رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. كيف لعبت "المأساة" دورها حياة فرانز كافكا؟

فرانز كافكا
فرانز كافكا

يحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب التشيكي فرانز كافكا، واحد من أشهر الكُتاب باللغة الألمانية الموافق 3 يوليو 1883، ولهذا نستعرض في السطور التالية محطات في حياة "كافكا".

وُلد كافكا لعائلة يهودية من الطبقة المتوسطة، وحصل على الدكتوراه ثم عمل في مكتب تأمين حكومي عام 1907 حتى أجبره مرض السل على التقاعد في عام 1922، كما تسبب المرض في وفاته بعد ذلك بعامين.

المأساة في حياة كافكا

لقد لعبت المأساة دورها في حياة كافكا، حينما توفي شقيقان أصغر منه، وهما جورج وهاينريش، في طفولتهما عندما كان كافكا في السادسة من عمره، حيث تركا كافكا ليصبح الأبن الوحيد في عائلة تضم ثلاث بنات، وجميعهن ماتوا لاحقًا في معسكرات النازية.

علاقة كافكا بوالده 

كانت علاقة كافكا مع والديه صعبة، فوالدته هي جولي، ربة منزل مخلصة، وتفتقر إلى العمق الفكري لفهم أحلام ابنها في أن يصبح كاتبًا، أما والد كافكا، هيرمان، فكان يتمتع بشخصية قوية طغت على منزل كافكا، وأثر بشكل كبير على حياة كافكا وكتاباته، فكان ذو مزاج حاد ولم يكن يقدر الجانب الإبداعي لابنه.

ويرى النقاد، أن الكثير من صراعات كافكا الشخصية، في العلاقات الرومانسية وغيرها، جاءت جزءًا من علاقته المعقدة بوالده، كما عبر كافكا عن هذه الشخصية القوية الطاغية في الكثير من شخصياته في أدبه.\

الحب والصحة في حياة كافكا

في العمل، كان كافكا موظفًا مشهورًا، ومن السهل التواصل معه والنظر إليه على أنه شخص يتمتع بروح الدعابة، بعكس حياته الشخصية التي كانت تحتدم بالمضاعفات، وانعدام الأمان في حياته، فارتبط كافكا بصديقته، فيليس باور، ولم تكمل يقدر لعلاقتهما الاستمرار، فانفصلا عام 1917.

ثم وقع كافكا في حب صديقتهDora Dymant ، التي شاركته جذوره اليهودية وتفضيله للاشتراكية، وسط تأخر صحة كافكا، ووقع الاثنان في الحب وعاشا معًا في برلين، واستمرت علاقتهما لسنوات عديدة، قبل إصابته بالسل، الذي عاني بسببه من الإجهاد والتوتر المستمر،  كما عاني من الصداع النصفي والدمامل والاكتئاب والقلق والأرق.

وعاد كافكا ودرة إلى براغ، للعلاج وفي محاولة للتغلب على مرض السل، حيث سافر كافكا إلى فيينا لتلقي العلاج في مصحة، وتوفي في النمسا، في 3 يونيو 1924، ودفن بجانب والديه في مقبرته في براغ.

أشهر أعماله

وقد نشر كافكا على مضض عددًا قليلاً من الأعمال في حياته، بما في ذلك القصة الرمزية "المسخ" The Metamorphosis، وقصة "في مستعمرة العقاب   Penal Colony عام 1919، والمجموعة القصصة "طبيب الريف""A Country Doctor في نفس العام، وروايته الغير مكتملة "المحاكمة" عام 1925، والقلعة وغيرها من الأعمال التي نُشرت بعد وفاته وضد رغبات كافكا.

فقد كان كافكا مترددًا في نشر باقي أعماله، طلب من صديقه ماكس برود، الذي تولى منصب الوصية الأدبية لأعماله، إتلاف أي مخطوطات غير منشورة له بعد رحيله، لكن صديقه عارضه ونشر الكثير منها بعد وفاته.

وتعبر الكثير من أعمال كافكا عن المخاوف والعزلة الإنسانية في القرن العشرين، كما أثارت حكاياته المليئة بالحكمة والغموض، ثروة من التفسيرات، حيث تأثر الكثير من القرأ بأعمال كافكا بعد وفاته، كما يُنظر إليه على أنه أحد أعظم الكتاب الأوروبيين في القرن العشرين.