رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوتيريش يدعو إلى سباق تقنى لتطوير ذكاء اصطناعى من أجل المنفعة العامة

أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش

دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" إلى سباق تقني لتطوير ذكاء اصطناعي من أجل المنفعة العامة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة، مؤكدا أن هذه التقنية قادرة على تسريع التنمية العالمية بما في ذلك مراقبة أزمة المناخ وتحقيق طفرات في مجال الأبحاث الطبية.


وحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أشار “جوتيريش”، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الذكاء الاصطناعي، إلى الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في التعرف على أنماط العنف ومراقبة وقف إطلاق النار وتعزيز جهود حفظ السلام والوساطة والجهود الإنسانية، وقال إن الذكاء الاصطناعي يوفر قدرات جديدة لإعمال حقوق الإنسان لا سيما في مجالي الصحة والتعليم.


وحذر الأمين العام أيضا من أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها من قبل أصحاب النوايا الخبيثة، وقال: "إن الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور".


وأشار إلى أن الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تستهدف البنى التحتية الحيوية والعمليات الإنسانية وعمليات حفظ السلام مسببة "معاناة إنسانية كبرى".


وحذر الأمين العام أيضًا من أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يعد لحظة فارقة على صعيد المعلومات المضللة وخطاب الكراهية اللذين يقوضان الحقائق والأمان، ويضيف بعدا جديدا للتلاعب بالسلوك البشري، ويسهم في الاستقطاب وعدم الاستقرار على نطاق هائل.


وأضاف "جوتيريش" أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي والأسلحة النووية والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا العصبية وتكنولوجيا الروبوتات، هو "أمر مقلق للغاية"، وأكد أن حوكمة الذكاء الاصطناعي تتطلب توجها عالميا.


وأوضح أن المسائل المتعلقة بالحوكمة تظل معقدة لعدة أسباب بما فيها توافر نماذج الذكاء الاصطناعي القوية بالفعل للعامة، وإمكانية نقل أدوات الذكاء الاصطناعي حول العالم دون ترك أثر يذكر. 


وأشار "جوتيريش" إلى أن هناك قواعد يمكن الانطلاق منها بما فيها المبادئ الإرشادية لعامي 2018-2019 بشأن أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل المميتة، التي تم تبنيها عبر اتفاقية حظر أو تقييد استخدام أسلحة تقليدية معينة، فضلا عن التوصيات بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي تم تبنيها في 2021 عبر منظمة اليونسكو. وأضاف: "مكتب مكافحة الإرهاب بالتعاون مع معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة قدم توصيات بشأن كيفية تعامل الدول الأعضاء مع الاستخدام المحتمل للذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية".


وأوضح "جوتيريش" أن الحاجة لمعايير وتوجهات دولية للتعامل مع الذكاء الاصطناعي يجعل الأمم المتحدة "المكان المثالي" كي يتحقق هذا، وأضاف: "ولهذا أرحب بدعوات بعض الدول الأعضاء لإنشاء كيان أممي جديد لدعم الجهود الجمعية لإدارة هذه التقنية غير الاعتيادية".


وأكد الأمين العام أن الهدف الرئيسي لهذا الكيان هو "دعم الدول لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة العامة، والتقليل من المخاطر الحالية والمحتملة، وتأسيس وإدارة آليات متفق عليها دوليا للرقابة والحوكمة". 

وأفاد بأن الخطوة الأولى على هذا الطريق هو عقد اجتماع للكيان الاستشاري رفيع المستوى حول الذكاء الاصطناعي الذي سيُعد تقريرا بحلول نهاية العام عن خيارات الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.