رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كشفت مجوهرات ملوك مصر القديمة عن أقدم شبكة تجارة عالمية؟

الأساور الفضة
الأساور الفضة

قالت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأسترالية، في تقرير لها، إن الفضة في مصر القديمة، والتي عثر عليها في الأساور هى الدليل الأقدم على التجارة بين مصر واليونان، مشيرة إلى أن المجوهرات المصرية التي نجت من سرقة اللصوص، وعوامل الزمن، والتي تعود لـ 2600 ق.م، تساهم في إلقاء الضوء على بداية عصر العولمة والتجارة بين الدول.

بداية العولمة

وأكدت الشبكة الإخبارية الأسترالية، على أن تحليل أساور والدة الملك خوفو، يدل على التعاون التجاري بين مصر واليونان، فيما أشارت إلى أن مقبرة الملكة حتب حرس والدة خوفو كان بها أشهر المشغولات الفضية في مصر القديمة.

وأشارت إلى أن الباحثين أثبتوا أن المصريين القدماء كانوا يتاجرون مع الحضارات الأخرى، والدراسات الجديدة تقدم أول دليل علمي على أن الفضة مصدرها جزر بحر إيجه في اليونان، حسبما أفاد باحثون في مجلة العلوم الأثرية.

وقالت كارين سوادا، معدة الدراسة، ومديرة المركز الأسترالي لعلم المصريات بجامعة ماكوراي: هذا النوع من الشبكات التجارية القديمة يساعدنا على فهم بدايات العولمة.

حياة الملكة الأم

وأوضحت الشبكة أن الأساور تقدم نظرة ثاقبة على حياة الملكة حتب حرس، المولودة في العائلة المالكة، لغزًا نوعًا ما، فهي تحمل لقب "ابنة الله"، حيث مثلت خط الدم الملكي المباشر للأسرة الرابعة في مصر، في فترة زمنية تُعرف بالمملكة القديمة (2700 قبل الميلاد - 2200 قبل الميلاد)، وكانت الملكة حتب حرس متزوجة من الملك سنفرو، وأنجبت منه ابنها وخليفته خوفو.

وتابعت أنه لآلاف السنين، ظل مكان دفنها غامضًا، حتى عثر المستكشفون على مدخل في الجيزة عام 1925 - لكنهم وجدوا تابوتها فارغًا.

توقع المستكشفون أن حتب حرس دفنت في الأصل بالقرب من هرم زوجها في دهشور، لكن ابنها أمر بنقل قبرها إلى الجيزة بعد اقتحام اللصوص.

أصول الفضة

وأوضحت الشبكة الأسترالية، أنه لطالما كانت أصول الفضة لغزًا، حيث قام الفريق، الذي ضم باحثين من فرنسا ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، حيث يتم تخزين الأساور، بمسح الأجزاء ضوئيًا لتحديد مكوناتها، وبينما تم فحص الأساور آخر مرة منذ عقود، قالت الدكتورة سوادة إنه لم يتم تحليلها "علميًا بدرجة عالية".

وكشف التحليل الجديد أن الأساور تتكون من الفضة مع آثار من النحاس والذهب والرصاص وعناصر أخرى، حيث تم تصنيعها عن طريق طرق المعدن المشغول على البارد مع التلدين المتكرر - والذي يتضمن تسخينه إلى درجة حرارة معينة لمنع الكسر، حيث كان من الممكن أن تساعد إضافة الذهب في تحسين مظهر الأساور الفضية وقدرتها على التشكيل.

قالت الدكتور سوادا إنه بينما عُرف عن مصر القديمة أنها غنية بالذهب، لم يكن لديها مصادر محلية للفضة، افترض الباحثون لفترة "طويلة جدًا" أن الفضة مستخرجة من الذهب المحلي الذي يحتوي على نسبة عالية من الفضة، لكن التحليل الجديد لهذه الأساور ألقى بظلال من الشك على هذه النظرية، حيث تبين أن نسب نظائر الرصاص في الفضة من هذه الفترة الزمنية متوافقة مع الخامات من جزر سيكلاد في بحر إيجة، وبدرجة أقل، لافريون (أتيكا في اليونان).

وتابعت الدكتورة سوادا: "لذا فإن هذه الأساور تمثل فرصة فريدة جدًالفهم ليس فقط تقنيات تشغيل المعادن في هذا الوقت، ولكن أيضًا لفهم الشبكات التجارية الموجودة، والتي تعد مهمة جدًا لفهم نشوء الدولة المصرية".

قالت ميلاني بيتكين، أمينة مجموعة نيكولسون للآثار بجامعة سيدني، إن المصريين لديهم "موانئ نشطة على طول منطقة الدلتا" كانت تنقل البضائع من وإلى مصر، إلى جانب الطرق الصحراوية البرية بين وادي النيل والبحر الأحمر".