رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنوع ضرورة حضارية!!

سافرت الأسبوع الماضي بصحبة صديقي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله شلبي، مسئول مساجد القاهرة، تلبية لدعوة لجنة الحوار بمجمع الأقاليم الوسطى الإنجيلي المشيخي، التي يرأسها القس مدحت ناشد، للحديث في لقاء مجتمعي تحت شعار "قبول الآخر"، عُقد اللقاء في الكنيسة الإنجيلية المشيخية بقرية ميانة التابعة لمركز مغاغة.
وحضر اللقاء كوكبة من القيادات السياسية والشعبية والتنفيذية والدينية الإسلامية والمسيحية بالقرية وغيرها من القرى المحيطة.
تحدث في اللقاء القس خليل إبراهيم، رئيس مجمع الأقاليم الوسطى، الذي أشار في كلمته إلى أساسيات الحوار الناجح، فأكد على: 
١. الاحترام المتبادل. 
٢. يجب أن يُبنى الحوار على قبول الآخر.
٣. لا بد أن أضع نفسي مكان الآخر.
٤. الحوار يجب أن يكون بحرية دون مقاطعة، ويجب أن تكون الآذان مصغية بإنصات.
٥. يجب أن تكون اللغة المستخدمة مفهومة وواضحة.
٦. يجب أن يكون الحوار بغرض الاستماع الجيد والفهم وليس الجدل.
٧. لا بد أن يلامس الحوار واقع الآخر.

كما تحدث فضيلة الدكتور الشيخ عبدالله شلبي، وأكد فضيلته على أن الأديان بها ثلاثة أمور:
العقيدة والعبادة والمعاملة. 
وقال فضيلته للحضور:
العقيدة والعبادة لك ولغيرك كل بحسب دينه، أما الثالثة "المعاملة" فهى التي تجمع بينك وبين غيرك.
- اسمع مني كما تسمع عني
كما تحدث كاتب هذه السطور عن أهمية التربية والنشأة الصحيحة بعيدا عن التعصب وأساليب الشحن السلبية المتبادلة ونتائجها مستقبليا، وأضفت أن: 
١. التنوع والتعددية إرادة إلهية وضرورة حضارية لا يمكن إنكارها، فنحن  لسنا بمفردنا في هذا العالم، فهناك مليارات من البشر ممن ينتمون لعشرات الأديان والمعتقدات وهناك ممن ليس لديهم أي دين.
٢. تكمن مشكلة البشر في مرض التعصب اللعين الذي يؤدي لرفض أي مختلف. 
٣.لا بد من قبول الآخر بغض النظر عن لونه وشكله ومعتقده ودينه. 
٤. التعددية ثراء والتنوع غِنى، والعصفور الواحد لا يصنع ربيعا، كما أن الزهرة الواحدة لا تصنع بستانا.

أدار اللقاء ببراعة واقتدار القس كامل إفرايم، وبدأه بصلاة عربيّة مسيحيّة من القرن الـ٩مــ، لمؤلّف مجهول الاسم، كُتبت مقدمة لبحث لاهوتي، مخطوط موجود في دير سانت كاترين بسيناء:
"اللّهمّ، برحمتك توفّقنا للصّدق والصّواب! 
الحمد لله الذي لم يكن شيءٌ قبلَه، 
وكان قبلَ كلّ شيءٍ، 
الذي ليس شيءٌ بعدَه، 
وهو وارثُ كلّ شيءٍ، 
وإليه مصيرُ كلّ شيء، 
الذي حفظ بعلمه علمَ كلّ شيءٍ، 
ولم يسع لذلك إلا عقلُهُ، 
الذي إلى علمه انتهى كلّ شيءٍ، 
وأحصى كلّ شيءٍ بعلمه.
نسألك، اللّهمّ، برحمتك وقدرتك، 
أن تجعلنا ممَنْ يعرفُ حقّك، 
ويتّبعُ رضاك، 
ويتجنّبُ سُخطك، 
ويسبّحُ بأسمائك الحسنى، 
ويتكلّمُ بأمثالك العليا. 
أنت الرّاحم، الرّحمن، الرّحيم. 
على العرش استويت، 
وعلى الخلائق عليت،
وكلّ شيءٍ مليت. 
تَخيِرُ، ولا يُخَارُ عليك، 
تَقضي، ولا يُقضى عليك، 
تستغني عنّا، ونفتقر إليك. 
قريبٌ لمن دنا منك، 
مجيبٌ لمن دعاك وتضرّع إليك. 
فأنت، اللّهمّ، ربّ كلّ شيءٍ، 
وإلهُ كلّ شيءٍ، 
وخالقُ كلّ شيءٍ. 
افتح أفواهنَا، 
وانشر ألسنتَنا، 
وليّن قلوبنَا، 
واشرح صدورنَا، 
لتسبيح اسمك الكريم، 
العليّ العظيم، 
المبارك المقدّس. 
فإنّه لا إلهَ قبلك، 
ولا إلهَ بعدك. 
إليك المصير، 
وأنت على كلّ شيءٍ قدير".

وشارك القس إبراهيم ناجح راعي الكنيسة الإنجيلية بميانة مغاغة.

وعلق الحاضرون مؤكدين متانة الروابط العميقة التي يتحلى بها المصريون المسلمون والمسيحيون في قرية ميانة وغيرها من القرى المحيطة، وطالبوا بضرورة الإكثار من مثل هذه اللقاءات في مختلف قرى ونجوع مصر.