رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع إحياء ذكراها اليوم.. من هي القديسة مرتا أم القديس سمعان العمودي

القديسة مرتا أم القديس
القديسة مرتا أم القديس سمعان العمودي

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر، اليوم الأربعاء، بذكرى رحيل القديسة مرتا أم القديس سمعان العمودي.

 

من هي القديسة مرتا أم القديس سمعان العمودي


ولدت القديسة مرتا في بداية القرن السادس الميلادي بمدينة أنطاكية، في تلك العاصمة السوريّة التي كانت منذ عهد الرسولين بولس وبرنابا إلى ما بعد الفتح العربي منبتاً يانعاً للقدّيسات وللقدّيسين. 

وقضت حداثتها في التقوى والفضيلة وطهارة النفس والجسد. فلمّا بلغت أشدّها اقترنت بسر الزواج برجلٍ يدعي جون وهو من مواليد الرها  كان يسابقها في أعمال العبادة والبرّ والصلاح.


وفى عام 520 رزقهما الله ولداً دعياه سمعان وعُنيا بتربيته عناية فائقة. فشبّ تظيرهما على الفضيلة وتعلّق بأهداب التقى. ثم زهد في الدنيا، وترك بين أبويه، وذهب فنسك على عمود، وصار من كبار الرهبان القدّيسين.


أمّا حياة تلك المرأة المسيحيّة الصالحة، فكانت حياة من لا تعرف سوى قيامها بواجباتها الدينيّة، وواجباتها البيتيّة، وخدمة القريب في نفسه وفي جسده على حسب طاقتها. فكانت الأولى في الكنائس، وفي حضور الحفلات الدينيّة، وفي الإصغاء بخشوع وورعٍ إلى كلام الله، وفي التقرّب إلى الأسرار المقدّسة. 

وكانت في بيتها المرأة الوديعة المتواضعة الخدومة الصامتة، وبذلك كانت نعيماً لأسرتها. وكانت تحمل صليبها بصبر، فلا يعرف التذمّر والتأفّف إلى قلبها سبيلاً. وكانت مُحبّة للمساكين، تعمل بيديها وتقدّم لهم دراهم وكسوة وتمزج حسناتها بشيء من البشاشة واللطف كانا أشهى على قلب الفقير ممّا يناله منها من الصدقة والإحسان.


وهكذا عاشت مرتا بالقداسة المسيحيّة الزوجيّة سنين طويلة. ولمّا أوحى الله إليها أن يومها الأخير قد حان لتنتقل إلى حياة السعادة الدائمة، ذهبت إلى إبنها تودّعه وتطلب أدعيته، وقالت له: إنّي أتيتك يا بني، لكي تبتهل إلى الله لأجلي لأن ساعتي أضحت على الأبواب. 

فقال لها ولدها القدّيس: لا تنسيني أنتِ أيضاً في صلواتكِ يا أمّاه، واذكريني أمام الله عند مثولكِ أمام عرشه في السماء. وبمثل هذا الكلام تفارقا، فعادت الأم إلى بيتها تتأهّب لدنو ساعتها. 

وما لبثت أن طارت نفسها إلى الأخدار السماويّة فى 5 يوليو سنة 551.


وحمل القديس سمعان رفات والدته القديسة ودفنها بالقرب من عموده ليتبرّك بها ويقتدي بفضائلها وينال بشفاعتها النعمة التي تقوّيه على متابعة حياة النسك والأصوام والصلوات وأنواع الإماتات الرهبانيّة.