رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وفاة أخيه وراء رباعيات الخيام".. أحمد رامي بين صالح جودت وطاهر الطناحي

أحمد رامي
أحمد رامي

كثير من المقالات التي كتبت عن حياة وشخصية وتاريخ الشاعر والمسرحي أحمد رامي الذي قضى مشوارًا  طويلًا مع سيدة الغناء العربي فقد نظم الأغنية الدارجة بدلًا من شعر الفصحى وأصبح زعيم مدرسة، وكون مع أم كلثوم ثروة فنية عظيمة.

في يوم ذكرى رحيله.. تناول كاتبين كبيرين حياة الشاعر أحمد رامي وهما صالح جودت وطاهر الطناحي.

في مقال لصالح جودت نشرته مجلة الهلال في عددها الصادر بتاريخ  1 يوليو 1981 بعنوان " أحمد رامى عصر من الحب" أشار جودت في المقدمة أنه عكف على دراسة تاريخ وحياة وشعر أحمد رامي ولكنه رحل قبل أن يقدمها للنشر، وقامت الهلال بنشرها على مراحل ومن بينها هذه المقالة. 

وقال جودت في مستهل المقالة: "ما أحببت في حياتي شاعرًا قد ما أحببت رامي، ولا حاربت في حياتي شاعرًا قدر ما حاربت رامي وقصة هذه الحرب من ربع قرن، كان كلها لقيني قال لى " أهل بالشاعر الذي لم يزجل".

وواصل: فإن رامي أضاع زهرة العمر في نظم الأغنية الدارجة بعد، وهى ضرب من الزجل حتى عرفه الناس بها أكثر مما عرفوه شاعرًا على حين أن الله قد خلقه شاعرًا وأجزل له العطاء في موهبة الشعر، ولمع اسمه في أوائل العشرينيات.

بداية لقاء أحمد رامي مع أم كلثوم
وأشار إلى أن رامي شاء له القدر والتقى بأم كلثوم في منتصف العشرينيات، ووجه موهبته لالهاماتها، فقد انصرف عن الشعر إلى نظم الأغنية الدارجة لها، ومهما يكن الأمر فإن رامى في نزوله من قمة الشعر إلى مسهل الأغنية الدارجة، لم يهبط عبثًا إنما حمل رسالة أدبية وقومية ضخمة.

أوضح أن رامى أصبح من خلال الأغنية الدارجة زعيم مدرسة في الغناء، لم يتأثر بها المرلفون المحدثون وحدهم، وإنما امتد تأثيرها إلى روح الملحن وحنجرة المغنى أيضًا.

علاقة صالح جودت بالشاعر أحمد رامي


وتحدث صالح جودت عن علاقته برامي فقال: غرفت رامي منذ 30 عامًا وصاحبته عشر سنوات، ولازمته ملازمة الظل للظل منذ عشر سنوات، لا يطيب لأحدنا يوم إلا إذا سمع صوت الآخر، ولا تصفو لأحدنا ليلة إلا إذا ساهر الآخر.

وأكد أن رامي كان في بداية مسيرته الشعرية يعرض شعره على حافظ إبراهيم وكان أول المحتشدين لشعره، وكتب في الشعر المسرحى وشاعر الفصحى ولكن الناس لم تتذكر إلا رامى شاعر الأغاني.

بماذا وصف طاهر الطناحي الشاعر أحمد رامي؟

وفي مقالة بعنوان "أحمد رامي.. فراشة" بقلم طاهر الطناحى في مجلة الهلال، نشرت في عددها الصادر 1951، قال فيها الطناحي:" في نشأته منذ الصغر كان رامي يهيم في وادى الجمال، ويعيش بين رياض الخيال، ولعله تأثر بـ عمر الخيام منذ ترجم رباعياته في فجر شبابه عام 1923.

وتابع "أرسلته دار الكتب المصرية في ذلك الحين إلى باريس لدرس اللغة الفارسية في مدرسة اللغات الشرقية، فقرأ على أساتذته في هذه اللغة كناب " ألف ليلة وليلة" وجلستان السعدى وشاهنامة الفردوسي، وتاريخ سلاطين خوارزم وتاريخ جينكيز خان.
وفاة شقيق أحمد رامي


وأكمل: ثم وقعت له نسخة في رباعيات الخيام، فانقطع لترجمتها عن الفارسية، وصادف حين ذلك أن وصله نعى أخيه الشقيق الأكبر في دار غربة، فاستمد من حزنه قوة على تصوير الآم الخيام وفلسفته في الحياة، وعندما عاد إلى مصر صادف أم كلثوم وأفنى عمره في نظم أغانيها، كما تفنى الفراشة حياتها في النور والنار.

ثروة فنية بين أم كلثوم وأحمد رامي


وأكد الطناحي أنه نتج عن غناء أم كلثوم وأغاني رامى ثروة فنية لهذا الجيل، امتزج فيها سحر الصوت ببديع النظم الفصيح والدارج، وليس هناك من يعرف رامى  إلا و يعرف فيه الرقة والصفاء والمودة والإخاء وحلاوة النفس وطهارة القلب، وأنس المجلس وهو في الشعراء أشبه بالبهاء زهير في سهولة ألفاظه، والعباس بن الأحنف في رقة معانيه، وأبي العتاهية في زهده وتهاونه، وابن الرومي في تشاؤمه وسخطه على الدنيا وعلى وزارة المعارف التي جحدن حقه.