثان وكان كاهن هيكل الأصنام محل احترام الجميع وكانت ابنته مصابة بروح نجس، ولما صلى القديسان على الفتاة شُفيت وللحال آمن كثير من أهل الجزيرة، فقاما بهدايتهم إلى الإيمان المسيحي إلى أن عادا إلى مقريهما.

وقد أكمل حياته في سيرة روحانية حتى وصل إلى شيخوخة صالحة وتنيح بسلام سنة 404 م.

زاره القديس بالاديوس الذي ربطته به صداقة، وجلس بالقرب من باب قلايته قبل نياحته لكي يسمع ماذا يقول، وكان الأنبا مقاريوس عمره مائة سنة.

سمعه وهو وحده يقول: "ماذا تريد أيها الشيخ الشرير مقاريوس؟ ها أنت تشرب خمرًا وتأخذ زيتًا، ماذا تريد أيضًا؟" وكان يحدث شيطانا قائلًا: "أعندك شيء ضدي؟ لن تجد فيّ شيئا لك؛ اذهب بعيدًا عني" وكان يحدّث جسده قائلًا: "هيا أيها الجواد الخائن! لا تجبن طالما أنا معك!".