رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير: ارتفاع المساواة الاقتصادية العالمية جعل الغرب يبدو أكثر فقرًا

الخبير الاقتصادي
الخبير الاقتصادي برانكو ميلانوفيتش‏

أكد ‏خبير اقتصادي عالمي أن ارتفاع المساواة الاقتصادية على المستوى العالمي إلى أعلى معدل منذ أواخر القرن التاسع عشر جعل الغرب يبدو أكثر فقرًا‏، في مقابلة مع موقع "فورتشن" الأمريكي


وقال ‏الخبير الاقتصادي برانكو ميلانوفيتش‏: اتسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وبدأت الطبقة الوسطى تتلاشى تدريجيًا، ولكن على المستوى العالمي تحسنت المساواة الاقتصادية إلى أعلى مستوى منذ أواخر القرن التاسع عشر.

 

وقال ميلانوفيتش: "كان عدم المساواة في البلدان الفردية مرتفعًا بشكل عام في الثلاثين عامًا الماضية، لكن التفاوت العالمي في نفس الوقت آخذ في الانخفاض، لذا فإن هذين الأمرين ليسا متناقضين، ببساطة، يعتمد التفاوت العالمي على معدلات النمو في مختلف البلدان".

 

وميلانوفيتش هو أحد أبرز الخبراء في العالم في مجال عدم المساواة العالمية، وقد عمل سابقًا كخبير اقتصادي أبحاث رئيسي في البنك الدولي وألّف العديد من الكتب حول هذا الموضوع، ويعمل ميلانوفيتش حاليًا كأستاذ في جامعة مدينة نيويورك، وهو باحث زائر في العديد من الجامعات بما في ذلك أكسفورد وكلية لندن للاقتصاد وجونز هوبكنز.

 

يقيس ميلانوفيتش عدم المساواة باستخدام معامل جيني، حيث الصفر هو المساواة الكاملة و100 هو عدم المساواة الكاملة، وكانت النتيجة العالمية 60.1 في عام 2018، وهي أحدث سنة تتوفر عنها بيانات، انخفاضًا من 61.8 قبل خمس سنوات في عام 2013. وعادة ما يتم حساب معامل جيني العالمي لكل عام بعد بضع سنوات فقط، لأنه يتطلب أكثر من 130 دولة. 

 

وقال ميلانوفيتش إن التفاوت العالمي بدأ في الانخفاض قبل عقدين من الزمن، عندما بدأ اقتصاد الصين في الازدهار، كان النمو الهائل في الصين المحرك الرئيسي لانخفاض التفاوت العالمي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها موطن لأكثر من مليار شخص، أي ما يقرب من خمس سكان العالم. وفقًا لميلانوفيتش، أدى صعودها الصاروخي على المسرح العالمي إلى سد الهوة بين الغرب وبقية العالم.

 

ويوجد الآن عدد من الأثرياء في آسيا أكثر مما كان عليه قبل عقدين من الزمن، وبالنسبة للطبقة الغنية أو المتوسطة في أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن هذا يعني قوة شرائية أقل على نطاق عالمي. بالنسبة للطبقة الوسطى الغربية على وجه الخصوص، فإن الكماليات مثل السفر الدولي أو التكنولوجيا الحديثة ستصبح باهظة التكلفة بشكل متزايد.

 

ويقدم ميلانوفيتش مثالًا على أن عاملًا في ألمانيا لم يعد قادرًا على القيام بجولة فاخرة لمدة أربعة أسابيع في تايلاند، وبدلًا من ذلك اختار إجازة أقصر أو أرخص، هذا لأنه مع ازدياد ثراء الناس على مستوى العالم، يتم تهجير بعض الناس من الطبقة المتوسطة أو الطبقة المتوسطة العليا في العالم. 

 

وأضاف: سيظل الغربيون الأكثر ثراءً هم الأغنى في العالم، لكن أصحاب الدخل المتوسط ​​سيشعرون بضغوط توزيع الدخل العالمي المتغير. 

 

وقال ميلانوفيتش إن التوازن الاقتصادي العالمي بين المقاييس أدى في النهاية إلى تآكل الهيمنة الغربية.