رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوشيتيد برس

بوتين المتضرر الأكبر من تمرد فاجنر.. ومستقبل غامض ينتظر بريجوجين

قائد فاجنر
قائد فاجنر

أكد تقرير أمريكي، الأحد، أن التمرد القصير الذي أعلنته مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية، كشف عن نقاط الضعف بين القوات الحكومية الروسية وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تمكن جنود فاجنر تحت قيادة يفجيني بريجوجين من التحرك دون عوائق إلى مدينة روستوف والتقدم مئات الكيلومترات نحو موسكو، فيما سارع الجيش الروسي للدفاع عن العاصمة الروسية.

وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، في تقرير لها، أن تمرد فاجنر الذي تلاشى أمس كان التحدي الأكبر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين طوال وجوده في السلطة لأكثر من عقدين، مشيرة إلى أن قائد التمرد أمر قواته أمس بالزحف إلى موسكو لكن فجأة توصل إلى اتفاق مع الكرملين للذهاب إلى المنفى وبدأ التراجع وسحب قواته.

وبموجب الاتفاق الذي أعلنه السبت المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، سيتوجه بريجوجين إلى بيلاروسيا المجاورة، وسيتم إسقاط التهم الموجهة إليه بشن تمرد مسلح.

وقال بيسكوف، إنه بالسماح بريجوجين بالمغادرة، جاء ضمن "الهدف الأسمى" لبوتين وهو "تجنب إراقة الدماء والمواجهات الداخلية".

وقالت الحكومة أيضًا إنها لن تحاكم مقاتلي فاجنر الذين شاركوا في التمرد، في حين أن الذين لم ينضموا للتمرد ستعرض عليهم وزارة الدفاع توقيع عقودًا معها، فقد أمر بريجوجين قواته بالعودة إلى معسكراتهم الميدانية في أوكرانيا، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي.

وأشارت الوكالة إلى أنه بحلول صباح اليوم الأحد، لم تكن هناك تقارير عن وصول بريجوجين إلى بيلاروسيا، فقد بقيت العديد من الأسئلة الأخرى دون إجابة، بما في ذلك ما إذا كان بريجوجين سيذهب إلى المنفى بدون قوات فاجنر معه وما هو الدور الذي قد يلعبه هناك.

والتزم بريجوجين الصمت منذ أن أعلن الكرملين التوصل إلى الصفقة من أجل إنهاء مسيرته ومغادرة روسيا.

 

ماذا بعد انتهاء تمرد فاجنر

وقال محللون، إن بوتين تضرر من هذا التمرد حيث بات يُنظر إليه على أنه ضعيف وغير قادر على السيطرة.

وقال السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست لشبكة CNN "لقد تضاءل موقف بوتين طوال الوقت بسبب هذا التمرد".

واعتبر معهد دراسات الحرب الأمريكي ومقره الولايات المتحدة بأن تمرد بريجوجين "كشف نقاط ضعف شديدة" في الكرملين ووزارة الدفاع، مشيرا إلى أن الكرملين كافح لتقديم رد متماسك على التمرد، وكان أحد أسباب هذا التوجه تلافي تأثير الخسائر الروسية الفادحة في أوكرانيا.

وحتى صباح الأحد، كانت بعض القيود لا تزال سارية على طول الطريق السريع الرئيسي بين موسكو وروستوف على الرغم من رفع القيود المفروضة على حركة المرور تدريجياً في أماكن أخرى.

وأشارت الوكالة، إلى أن قائد فاجنر طالب بالإطاحة بوزير الدفاع سيرجي شويجو، الذي انتقده منذ فترة طويلة بسبب إدارته للحرب التي استمرت 16 شهرًا في أوكرانيا، وإذا وافق بوتين على الإطاحة بشويجو، فسيكون ذلك ضارًا سياسيًا للرئيس بعد أن وصف بريجوجين بأنه خائن وطعنهم في الظهر.

وكشفت "أسوشيتيد برس"، أنه كان لدى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تفيد بأن بريجوجين كان يحشد قواته بالقرب من الحدود مع روسيا لبعض الوقت، ويتعارض ذلك مع ادعاء بريجوجين بأن تمرده كان ردا على هجوم شنه الجيش الروسي على معسكراته في أوكرانيا يوم الجمعة.

وكان الدافع المحتمل لتمرد بريجوجين هو مطالبة وزارة الدفاع الروسية، والتي أيدها بوتين، بأن توقع الشركات الخاصة ومنهم فاجنر عقودًا مع الوزارة بحلول الأول من يوليو وقد رفض بريجوجين القيام بذلك.

وأوضح معهد دراسات الحرب الأمريكي أن الاتفاقية بين فاجنر والكرملين التي أنهت الأزمة "ستقضي على الأرجح على مجموعة فاجنر باعتبارها جهة فاعلة مستقلة بقيادة بريجوجين في شكلها الحالي"، مشيرا إلى أن دور الزعيم البيلاروسي لوكاشينكو في الوساطة بين فاجنر والكرملين كان "مهينًا لبوتين وربما ضمن للوكاشينكو مزايا أخرى".