رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جورج أورويل.. صاحب "مزرعة الحيوان" (بروفايل)

جورج أورويل
جورج أورويل

"منذ عمر مبكر جدا أيقنت أنني سأكون كاتبا.. وقد كانت طموحاتي الأدبية مرتبطة بشعور العزلة الذي كان يسيطر عليّ، وامتلكت القدرة على التعبير بالكلمات، والطاقة على مواجهة الأحداث غير السارة، فخلفت بذلك عالما خاصا بي أهرع إليه عندما تؤلمني مصاعب الحياة، وكتبت قصيدتي الأولى وأنا في الرابعة أو الخامسة، ولم أعد أتذكر شيئا عنها سوى أنها كانت عن نمر".. هكذا كشف الكاتب البريطاني جورج أورويل، الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد في 25 يونيو لعام 1903، لأب كان موظفا بسيطا في جهاز الخدمة المدنية بالهند، الذي كان تابعها للإمبراطورية الإنجليزية آنذاك، وأمه من أصل فرنسي وابنة لتاجر أخشاب في بورما.

عقب عودة جورج أورويل إلى إنجلترا، أرسل عام 1911 إلى مدرسة إعدادية خاصة، وقد تعذب في هذه المدرسة لأن وجوده مع التلاميذ الأغنياء أكد لديه الإحساس بالفقر، فمال إلى العزلة والانطواء، واجتاز هذه المرحلة بنجاح، وبعدها اختار كلية إيتون ليستكمل تعليمه خلال الفترة من 1917 وحتى 1921، وكان أول إسهاماته الأدبية في "إيتون" من خلال دوريات الكلية، ولم يُقبل "أورويل" على التعليم الجامعي، ولكنه قرر أن يذهب إلى بورما عام 1922 ليعمل هناك في "البوليس الإمبراطوري"، وقد أدرك كم المعاناة لدى البورميين من جراء الحكم الإنجليزي، وبدأ في مهاجمة الإمبراطورية البريطانية وزعزعة أركان هذه المؤسسة الاستعمارية، وقد ذكر هذه التجارب والخبرات في روايته الأولى "أيام بورما".

وحسب تقرير نشر بمجلة "البيان" الكويتية، والصادر بتاريخ 1 سبتمبر لعام 1987، فإن جورج أورويل نجح أن يبلور معظم أفكاره وكتاباته السابقة في روايتيه "مزرعة الحيوان" و"1984"، فعندما عاد من إسبانيا عام 1937 بدأ لأول مرة يفكر في كتابة "مزرعة الحيوان" وتحديدا بعدما اكتشف كيف أن دعاوى الاستبداد تستطيع أن تتحكم في الشعوب، وأن هناك فئات بعينها لا يرضيها إلا ممارسة السلطة وإذلال الآخرين، ولذا فإن الطغيان قد سيطر وساد، ورغم أن "مزرعة الحيوان" رواية خرافية إلا أنها محملة بالأبعاد السياسية والاجتماعية العميقة.

أما في رواية "1984" فهي أكثر هجاء ونقدا من "مزرعة الحيوان"، ففي تلك السنة التي تجرى فيها أحداث الرواية كان العالم مقسما إلى ثلاث قوى عظمى، وكل واحدة في حرب دائمة مع الأخرى، وتمارس السلطات في إحدى هذه القوى سياسة الفزع الفكري، حيث يصبح التفكير جريمة والحب جريمة، ويتم التجسس على كل نشاط إنساني، ففي كل غرفة شاشة تليفزيونية لا يمكن إطفاؤها، وبهذه الوسيلة تستطيع السلطات أن تراقب كل كلمة بل وكل إيماءة.