رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متحدثة «مفوضية اللاجئين»: مصر تتعامل بسخاء مع الوافدين من جميع الجنسيات (حوار)

جريدة الدستور

قالت كريستين بشاى، المتحدثة باسم مفوضية شئون اللاجئين فى مصر، إن المفوضية طالبت بتخصيص دعم يقدر بنحو ١٥١ مليون دولار لدعم مجتمع اللاجئين فى مصر والوافدين الجدد، مشيدة بالتزام القاهرة بتوفير ملاذ آمن للفارين من العنف. وأضافت، فى حوارها مع «الدستور»، أن زيارة فيليبو جراندى، المفوض السامى للأمم المتحدة لمصر، تعكس أهمية القاهرة ودورها المحورى فى الأزمة السودانية الأخيرة، لافتة إلى أن المفوضية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية لتلبية احتياجات اللاجئين واللاجئات من مختلف الجنسيات.

■ بداية.. ما تقييمك لزيارة المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مصر؟

- توقيت الزيارة فى منتهى الأهمية، بسبب الأزمة الحالية فى السودان التى نتج عنها وجود عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين، كما أن أهمية الزيارة تكمن فى الاجتماعات التى عقدها المفوض السامى، التى كان على رأسها لقاؤه بالرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث ناقشا أفضل السبل لدعم اللاجئين وحشد الموارد للبلدان المضيفة لهم، كما التقى وزير الداخلية والأمين العام لجامعة الدول العربية.

وخلال زيارته تفقد المفوض السامى معبر قسطل الحدودى، حيث عبر أكثر من٢٠٠ ألف سودانى الحدود إلى مصر بحثًا عن الحماية الدولية.

■ كيف ترى المفوضية جهود مصر فى استضافة اللاجئين؟

- تثمن المفوضية التزام مصر الراسخ بتوفير ملاذ آمن للأشخاص الفارين من العنف من خلال بقاء حدودها مفتوحة، حيث أظهرت الحكومة والهلال الأحمر المصرى والشعب المصرى قدرًا كبيرًا من السخاء فى دعم الوافدين من جميع الجنسيات.

كما تسجل المفوضية كل من يرغب بالتماس اللجوء فى مصر، ليتمتع بالحماية الدولية وليستفيد من مجموعة الخدمات المقدمة من قبل المفوضية والحكومة المصرية وشركاء المفوضية التنفيذيين، والتى تغطى خدمات التعليم والصحة والحماية.

■ ما الذى يمكن أن تقدمه المفوضية لتحسين ظروف اللاجئين عامة والسودانيين خاصة؟

- فيما يخص الأزمة السودانية الراهنة، أصدرت المفوضية مؤخرًا خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين الخاصة بالسودان، وهى خطة تسعى إلى حشد ٤٧٠.٤ مليون دولار لدعم اللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة لهم فى كل من مصر وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، وسيتم تخصيص حوالى ٢٥٪ من هذا النداء لمصر.

كما استجابت المفوضية مع وكالات الأمم المتحدة الشريكة للنداءات على الحدود المصرية منذ اليوم الأول من اندلاع النزاع المسلح فى السودان فى منتصف شهر أبريل الماضى من خلال الهلال الأحمر المصرى. كما تمت زيادة الدعم المقدم من جهتهم وشمل هذا توفير المياه، والغذاء، والمراحيض المتنقلة، ومستلزمات النظافة الشخصية، والمستلزمات الطبية، والدعم الطبى والنفسى.

■ ما عدد اللاجئين السودانيين الذين كانت تستضيفهم مصر قبل الأزمة؟

- قبل الأزمة الأخيرة، كانت مصر تستضيف حوالى ٢٩٤ ألف لاجئ وملتمس لجوء مسجل لدى المفوضية من ٥٥ جنسية، وتعمل المفوضية بشكل وثيق مع الحكومة المصرية لضمان تلبية احتياجات اللاجئات واللاجئين من مختلف الجنسيات، كما توفر الحكومة المصرية الخدمات الصحية العامة لكل اللاجئين من مختلف الجنسيات على قدم المساواة مع المصريين.  ففى عام ٢٠١٦، وقعت المفوضية مذكرتى تفاهم مع وزارة الصحة تبرعت خلالهما بما يزيد على ٢ مليون دولار فى شكل معدات طبية حديثة من ضمنها أجهزة للكشف المبكر عن أورام الثدى و٧٠ سريرًا طبيًا ووحدات عناية مركزة وأجهزة تنفسية، مع تجهيز عدد من المرافق الصحية فى مختلف المحافظات، وذلك لينتفع منه المواطن المصرى واللاجئ على حد سواء. 

■ هل ترين أن اللاجئين يتمتعون بكل الحقوق فى مصر؟

- نعم، يتمتع المواطنون السوريون والسودانيون ومواطنو جنوب السودان واليمنيون بإمكانية الوصول إلى المدارس الحكومية على قدم المساواة مع المصريين.

كذلك حوالى ثلث اللاجئين فى مصر تتراوح أعمارهم بين ٣ و١٧ عامًا، وهم فى حاجة ماسة إلى خدمات تعليمية مناسبة لتلبية هذه الاحتياجات، وتدعو المفوضية إلى تسجيل اللاجئين وطالبى اللجوء فى المدارس الحكومية. وبالتوازى واستنادًا إلى الاحتياجات التى حددتها الحكومة المصرية، توفر المفوضية التدريب للمعلمين، وتدعم تجديد المدارس وتوريد المعدات والأثاث وغيرها من الضروريات لمساعدة المنشآت المصرية فى استيعاب اللاجئين. علاوة على ذلك، تقدم المفوضية منحًا تعليمية لأسر اللاجئين وطالبى اللجوء الذين لديهم أطفال مسجلون بالمدارس الحكومية وتقدموا بطلبات للحصول عليها.

■ ما آليات دعم المفوضية للهلال الأحمر المصرى لاستكمال دورها فى خدمة اللاجئين السودانيين؟

- وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين اتفاقية شراكة مع الهلال الأحمر المصرى بقيمة ٣٨ مليون جنيه تهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين يعبرون الحدود من السودان، بالإضافة إلى الدعم الذى قدمته المفوضية للهلال الأحمر منذ اندلاع الأزمة السودانية فى صورة دعم منقذ للحياة على الحدود المصرية بقيمة ١٥ مليون جنيه.

وبموجب هذه الشراكة، وفرت المفوضية للهلال الأحمر المصرى أكثر من مليونى زجاجة مياه ومستلزمات نظافة شخصية لـ١٥٠ ألف شخص ليتم توزيعها على القادمين من السودان، فضلًا عن التكفل بتكاليف التنقل للأشخاص الأكثر احتياجًا الذين لا يستطيعون دفع تكاليف نقلهم من الحدود إلى أسوان أو مدن أخرى. كما تتضمن الاتفاقية بندًا لمساعدة الحالات الطبية الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الذين يعانون من مشاكل طبية نتيجة الرحلة الطويلة من السودان حتى الحدود المصرية.

■ كيف تدعم المفوضية الناجين من العنف؟

- تدعم المفوضية الناجين من العنف بشكل عام والعنف القائم على النوع الاجتماعى- مع شركائها التنفيذيين مثل هيئة كير- من خلال إدارة الحالات وتوفير الدعم اللازم بحسب احتياجات كل حالة، كما تدير هيئة كير أيضًا مساحة صديقة للمرأة، حيث يتم إجراء العديد من الأنشطة مثل: جلسات التوعية بالصحة النفسية والإنجابية، وجلسات التوعية القانونية، وجلسات الدعم النفسى والاجتماعى.

■ وبالنسبة للأطفال.. كيف يمكن تقديم الدعم لهم؟

- تدعم المفوضية الأطفال اللاجئين والأطفال والشباب المنفصلين عن ذويهم من خلال إدارة الحالات وتوفير الدعم اللازم بحسب احتياجات كل حالة، بما فى ذلك الاستجابة لحالات الطوارئ وتوفير الخدمات التعليمية، والدعم النفسى والاجتماعى. كما تقدم هيئة إنقاذ الطفولة، وهى شريك تنفيذى للمفوضية، العديد من الخدمات للأطفال المعرضين لخطر ولسوء المعاملة والإهمال والاستغلال. 

■ أخيرًا.. ما حجم التمويل الذى تقدمه المفوضية لمصر لدعم اللاجئين؟

- طالبت المفوضية خلال هذا العام بميزانية قدرها ١٥١ مليون دولار لدعم مجتمع اللاجئين فى مصر والوافدين الجدد وأيضًا المجتمعات المضيفة، وقد تم تمويل ١٨٪ فقط من هذه الميزانية حتى ١ يونيو.