رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطابات تقليدية وموقف معقد.. الرسائل خلف زيارة هرتسوغ إلى واشنطن

بايدن وهرتسوغ
بايدن وهرتسوغ

يجري الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ غداً الثلاثاء زيارة إلى واشنطن يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعلى الرغم من أن النغمة السائدة هي أن الرئيس الإسرائيلي  هرتسوغ يحظى بالاحترام على نطاق واسع بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وله علاقات قوية طويلة الأمد مع المسؤولين الأمريكيين والجالية اليهودية الأمريكية، وأن حديثه سيكون كالمعتاد حول قوة الروابط والعلاقات بين الجانبين، إلا أن زيارته المُرتقبة تطرح العديد من التساؤلات حول الرسائل خلفها، والموضوعات المطروحة خلالها، ومدى التطرق إلى ملف الإصلاح القضائي الذي تنتقد واشنطن من خلاله حكومة نتنياهو.

يذكر أنه قبل أسبوع، قال "بايدن" إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي "الأكثر تطرفا" التي شهدها على الإطلاق، مستشهدا بدعم وزرائها للتوسع الاستيطاني. وقد رفض دعوة نتنياهو لزيارة واشنطن بسبب سياسات حكومته.

خطاب هرتسوغ

بدون رؤية مسبقة لخطاب هرتسوغ، يسهل التكهن بالموضوعات التي سيتطرق لها، فلا شك إنه سيركز على القيم المشتركة والمصالح المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل، والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية المتبادلة للتحالف بين البلدين.

ومن المرجح أن يعرب هرتسوغ أيضًا عن دعمه لاتفاقات إبراهيم، وأمل إسرائيل في إمكانية توسيع دائرة السلام لتشمل دولًا عربية وإسلامية أخرى، كما يبتطرق بطبيعة الحال ‘لى التطلعات النووية الإيرانية، والتهديد الذي تمثله للعالم بأسره.

ماذا يريد بايدن؟

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: "سيعيد الرئيس بايدن التأكيد على الالتزام الصارم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وسيناقش الزعيمان فرص تعميق التكامل الإقليمي لإسرائيل وخلق شرق أوسط أكثر سلاما وازدهارا".

وقالت إن بايدن "سيؤكد على أهمية قيمنا الديمقراطية المشتركة" - في إشارة ضمنية إلى ملف الإصلاح القضائي - "وسيناقش سبل تعزيز تدابير متساوية للحرية والازدهار والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين"، كما سيتم التطرق لمناقشة التهديد الإيراني والعلاقة العسكرية الروسية مع الجمهورية الإسلامية.

توتر في الخلفية

على الرغم من الحديث المعتاد والخطابات التقليدية، إلا أن زيارة هرتسوغ لن تتمكن من إخفاء التحدي الجديد أمام الولايات المتحدة في علاقاتها مع إسرائيل. 

في الخلفية سيكون هناك أموراً لا يمكن تجاهله من قبل البيت الأبيض، وهي أن حكومة نتنياهو هي حكومة يمينية متطرفة لا تلقي ترحيب واسع من الإدارة الديمقراطية الحالية في البيت الأبيض، وتختلف كلياً عن الحكومة السابقة برئاسة لابيد بينيت والتي كانت في الحكم أثناء زيارة هرتسوغ الماضية إلى واشنطن في أكتوبر الماضي، لكن عندما عاد هرتسوغ إلى إسرائيل، حقق بنيامين نتنياهو نصرا كبيرا في انتخابات الكنيست في نوفمبر، وتغيرت الأحوال من حينذاك.

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن التغييرات التي يريدها نتنياهو في النظام القضائي تمس بشكل فعال حجر الديمقراطية، وهي التي تعتبرها واشنطن إحدى ركائز العلاقات بين البلدين، وكذلك تفاقم الوضع في الضفة الغربية من خلال السماح بالمستوطنات غير القانونية مما تعتبره واشنطن تمادياً للحكومة. في يونيو الماضي، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لبناء 5700 منزل استيطاني جديد في الضفة الغربية، في الشهر نفسه، اقتحم المستوطنون عدة بلدات فلسطينية، ونفذوا عددا من الهجمات.

فزيارة هرتسوغ حتى لو كانت ستتطرق إلى أحاديث تقليدية، إلا أنه في الخلفية توجد أموراً ليست سهلة وتؤثر بشكل فعال على العلاقة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة بايدن، ويمكن فهم عدم دعوة نتنياهو لزيارة البيت الأبيض - حتى الآن- واستضافة هرتسوغ بدلاً منه، دليلاً واضحاً عن مدى التوتر بين نتنياهو وبادين وتعقد العلاقات، ومحاولة إرسال إدارة بايدن رسالة ضمنية عن عدم رضاها عن الخطوات الأمريكية الحالية.