رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناشطات سودانيات لـ"الدستور": مصر الشقيقة الكبرى و"مؤتمر الجوار" انعكاس طبيعي للدور الذي تلعبه

أرشيفية
أرشيفية

لعل واحدًا من حلقات سلسلة الدعم والمساعدة التي تسعى مصر لاستمرار تقديمها إلى السودان الشقيق هو مؤتمر دول الجوار الذي عقدته لحل الأزمة السودانية ووقف نزيف الدم الذي يجرى داخل السودان.

 

وانطلاقًا من أهمية رأي المرأة باعتباره المقياس لما يحدث بالأزمات فهي في الغالب المتضرر الأكبر، تواصلت "الدستور" مع بعض "الناشطات السودانيات" لكشف رؤيتهن حول دور مصر في محاولات حل الأزمة السودانية، والتي كان أحدث خطواتها انعقاد مؤتمر دول الجوار.

سامية أحمد: مؤتمر دول الجوار هو انعكاس طبيعي لعلاقة مصر والسودان

الدكتورة سامية أحمد المتخصصة في قضايا المرأة والتنمية قالت في حديثها لـ"الدستور"، إن خطوة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بعقد مؤتمر "دول الجوار" الذي يجمع كافة دول الجوار لمحاولات التوصل إلى حلول للأزمة السودانية إنما هو مبادرة طيبة للغاية رحب بها جميع السودانيين وباركها كما أنه مستبشر بها خيرًا.

 

وأشارت إلى أن هذه الخطوة ما هي إلا انعكاسًا طبيعيًا للعلاقات المصرية السودانية على مر التاريخ وحتى الآن، مشيرة إلى أن البلدين يجمعهما علاقات تاريخية منذ قديم الأزل، كما يجمعهما علاقات على كافة المستويات وصلت إلى صلات الدم بينهما، نتيجة التزاوج الذي تم بين كثير من أفراد الشعبين، وما زالت العلاقات بينهما مستمرة في كل المجالات.

وتابعت سامية، أن "السودان" اعتاد دائمًا أن يلجأ إلى الدولة المصرية في أفراحه وأحزانه ومشاركتها إياهم، معتبرها الشقيقة الكبرى له، لذا كان من الطبيعي أن تكون مصر هي المسئولة على انعقاد مؤتمر دول الجوار الذي يسعى إلى فض الأزمة السودانية.

 

كما لفتت الناشطة السودانية إلى أن مصر اتبعت السبيل الأمثل لحل أزمة السودان، وهو جمع دول الجوار معًا لمناقشة وبحث الأزمة، فهما المعنيين بها، وهما أكثر من سيؤثرعليه كافة نتائجها، مشيرة إلى أن القمة لاقت حضورًا واضحًا من تلك الدول ما يعني الاهتمام بالسعي وراء حل هذه الأزمة.

 

 ياسمين حسن:  مصر أول من فتحت أبوابها للسودانيين

الأمر نفسه أكدته الناشطة السودانية ياسمين حسن واصفة علاقات مصر والسودان بالعميقة التي لا يستطيع أحد أن يحرك من مكانتها، موضحة أن مصر قدمت الكثير للسودان وما مؤتمر دول الجوار إلا واحدًا من أمور عدة قدمتها مصر وما زالت إلى شقيقتها "السودان".

 

وأوضحت الناشطة كذلك أنه فضلًا عن المساعدات المصرية للسودان في كافة المجالات، كانت مصر أيضًا هي أولى الدول التي فتحت أبوابها للسودانيين في وقت اشتداد أزمة الحرب وحتى الأن، ثم جعلتهم يسكنون أراضيها ويتمتعون بكافة الخدمات بها مثلهم مثل المواطن المصري، وهو ما جعل الفرد السوداني يتغلب على أي شعور للغربة على أرض بلده الثان مصر.

كما أضافت أنه على عكس العديد من الدول الأخرى فمصر تقدم كذلك تسهيلات مقننة للسودانيين للدخول إليها، واستضافتهم فيها، ومن ثم الاستقرار بها إلى انتهاء الأزمة بل أن هناك الآلاف من أفراد الجالية السودانية هم مقيمين في مصر ليس فقط وقت الحرب، ولكن من قبل اندلاع الحرب بسنوات طوال واستقروا بها واستقرت حياتهم فيها.

 

أما عن مؤتمر دول الجوار أعربت عن تمنيها أن تتحقق مخرجاته على أرض الواقع خاصة أنه اختتم على العديد من المبادئ المبشرة، وأولها سيادة السودان الكاملة وتصحيح الأوضاع السيئة خاصة تلك التي تطال المرأة السودانية والطفل السوداني الذين يعدوا هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب.

 

سامية الهاشمي: نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي وهذا ليس مستغرب على مصر

"ترحب النساء السودانيات بقمة دول الجوار وتشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على الدعوة واستضافة القمة في القاهرة تقول الناشطة السودانية سامية الهاشمي في حديثها لـ"الدستور" عن قمة دول الجوار التي انعقدت في القاهرة بدعوى من الرئيس.


وأشارت إلى أن ذلك ليس بمستغرب على مصر فهي عمق استراتيجي للسودان وكذلك السودان عمق استراتيجي لها، مشيرة إلى أنه يربط بين شعبيهما علاقات أزلية ومصالح لا يمكن تجاهلها.

وتابعت: "أهمية القمة تأتي بعد مرور 3 أشهر على اندلاع الحرب حيث هشاشة الوضع في السودان والذي أثر على أمن واستقرار دول الجوار لذا كان لا بد من الدعوة لهذه القمة التي تتطلعنا أن تعمل على إنهاء الحرب وحماية المدنيين وإنهاء المظاهر العسكرية من المدن وإيصال المساعدات الإنسانية ووضع خارطة طريق لإعادة أعمار وبناء السودان".  

 

وأضافت سامية، أن استقرار السودان هو من استقرار دول الجوار واستقرار دول الجوار من استقرار السودان، مردفة: "تطلعنا أن تخرج القمة بدعم أحلام ورؤى الشعب السوداني لإنهاء الحرب واستعادة المسار المدني في السودان ودعم مشاركة النساء السودانيات في المسار السياسي إذ أثبتن حكمة وجدارة  في إدارة الأزمات السودانية".

 

وأشادت الناشطة السودانية بالبيان الختامي للمؤتمر الذي وصفته بأنه جاء ملبيًا لتطلعات الشعب السوداني بإعلانه أهمية إنهاء الحرب ووضع آلية على مستوى وزراء الخارجية لتنفيذ ذلك.

وتابعت أن البيان الختامي أمن على ضرورة مشاركة النساء والشباب في السياسية وإحلال السلام.

واختتمت: "لا يفوتنا أن نوجه الشكر للدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة على اهتمامها بأوضاع النساء وإيصال صوتهن للمحافل الإقليمية والدولية".

 

يذكر أن مؤتمر دول الجوار جاء حرصًا من القيادة المصرية على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المُباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، ووقف إطلاق النار وكذلك تجنيب الشعب السوداني الآثار السلبية التى يتعرض لها، والحفاظ على السودان ومُقدراته، وفي الوقت نفسه الحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.

 

وقد استضافت مصر مؤتمر "دول الجوار" في الخميس الموافق 13 من الشهر الجاري، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور دول الجوار وهي "ليبيا وإريتريا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وجنوب السودان" بالإضافة إلى الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.

 

كما أقيمت القمة على مستوى رؤساء جمهورية بلدان الجوار السوداني، وهو أعلى تمثيل، وترأس وفد السودان نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار وضم الوفد أيضًا وزير الخارجية المُكلف السفير على الصادق.