رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ربنا ما يقطعلنا عادة.. الدستور فى أشهر سوق «ماشية»: «أرخص أضاحى.. وأجمل لحمة»

 سوق «ماشية»
سوق «ماشية»

تشهد سوق «المناشى» للمواشى فى عزبة «الأبعادية» التابعة لمركز ومدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية إقبالًا كبيرًا، خلال الفترة الحالية، قبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك.

وتعد سوق «المناشى» من أشهر وأقدم أسواق بيع الماشية فى مصر، حيث تضم الأبقار والجاموس والماعز والخراف والجمال، وهى تُقام يوم الخميس من كل أسبوع، ويتوافد عليها التجار من كل محافظات الجمهورية، إلى جانب المواطنين الراغبين فى شراء الماشية، سواء كأضحية أو بهدف الاقتناء والتربية.

قال أحمد ربيع، أحد التجار فى سوق «المناشى»، إن أسعار الماشية تشهد استقرارًا فى الوقت الحالى، بعدما عادت للتراجع مرة أخرى فى أعقاب فترة من الارتفاع الكبير، والذى جاء بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف خلال الأشهر الماضية.

وأضاف «ربيع»: «مع انخفاض أسعار الأعلاف مجددًا، وقلة الإقبال على شراء المواشى، عادت الأسعار إلى الانخفاض مرة أخرى، ما دفع المواطنين والتجار للتوافد على الأسواق لشراء الأضحية، وعلى رأسها بالطبع سوق المناشى، التى تعد إحدى أشهر الأسواق، ويوجد بها كل أنواع المواشى بأسعار معقولة».

وقال صلاح حجاج، أحد تجار المواشى، والذى يعمل فى هذا المجال منذ طفولته، ويعد سليل عائلة من كبار التجار: «حركة البيع والشراء هذا العام كانت غير مبشرة، بسبب الارتفاعات المتتالية فى أسعار المواشى، فقد تضاعف السعر عدة مرات خلال أشهر قليلة، ما تسبب فى خسائر فادحة للتجار».

وأضاف: «كانت التوقعات قبل موسم عيد الأضحى المبارك غير مطمئنة، خاصة أن المواطن الذى يضحى كل عام أصبح غير قادر على شراء رأس الماشية بهذه الأسعار المبالغ فيها، فهى مقارنة بالعام الماضى ارتفعت بنسبة ١٠٠٪، لذا كان الشراء سيقتصر على فئة قليلة فقط من المقتدرين ماديًا».

وواصل: «لكن الأمر تم تداركه مؤخرًا، ودبت حركة البيع والشراء من جديد فى الأسواق، بعدما استقرت الأسعار وعادت إلى الانخفاض من جديد، ما مَكن المواطنين من الحصول على الأضاحى بأسعار مناسبة، كما أن هناك عائلات وجيرانًا يشتركون فى الأضحية من الأبقار والجاموس، وهو ما حرك تجارة المواشى من جديد».

وكشف «حجاج» عن أن سعر كيلو العجول القائم يتراوح بين ١٣٠ و١٤٠ جنيهًا، وفى الجاموس يبدأ من ١٢٠ إلى ١٢٥ جنيهًا للكيلو القائم، ويختلف السعر حسب عمر وحالة الماشية. أما بالنسبة لأسعار الأضاحى من الخراف فهى تتراوح بين ١٥٠ و١٧٠ للكيلو القائم، ويبدأ الخروف من وزن ٤٠ كجم.

وبالتالى يمكن للمشترى الحصول على أضحيته من الخراف بـ٦٥٠٠ جنيه فيما أعلى، حتى ١٦ ألف جنيه. أما العجول فيمكن شراؤها من ٣٠ ألف جنيه وصولًا إلى أكثر من ١٠٠ ألف جنيه، حسب الوزن.

من جهته، كشف سالم عبدالرازق، أحد تجار السوق، عن طرق غش الأضاحى، التى يبتكرها ويتفنن فيها بعض التجار من أصحاب الضمائر الميتة، مشيرًا إلى أن الأمانة تستوجب على البائع أن يفصح للمشترى عن كل ما يتعلق بالماشية، وإظهار عيوبها دون أى خداع.

وأوضح «عبدالرازق» أن من أساليب الغش أن تكون الماشية مريضة، ولا تتم معرفة مرضها إلا بالكشف البيطرى عليها، وهو ما يتوافر فى سوق «المناشى»، لكن فى بعض المزارع ومع بعض التجار فى القرى والنجوع لا تتم هذه الخطوة، وهى خطوة هامة، وبدونها يكون الأمر به خطورة على المستهلك.

وأضاف: «كما أن هناك طرقًا لإخفاء عيوب الأضحية وحالة الخمول التى عليها، من خلال تفزيعها وتخويفها، حتى تبدو دائمًا نشطة على خلاف الحقيقة».

وواصل: «بالتأكيد الطريقة الأكثر شيوعًا فى الغش التجارى للمواشى هى تعطيشها، أو وضع الملح فى الأعلاف وملء بطنها بالماء، بما يضيف إلى وزنها وزنًا وهميًا غير حقيقى».

لذلك كله، نصح التاجر بشراء الأضحية قبل العيد بوقت كاف، ومن أماكن موثوقة، أو اصطحاب أحد الأشخاص من ذوى الخبرة، لمعرفة ما إذا كان وزن الحيوان طبيعيًا أم أن هناك تلاعبًا.

وعن طرق الشراء، قال «عبدالرازق» إن هناك طريقة «التقدير»، وهى أن يقدر البائع والمشترى وزن الحيوان بشكل تقريبى، ويكون البيع والشراء بالاتفاق، وفى حال الاختلاف، يتم اللجوء إلى ميزان موجود فى السوق، لمعرفة وزن رأس الماشية بشكل دقيق.

وقال نور أبوخضرة، أحد المسئولين عن إدارة سوق المواشى فى عزبة «الأبعادية»، إن هذه السوق تعتبر من أهم أماكن البيع والشراء لدى التجار، وحتى المواطنين العاديين الذين يقبلون لشراء الأضاحى، ورءوس الماشية لمناسبات مثل العقيقة وغيرها، فهنا يتوافر كل ما يريده المستهلك.

وأضاف «أبوخضرة»: «السوق تعقد وفق ضوابط يراعى فيها حق البائع والمشترى، فتتوافر نقطة للكشف البيطرى، وميزان لتقدير وزن الحيوان حال اختلاف البائع والمشترى على الوزن التقديرى، وعناصر أمن لفض أى منازعات ومشاجرات، وأيضًا لمنع أى حالات سرقة وغيرها بين رواد السوق».

وأشار إلى أن شهرى ذى القعدة وذى الحجة يعتبران «موسمًا» للتجار، ففيهما يتوافد هؤلاء التجار على سوق «المناشى» من كل حدب وصوب، لعرض رءوس الماشية، متابعًا: «من الفيوم وبنى سويف ومحافظات الدلتا والوجه البحرى والصعيد، يأتى تجار إلى السوق، ويصل بعضهم قبل يوم من انعقاد السوق يوم الخميس».

واستكمل: «من عصر يوم الأربعاء تتوافد السيارات التى تنقل المواشى من المحافظات البعيدة استعدادًا لبدء السوق، وتبدأ رسميًا حركة البيع والشراء من الثانية بعد منتصف ليل يوم الخميس، وتستمر حتى بعد الظهر، والبعض يفضل أن يبكر المشترى فى الوصول إلى السوق، حتى يتمكن من الحصول على أفضل المعروض وبسعر جيد».