رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يعيش المصريون في فرنسا بعد اشتعال الأحداث؟

أرشيفية
أرشيفية

«الشوارع تحولت إلى ساحات حرب».. يصف على الحسين، مصري يعيش في فرنسا منذ العام 2004، ما يحدث الآن في شوارعها، بعدما اشتعلت الأحداث بها سريعًا خلال اليوميين الماضيين، لا سيما في ميدان «لاكونكورد» الذي يقطن بجانبه علي، ومن يومها لم يستطع الذهاب لعلمه.

 

يصف المشهد: «حرائق للسيارات التابعة للشرطة وهتافات ضد من قبل المحتجين، وسرقات وعنف من الشرطة ضدهم، والقبض العشوائي عليهم»، مبينًا أن مقتل الشاب نائل الفرنسي ذو الأصل الجزائري أشعل الأحداث بسبب الفيديو الذي تم نشره على مواقع تويتر يظهر فيه ضابط شرطة يقوم بضرب نائل داخل السيارة.

 

تشهد مدن فرنسا من أيام حالة من الاضطرابات دفعت الشرطة إلى تمشيط الميادين والشوارع لتقويض ذلك الحراك، واعتقلت وزارة الداخلية الفرنسية خلال الأيام الخمس لاندلاع الأزمة قرابة الـ 2000 مواطن، فضلًا عن إصابة 79 شرطيًا على خلفية وقوع 31 هجومًا ضد مراكز الشرطة وكذلك 11 هجومًا ضد ثكنات قوات الدرك.

 

وأضرم المحتجون النيران في 1350 سيارة، وعلاوة على ذلك تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب، ووفقًا لصحف فرنسية محلية أضرم قرابة الـ 2560 حريقًا على الطرقات العامة، وفي أعقاب 4 أيام متتالية من الأزمة بدأت الأمور تأخذ مجراها فيما يمكن وصفه بـ«الهدوء النسبي».

 

يبين على أن الجميع يصدق رواية الشاب بسبب أن الداخلية أعلنت في البداية أنه حاول دهس شرطي لذلك أطلقوا عليه النيران استنادًا على أحد القوانين الفرنسية، موضحًا أن الفيديو الذي تم انتشاره على موقع تويتر يوضح أن الشرطة هي من قامت بضرب الشاب أولًا.

 

يقول: «ما يحدث الآن يشبه أحداث 2005 والتي أشعلها مقتل شابين في فرنسا صعقُا، لأنني عايشت تلك الأحداث أيضًا وقتها، وكانت الفوضى في كل مكان وحرائق للسيارات، وقامت الشرطة بحملات اعتقالات قوية من أجل السيطرة على الأوضاع غير الآمنة».

 

الثلاثاء الماضي، عمت الفوضى والعنف فرنسا على إثر مقتل مراهق يدعى نائل المرزوقي يبلغ من العمر 17 سنة برصاص شرطي في ضاحية نانتير غرب العاصمة باريس، مما خلف موجة احتجاجات واسعة في كل أنحاء البلاد، تحاول الشرطة حاليًا تقويضها.

 

محمد غالي، مصري آخر يعيش في فرنسا والذي يصف ما يحدث بها بأحداث الربيع العربي، مبينًا أن الأحداث فيها تشتعل كل فترة منذ العام 2020، وعلى الفور تقوم الشرطة بحملات اعتقالات واسعة لذلك لا يخرج من منزله إلا للضرورة فقط بسبب التوقيف العشوائي.

 

وبين أن هناك مباني تم تدميرها، وحرائق للسيارات، وفرض حظر التجوال على الجميع جعل المصريين لا يخرجون سوى للضرورة، وفي الأوقات القانونية فقط لأن الشرطة تقوم بتفتيش عشوائي وحملات توقيف في الشوارع في محاولة لتقويض الأحداث المشتعلة.

 

على مدار ثلاثة أيام تم اعتقال حوالي ٢٠٠٠، وتدمير ما يزيد عن ١٠٠ منشأة، وحريق حوالي ١٠ آلاف سيارة، ونشرت سلطات الأمن 45 ألف شرطي وبعض المركبات في الشوارع يوم السبت الماضي بعد تعرض مدن فرنسية لأعمال شغب لليلة الرابعة على التوالي.