رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثنائية عمرت خيرت وعادل إمام.. رصاصة فنية في قلب المتطرفين

عمر خيرت
عمر خيرت

كانت التسعينيات فترة حرجة من عمر مصر، خصوصا مع انتشار جماعات إرهابية تتخذ من الدين ستاراً لأفكارها المتطرفة لتخلخل أمن الوطن وأمانه.
وهنا كان لا بد من صدور تتعرى في مواجهة هذه التنظيمات. صدور تعلن عن نفسها كحاجز وقائي بين ما يفعله المتطرفين وأبناء مصر، ومن بين هؤلاء كان عادل إمام وعمر خيرت.

عادل إمام وعمر خيرت

أصاب الجسد المصري حينها أوراماً سرطانية دخيلة تستهدف صُلب عقيدته المتسامحة الجامعة، ونتاجاً لذلك صُدم المصريون بأحداث منها محاولة اغتيال نجيب محفوظ (1911- 2006) وتكفير فرج فودة (1945- 1992) ونصر حامد أبو زيد (1943- 2010) والحجر على أعمال إبداعية مثل "وليمة لأعشاب البحر" و"الصقار"، وموجات شديدة العنف ترفع الرصاصة في وجه القلم والفن، وفي هذه الفترة برز عادل إمام وعمر خيرت.

فيلم الإرهابي

كتب لينين الرملي سيناريو فيلم الإرهابي بطولة عادل إمام، وإخراج نادر جلال، وكان الفيلم في منتصف التسعينيات، أي في أوج انتشار الفكر المتطرف، ووضع عمر خيرت الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم، والذي ناقش ظاهرة الإرهاب وفضح أصحابها.

وكان هناك شيء طريف ذكره عمر خيرت في كتابه "المتمرد.. سيرة حياة" والذي صدر عن دار "نهضة مصر"، إذ يحكي: "كان جمهور عادل إمام لا يقبل تماماً بفكرة موت بطله في النهاية، لكن رسالة الفيلم هي التي كانت تهم عادل إمام، ونجح الفيلم واستمر وأفتحر أنني كنت أحد المشاركين فيه".

حين وضعت الجماعة عادل إمام على رأس قائمة الاغتيالات

كان من الطبيعي أن تضع الجماعات الإرهابية عادل إمام على رأس قوائم الاغتيالات، يقول خيرت: "كان عادل أحد رؤوس الحربة القلائل الذين تعاملوا مع قضية الإرهاب على أنها قضيته، لذلك كان على رأس قائمة الاغتيالات التي وضعتها الجماعة في التسعينيات".

الجماعة

هناك الكثير من الأعمال التي قدّمها عمر خيرت ولكن يبقى عمل أثّر في تكوينه لأنه ناقش قضية مهمة، وهو مسلسل "الجماعة" (إنتاج 2010) تأليف وحيد حامد (1944- 2021)، يقول عمر خيرت عن هذا العمل: "في مسلسل الجماعة لم أكتف بتسليم الموسيقى فقط لكنني كنت مشغولاً بتركيب موسيقى كل حلقة بمفردها وجميل أن ساعدت الموسيقى في توصيل رسالة العمل للجمهور، وأعتبرها بمثابة موسيقى لتسعة أفلام دفعة واحدة، المسلسل من أهم الأعمال التاريخية في تاريخ الدراما المصرية فنحن قبل (الجماعة) لم نكن نعرف شيئاً عن الإخوان".

الشرارة

بعد عام واحد من مسلسل "الجماعة" اندلعت شرارة الثورة، التي ركبها الإخوان ليأكلوا الكعكة في النهاية، ويفرضوا إملاءاتهم على الدولة، ونجحوا في الوصول لهدفهم "كرسي الحكم"، وكان للمسلسل دور كبير في تعريف المصريين بهم، وكان استشرافاً ممتازاً لما سيحدث.