رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف يوضح ما هو الهَدى والأضحية وما مقاصدهما؟

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الهدي في الحج قد يكون واجبًا وقد يكون مندوبًا، فهو واجب على القارن والمتمتع، وعلى من وجب عليه دم بفعل ما يستوجب فعله دمًا، أو ترك ما يستوجب تركه دمًا، وهو مندوب على المفرد الذي قصد الحج فقط دون العمرة، وإذا كان الله عز وجل قد شرع الهدي للحجيج فإنه قد وسع في أمر الأضحية لهم ولغيرهم، والصك يجزئ في الهدي واجبًا كان أم تطوعًا كما يجزئ في الأضحية وغيرها، وله فوائد جمة في ضوء ظروف عصرنا الراهن.

وأوضح أن للأضحية مقاصد سامية، فهي من جهة طهرة للمال وصاحبه، ومن جهة أخرى إطعام للفقراء، وتوسعة على الأهل والأصدقاء والجيران والأحباب.

وأكد أنها سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمهور الفقهاء خلافًا للحنفية القائلين بوجوبها على القادر المستطيع، فقد ضحّى صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَقْـرَنَيْنِ أَمْلَـحَـيْنِ، وعندما سئل عن الأضاحي قال: "سنَّةُ أبِيْكُمْ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلامُ".

واستشهد بقول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: "مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى الله مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ الله بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا" .

 وأوضح أن أكثر الناس إنما يحفظون أو يفهمون أو يقفون عند قول نبينا (صلى الله عليه وسلم):" كُلُوا وَأَطْعِمُوا وادَّخِرُوا"، وينظرون بما يشبه التقديس إلى أقوال بعض الفقهاء بتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء، وثلث للإهداء، وثلث للإنسان وأهله، على أن هذا التقسيم هو عملية تقريبية للتصرف، وكان القصد منه ألا يجـور المضحي على نصيب الفقــراء، وأن يخصهـم على أقـل تقـديـر بالثلث في أضحيته، فمن زاد زاده الله فضلًا.

وقال جمعة إنه يغفل كثير من الناس عن أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) لما رأى بالناس فاقة قال لهم: "مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ" ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، نَفْعَلُ كَمَا فَعَلْنَا العَامَ المَاضِي؟ قَالَ: "كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا".

وتابع إن عند الرخاء والسعة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم):"كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا"، وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم" مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ".

وأكد  أن الأجـر على قدر التوسعة على الفقراء والمحتاجين ، فعندما سأل نبينا (صلى الله عليه وسلم) السيدة عائشة (رضي الله عنها) حين ذبحوا شاة ، فقال لها:"مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ " ، قالت: مَا بَقِيَ مِنْهَا إلَّا كَتِفُها ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم):" بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرُ كَتِفِهَا"، فالذي يُعطي ويَتَصدق به هو الذي يُدَّخَر للإنسان ويجده باقـيًا يوم القيامة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].

وبين أن نبينا- صلى الله عليه وسلم- حثنا على التوسعة على الفقراء والمساكين في أيام العيـد، فقـال (صلى الله عليه وسلم): "أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ"، أي أعطوهم ووسعوا عليهم ولا تُحوجوا أحدًا منهم إلى السؤال في هذا اليوم.

وتابع :"إن النعم تدوم بالشكر وتزول بالجحود والنكران، وكما تتحقق الأضحية بالذبح تتحقق بالصك، فلا شك أنه يعظم من نفع الأضحية، وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل، مما يجعلهـا تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين، وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابهـا في آن واحد، كما أنه يحقق إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة وآلية لا تمتهن آدمية الإنسان أو تنال منها".