خطة قومية لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعى لمواجهة التحديات المائية
تبذل الدولة ممثلة في وزارة الموارد المائية والري، جهودًا مستمرة لمواجهة التحديات المائية الحالية وزيادة الاستخدامات والناجمة عن محدودية الموارد المائية في ظل ثبات الحصة المتاحة سنويًا من مياه النيل يقابلها زيادة عدد السكان، حيث تم وضع خطة أعمال لتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مجال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي بهدف تنفيذ مشروعات التوسع الزراعي؛ لتحقيق الأمن الغذائي منها محطة بحر البقر والحمام.
كما انتهت وزارة الري، من تنفيذ حزمة مشروعات قومية كبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، منها محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر الأكبر على مستوى العالم، وذلك لتوفير موارد مائية إضافية لمواجهة زيادة الاحتياجات المائية لمختلف قطاعات الدولة ومنها مياه الشرب، والقطاعات الاقتصادية والاستثمارية، وأيضًا توفير مياه ري الأراضي الزراعي لمشروعات التوسع الزراعى الكبرى، ومنها الدلتا الجديدة، حيث تبلغ كمية المياه المعاد استخدامها 8 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا.
إنشاء المسار الناقل لمياه الصرف الزراعي لمحطة الحمام
كما يتم حاليًا تنفيذ مشروع إنشاء المسار الناقل لمياه الصرف الزراعي لمحطة الحمام، والذي يتضمن 12 محطة لرفع مياه الصرف الزراعي بطاقة إجمالية 7,50 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، وذلك بنسبة تنفيذ بلغت حوالي 60%، وذلك ضمن خطة حكومية لتنفيذ عدة مشروعات قومية لتنمية الموارد المائية لسد احتياجات القطاعات من مياه شرب وري الأراضي.
من جهته، أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، إن هناك مجهودات كبيرة تبذلها الدولة لمواجهة الاحتياجات المائية، خاصة في ظل الاعتماد على نهر النيل وزيادة عدد السكان مع ثبات الموارد، مشيرًا إلى أن الاحتياجات المائية في مصر تقدر بضعف الموارد المائية المتاحة، وأيضًا يتم سد جزء من الفارق الكبير بين الموارد والاحتياجات من خلال إعادة استخدام المياه أو استيراد محاصيل زراعية من الخارج.
كذلك، أوضح وزير الري، أن جميع المشروعات القومية الكبرى المنفذة حاليًا تعد نموذجًا لمشروعات التنمية الشاملة التي توفر الآلاف من فرص العمل للمهندسين والفنيين والعمال، إضافة إلى دورها في توفير المياه اللازمة لمشروعات الاستصلاح وري الأراضي الزراعية في ظل تنامي الاحتياجات المائية لكل القطاعات.
استغلال مياه الصرف الزراعى أكثر من مرة بعد التأكد من جودتها
من جهته، قال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية ورئيس المؤسسة العربية للعلماء الشباب، إن الدولة اتخذت خطوات كبيرة وتنفذ عدة مشروعات قومية لمواجهة العجز، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي التى تقدر بحوالي 14 مليار متر مكعب، مشيرًا إلى أن إنه يمكن استغلال مياه الصرف الزراعي أكثر من مرة لري الأراضي الزراعية في المناطق الزراعية الجديدة، والتي تحتوي على عدة عناصر منها النيتروجين والفسفور وبعض المغذيات.
وأكد أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية لـ"الدستور"، أهمية المشروعات القومية المنفذة حاليًا لإعادة تدوير المياه، مشيرًا إلى أن إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالج تلعب دورًا مهمًا في توفير أغراض الري وتلبية الطلب على المياه في القطاع الزراعي، خاصة مع إنشاء أكبر محطة للمعالجة في منطقة الحمام، وذلك مع ضرورة مراعاة الجوانب البيئية للمياه المعالجة في كل مرحلة من مراحل المعالجة المختلفة.
ولفت الدكتور الصادق، إلى أهمية مشروعات استغلال مياه الصرف الزراعي، خاصة في ظل العجز المائي في ظل زيادة الاحتياجات السنوية إلى 110 مليارات متر مكعب من المياه، سواء مياه الري اللازمة للزراعة أو مياه الشرب والأنشطة الاقتصادية المتعددة.
